لم تغب يومًا عن الصفوف الأولى في المواجهات التي شهدتها محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، كانت تسابق البرق وتتنقل بين المصابين لتداوي ما استطاعت منهم، حتى وجدت نفسها يومًا شهيدة برصاصة إسرائيلية اخترقت ربيع عمرها الذي عاشت أكثر من نصفه في حصار غزة. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد رزان النجار اليوم الجمعة، خلال فعاليات جمعة «من غزة لحيفا» وهي الجمعة العاشرة في فعاليات مسيرة العودة، والشابة رزان النجار «21 عامًا» أصغر متطوعة في مجال الإسعاف الميداني ضمن مئات العاملين في إسعاف وعلاج المصابين على حدود قطاع غزة، منذ اندلاع أحداث مسيرة العودة الكبرى نهاية مارس الماضي. وقال وزير الصحة الفلسطيني جواد عواد: إن قتل جيش الاحتلال للمسعفة برصاص حي في الصدر وبشكل متعمد يعد جريمة حرب، وإصرار لدى هذا الجيش على خرق كل المعاهدات الدولية والاتفاقيات التي تدعو إلى حماية المسعفين أوقات النزاعات. وأضاف أن الشهيدة رزان دفعت حياتها ثمنًا لعلاج وإسعاف أبناء شعبها، حيث كانت أصيبت أكثر من مرة خلال مسيرات العودة، ولم يمنعها هذا الأمر من مواصلة مشوارها لأداء رسالتها الطبية السامية، فهي لم تغادر ميدان عملها الإسعافي التطوعي خلال مسيرة العودة حتى قدمت نفسها شهيدة اليوم شرق خان يونس. وتابع أن المجتمع الدولي والمؤسسات الأممية والدولية والحقوقية مدعوة للتدخل لحماية الشعب الفلسطيني، لأنه لا توجد أي بقعة آمنة للأطفال والنساء والشيوخ، لا في الضفة الغربية ولا في قطاع غزة، فجيش الاحتلال استباح كل شيء بما في ذلك المستشفيات ودور العبادة والبيوت. ومن ناحيتها، اعتبرت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، أن قتل الاحتلال الإسرائيلي للشهيدة النجار، هو دليل على فشل المنظومة الدولية في توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني ووقف الانتهاكات الإسرائيلية. وقالت اللجنة في بيان لها، إن فشل المنظومة الدولية في حماية المتظاهرين العزل من جنود الاحتلال الذين يقنصون بدم بارد، أبناء الشعب الفلسطيني، عبر إفشال إصدار أي قرار لإدانة الاحتلال بمجلس الأمن الدولي، لهو أكبر دليل على فساد هذه المنظومة التي تحركها الإدارة الأمريكية. وأضافت أن المنظومة الدولية تبرر لإسرائيل استمرار ارتكاب جرائمها وفي أحسن أحوالها تساوي بين الضحية وجلادها. واستشهدت «ملاك فلسطين»، هكذا تفاعل النشطاء الفلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي مع حادثة استشهاد المسعفة رزان النجار، والتي نشر عليها النشطاء صورًا للشهيدة النجار، وهي تسعف عشرات المصابين خلال أحداث الجمع الماضية، فيما نعتها وزارة الصحة الفلسطينية بشكل رسمي معتبرة إياها من الطواقم الطبية الفلسطينية. ونشر النشطاء الفلسطينيون عشرات المقاطع المصورة للشهيدة النجار التي لفتت أنظار وسائل الإعلام خلال فترة عملها على حدود قطاع غزة، والتي كانت تؤكد خلالها على استمرار عملها في إنقاذ المصابين الفلسطينيين من رصاص الاحتلال الإسرائيلي الذي حصد أرواح 118 فلسطينيًا وأكثر من 14 ألف مصاب منذ بدء مسيرة العودة.