سيدة قعيدة تستعطف وزير الأوقاف: «اديني حتة لحمة الله يخليك» (فيديو) تجلس «أم عمرو» يوميا في حي عابدين، تبيع المناديل بجنيهات معدودة وهي قعيدة على كرسيها المتحرك، لم تكن تعلم أن قسوة الظروف والحياة سيدفعانها إلى الاستقرار على مساحة صغيرة من الرصيف، مثل آلاف النساء اللاتي يتواجدن في عربات المترو والقطارات والأتوبيسات وفي الشوارع، خرجت السيدة التي أصيب بجلطة أقعدتها على كرسي متحرك لتجمع عدة جنيهات لتشتري العلاج فتعود ب«كيسين لحمة». 366 يوميا قضتها السيدة على الرصيف الذي لم يتغير كثيرا، بينما تغير ملامح وجهها إلى الإسمرار، لم تكن تعلم أنها ستكون في يوم من الأيام بطلة لقصة صحفية تتناولها وسائل الإعلام، - ربما هو القدر - دفعها لتجلس في ذلك المكان وقت أن مرت عربات الأوقاف المحملة بلحوم الأضاحي التي توزع على الفقراء والمحتاجين. شكّت سيدة الرصيف في صدق المارة.. وهي تحكي: «العربيات كانت ماشية من هنا وقالوا إن الأوقاف بتوزع لحمة، وعندما سألتهم هيرضوا يدوني؟! قالوا: "أيوه بيوزعوا على الشعب كله" تحركات مسرعة وراء العربات وهي تسأل عن مقرها إلى أن استقرت بجوار إحدى العربات تنتظر المسئول الذي سيعطيها حقها. جلست السيدة القعيدة على كرسيها المتحرك وهي تنتظر من يعطيها لحمة الفقراء، وأثناء اقتراب وزير الأوقاف من العربة المخصصة لتوزيع لحوم صكوك الأضاحي نادت بأعلى صوتها «يا باشا.. يا باشا سلم عليا يخليك لينا.. هو فين؟ هو فين سعادة الوزير إديني بقه حته لحمة الله يخليك.. إديني دلوقت لو مختدش منك محدش هيديني» وتابعت: عندما ذهبت كلمت الوزير وسلم عليا وأنا سلمت عليه وقلت له: «حضرتك إذا لم تعطيني اللحمة محدش هيرضى يديني، راح مديني كيسين لحمه». ابتسامة عريضة ارتسمت على وجه السيدة التي تجازوت العقد الأربعين من عمرها، وهي تتذكر لحظة حصولها على حقها من لحمة الغلابة، ربما لم تبتسم للكاميرا من قبل، وربما لم يزورها العيد الماضي، لا تتذكر بالتحديد المرة الأخيرة التي اشترت فيها اللحمة بعد أن ارتفعت الأسعار بشكل لا يتناسب مع معدومي الدخل؛ وتابعت: «لم نشتري لحمة العيد وإنما بس ممكن حد يديني كيس أو كيسين بس؛ وبجلس على كرسي متحرك منذ سنة، بعد إصابتي بالجلطة». كل ما ترجوه «أم عمرو» هو توفير أسعار الدواء، التي لا تستطيع الاستغناء عنها فربما اللحمة لا تزور بيتها لشهور إلا أن جلوسها على الرصيف شغلها الشاغل لتوفير حق شريط علاج: «لأن كل شغلتي هي بيع المناديل في الشارع، عشان خاطر أشتري العلاج، وممكن لما يجي فلوس أجيب شريط في شريط على قدي عشان العلاج أصلا غالي ومبقدرش أجيبه مرة واحدة».