ما هي إلا أسابيع قليلة وتنطلق نهائيات كأس العالم في روسيا، البلد الذي تتهم الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات (وادا) اتحاده لألعاب القوى ب"التلاعب الممنهج". لكن ماذا عن كرة القدم الروسية هل هي خالية من المنشطات؟ هايو زيبيلت من الأسماء التي أزعجت وما زالت تزعج الكرملين. فبعد أن منعت روسيا عن الصحفي الألماني التأشيرة لحضور كأس العالم 2018 لكرة القدم بين 14 يونيو و15 يونيو، عقب إدراجه ضمن قائمة "الأشخاص غير المرغوب فيهم"، تراجعت عن قرارها استجابة لضغوطات قوية مارستها دول ومنظمات دولية. ويعمل زيبيلت ضمن قسم الصحافة الاستقصائية لدى شبكة "إيه.آر.دي" التليفزيونية الألمانية، وقد صنع اسمه عبر البحث في قضايا المنشطات في عالم الرياضة منذ عام 2009، وكان ضمن الفريق الذي كشف عن فضيحة المنشطات الروسية في ألعاب القوى. ومن نتائج التحقيقات التي ساهم فيها زيبيلت قرار اللجنة الأوليمبية الدولية في ديسمبر تعليق مشاركة روسيا بسبب المنشطات و"التلاعب الممنهج" حيال برنامج مكافحة المنشطات في دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية في سوتشي عام 2014. كما تم تحييد المتسابقين الروس في دورة الألعاب الشتوية الأخيرة في بيونغ تشانغ بكوريا الشمالية. وفي منتصف الشهر الجاري، أبقت الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات (وادا) على إيقاف الوكالة الروسية لمكافحة المنشطات (روسادا)، بسبب إخفاقها في اتباع خارطة طريق ضرورية لاستعادة موقعها، كما أورد بيان الوكالة الدولية. وكما هو معلوم تنظم روسيا نسخة مونديال 2018، والسؤال المطروح حاليًا يتعلق بموقع الكرة الروسية ضمن حلقة "التلاعب الممنهج" هذه، خاصة أن المحقق الخاص لوكالة (وادا) ريتشارد ماكلارين قد أقر منتصف العام الماضي بنفسه احتمالية وجود "منظومة تلاعب" داخل الاتحاد الروسي لكرة القدم. وبالفعل، أخبرت وكالة (وادا) ال«فيفا» عن شكوكها حول وجود تلاعبات "محتملة" طالت 34 فحصًا من مجموع 154 فصحًا للاعبي كرة قدم روس. من جهتها، كشفت صحيفة "ميل أو سونداي" البريطانية، بأن جميع لاعبي المنتخب الروسي لمونديال 2014 أدرجوا على قائمة ألف رياضي روسي، تمّ التلاعب في فحوصاتهم ضد المنشطات، وذلك في الفترة بين 2011 و2015. غير أن هذه التحذيرات لم تجد من يسمعها في مكتب الاتحاد الدولي بزوريخ السويسرية، إذ أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم أنه أغلق ملف التحقيقات لعدم وجود أدلة وافية تؤكد تعاطي لاعبي المنتخب الحالي للمنشطات. مؤكدًا أنه أبقى على تحقيقات أخرى تتعلق بأسماء غير مدرجة ضمن التشكيلة المعلن عنها من الاتحاد الروسي لكرة القدم لمونديال الصيف. بالطبع، لقيت خطوة ال«فيفا» هذه استياءً كبيرًا من مكافحي المنشطات، وعلى رأسهم الصحفي هايو زيبيلت الذي أوضح أنه أرسل استفسارًا رسميًّا إلى ال«فيفا» في الأسابيع الأخيرة حول ما إذا كانت الفحوصات المذكورة قد شملت جميع المواد والطرق المحظورة، أم فقط نوعية منشطات معينة، ما سيضرب بمصداقية قرار ال«فيفا»، بطبيعة الحال. ويؤكد الصحفي الاستقصائي أنه وإلى غاية اللحظة لم يتوصل إلى أي رد من زوريخ. من جهته، وفي حوار مع DW عبّر فيرنر فرانك -وهو من أكبر الخبراء العاملين في مجال مكافحة المنشطات- عن غضبه من الاتحاد الدولي قائلاً: "إنه اتحاد للفساد. وهو الخط الذي يرافق تاريخ ال«فيفا» إلى اليوم". واستعرض الخبير أن عالم الساحرة المستديرة شهد كل شيء، ورغم ذلك "لم يتغير أي شيء". فعلى سبيل المثال "تمّ إطالة ملف نادي يوفينتوس الإيطالي إلى أن انقضت المهلة القانونية للمتابعة. والآن أسابيع قبل انطلاق نهائيات كأس العالم، لن يتم الكشف عن حالات تلاعبات لأن ذلك سيزعج سير البطولة". ووسط الانتقادات الموجهة للفيفا، يلوذ الرئيس جياني إينفانتينو إلى الصمت، مكتفيًا في أثناء قرعة مونديال روسيا بتكرار ما قاله في مناسبات سابقة بأن "الاتحاد الدولي لا يمكنه المشاركة في التكهنات. الاتحاد يراقب جميع اللاعبين في أثناء المسابقات وخارجها... وإذا ما ثبتت حالات منشطات، ستُقرِّر عقوبات. هكذا كنا نتعامل مع هذا الموضوع، وهكذا سوف نتعامل معه مستقبلاً". يورغ شتروشاين/و.ب هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل