سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الثورة صناعة "مصرية".. سياسيون يرفضون تصريحات C.I.A.. حمودة: واشنطن استفادت من الربيع العربى.. الشريف: تجربة الإخوان تؤكد التواطؤ الأمريكى.. الغرباوى: التناحر السياسى أقرب لمصر من التقسيم
رفض عدد من السياسيين ما جاء فى فيديو لرئيس الاستخبارات الأمريكية السابق، بثته برامج التوك شو، يروى خلاله تفاصيل مخطط لزعزعة الأنظمة فى مصر والسعودية وليبيا فى 2006، قائلا: "سنصنع لهم إسلاما يناسبنا ثم نجعلهم يقومون بثورة". أضاف رئيس المخابرات خلال الفيديو أن المخطط الأمريكى يعتمد على زرع التوتر فى المنطقة العربية، وتطبيق النظام العراقى على مصر والسعودية وليبيا. وقال الكاتب الصحفى عبد الحليم قنديل، رئيس تحرير جريدة الأمة، إن الفيديو تحوم حوله الشكوك، مضيفا أن كلامه خطأ وعار تماما من الصحة، فثورة 25 يناير مصرية 100%، مشيرا إلى أن الثورة المصرية فاجأت المخابرات الأمريكية مثلما فوجئت بأحداث 11 سبتمبر. أوضح أن الفيديو موجود منذ فترة على الإنترنت، ويأتى فى إطار حديث أمريكا عن الديمقراطية والفوضى الخلاقة، مشيرا إلى أن أمريكا كانت تعتقد أن حرب العراق هى المفتاح للسيطرة على المنطقة العربية. ولفت قنديل إلى أن الرئيس السابق مبارك كان كنز أمريكا الاستراتيجى وحاولت الحفاظ عليه لآخر لحظة، ولكنها عندما أيقنت بزوال نظامه قررت الحفاظ على مصالحها وتخلت عنه، مطالبا بإسقاط دورها فى مصر من خلال الاستغناء عن المعونة الأمريكية. وأكد الخيبر الأمنى العميد حسين حمودة، أن ثورات الربيع العربى فاجأت أمريكا، نافيا أن تكون صناعة أمريكية كما تدعى الولاياتالمتحدة، ولكنها كعادتها حاولت توظيف الربيع العربى لخدمة أفكارها ومصالحها. وعلق حمودة على الفيديو الذى بثته أمس برامج التوك شو، بخصوص ذلك، قائلا: "أتحفظ على هذا الكليب لأسباب عديدة أهمها أن المشروع الصهيو أمريكى والمعروف بالشرق الأوسط الكبير الذى تحدثت عنه كوندليزا رايس عام 2004، والذى يهدف إلى إعادة تقسيم المنطقة جغرافيا، حذرت منه إسرائيل، خوفا من نمو التيار الإسلامى المعادى لإسرائيل، وهو ما جعل رايس تعدل من خطتها". وأضاف الخبير الأمنى أن نظام مبارك وصالح كانا أكثر ولاء للنظام الأمريكى، ولم تفكر أمريكا فى إزاحتهما، منوها أن بعد أحداث يناير قامت المخابرات الأمريكية بنشر تقرير "كيف لم تتنبأ بالثورة المصرية، وهو تقرير موجود على الإنترنت". وأشار إلى أن ثورة يناير مصرية صميمة، ولكن أمريكا تحاول احتواء ثورات الربيع العربى لخدمة مصالحها من خلال الممول الأول لمشروعها وهى قطر – عصا أمريكا لاحتواء الربيع العربى – من خلال دعم نظام الإخوان وإغراق البلاد فى مزيد من الأزمات الاقتصادية والسياسية. وأوضح الدكتور يسرى الغرباوى الباحث السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن فيديو رئيس الاستخبارات الأمريكية السابق، سيناريو وارد ويتحقق الآن. وقال الغرباوى أن الغباء السياسى من الفصائل الإسلامية ساعد أمريكا على تنفيذ مخططها، بدليل مشروع الإسلام المعتدل الذى نجحت أمريكا فى نشره فى دول آسيا الوسطى، وجعلت من باكستان وأفغانستان نموذجا للخنوع الإسلامى. وأضاف أنه على الرغم من تخلى أمريكا عن حلفائها مثل مبارك وبن على إلا أن الإخوان ما زالوا يتعاونون معهم، موضحا أن الولاياتالمتحدة تمارس نفس الدور اليوم من خلال فتح حوار مع حزب النور. وأشار الباحث السياسى إلى أن مشروع أمريكا حاليا هو تكوين الشرق الأوسط الكبير من خلال تقسيم المنطقة جغرافيا والذى كشفته رايس عام 2004، لكنها عدلت خطتها اليوم وتحاول تحقيق الفوضى الخلاقة من خلال التناحر والانشقاق السياسى بين التيارات المختلفة. ولفت إلى أنه من الصعب على أمريكا تقسيم مصر على أسس طائفية، لكنها نجحت فى إحداث تنافر سياسى بين الفصائل السياسية سواء كانوا إسلاميين أو علمانيين. يوافقه الرأى عصام الشريف رئيس جبهة التغيير السلمى، مؤكدا أن فشل الإخوان فى إدارة البلاد وتمسك امريكا بحكم الإخوان، يؤكد صحة هذا الفيديو. وقال الشريف: إن هناك اتفاقا إخوانيا – أمريكيا ينص على تمكين الإخوان من السلطة مقابل أمن إسرائيل، منوها أن الشعب المصرى لديه الوعى الكاف لفشل المخطط الأمريكى، ولن تتكرر التجربة العراقية فى مصر.