ولد سلامة موسى فى 4 فبراير سنة 1887 فى قرية "بهنباى"، وهى تبعُدْ سبعةْ كيلو متراتْ عن مدينة الزقازيق بمصر، لأب مسيحى يعمل موظفا بالحكومة، وسرعان ما توفى بعد عامين من مولد ابنه، والتحق الابن بمدرسة قبطية، ثم التحق بالمدرسة الابتدائية بالزقازيق حتى حصوله على الشهادة الابتدائية. انتقل بعد ذلك إلى القاهرة حيث التحق بالمدرسة التوفيقية ثم المدرسة الخديوية حتى حصل على شهادة البكالوريا (الثانوية) سنة 1903، وكانت نشأته وحياته صعبة فى كل مناحيها، وتوفى بالقاهرة فى 4 أغسطس عام 1958 عن 71 عاما فقط أعطى فيها الكثير من الفكر والإبداع واستحق بجدارة لقب" رائد الاشتراكية المصرية". فى عام 1906 وبسبب مشاكل عائلية يقرر السفر إلى أوروبا، وكان اذاك فى التاسعة عشرة من عمره. وقد كان لذلك القرار أثر هام فى تكوين وعيه وفكره ، فسافر إلى فرنسا حيث قضى فيها 3 سنوات من حياته تعرّف من خلاله على الفكر والفلسفة الغربيين، وقرأ العديد من المؤلفات فتعرف على "فولتير" وتأثر بأفكاره ، كما قرأ ل"كارل ماركس"، ومؤلفات لاشتراكيين اخرين، كما أنه اطلع هناك على ما توصّلت اليه علوم المصريات، وبعد أن قضى ثلاث سنوات فى باريس، انتقل إلى إنجلترا لدراسة الحقوق، حيث عاش أربع سنوات أخرى، لكنه أهمل دراسته وانصرف إلى القراءة، وانضم إلى جمعية العقليين، والجمعية القابية والتقى فيها بالمفكر والمؤلف المسرحى الايرلندى "جورج برنارد شو" وتأثر "بتشارلز داروين" وخصوصا بنظريته حول النشوء والارتقاء. وعقب عودته إلى مصر من إنجلترا أصدر أول كتاب عن الاشتراكية فى العالم العربى سنة 1912، كما أصدر هو و"شبلى شميل "صحيفة أسبوعية اسمها المستقبل سنة 1914 ، لكنها أغلقت بعد ستة عشر عددا، كما ساهم هو والمؤرخ "محمد عبد الله عنان" فى تأسيس الحزب الاشتراكى المصرى عام 1921 ولكنه انسحب منه رافضا الخضوع لأية قيود تنظيمية، وذلك إثر خلافات كانت قد أثارتها نقده لثورة أكتوبر، فاعتزل الحياة السياسية، واكتفى بالنشاط الفكري، حيث رأس مجلة الهلال عام 1923 لمدة ست سنوات. فى سنة 1930 أسس المجمع المصرى للثقافة العلمية، وأصدر مجلة أسماها "المجلة الجديدة"، وكان يهدف من خلالها إلى تغليب الاتجاهات العلمية على الثقافة العربية، لكن حكومة "صدقى" باشا أغلقت المجمع، فقام سلامة بتكوين جمعية المصرى للمصرى، وتبنت هذه الجمعية مقاطعة البضائع الإنجليزية، مستلهمة فى ذلك تجربة الزعيم الهندى غاندى.