المذيع: مشاهدى الكرام، من بنى البشر والحيوان، يسعدنى أن أكون معكم فى أولى حلقات برنامج «الغيط غيطك» تحت رعاية العمدة، والذى يخصص حلقته الأولى، لتغطية حادث اغتيال حماره الأسبوع الماضى، والذى اكتنفه الكثير من الغموض والتفسيرات غير الصادقة، والآن أيها السادة، ننتقل بكم إلى إذاعة خارجية من دوار البيه العمدة، لنقل وقائع «خطابه » بشأن هذا الحادث الجلل.. فاصل : أغنية وطنية. العمدة يلقى خطابه من أمام دواره: الإخوة والأخوات .. إنه من دواعى الأسى والحزن، أن نقف هذا الموقف الحزين، فلم أتصور يوما أن يغتال حمارى العزيز الأغر، على نحو مؤلم، لا يستحقه، إن فقيدنا العزيز قدم خدمات جليلة لى شخصيا، ولقريتنا، التى سوف تظل آمنة.. لا يعكر صفوها شىء. الإخوة والأخوات: ليس عمدتكم، الذى ظل طوال 30عاما، سندا للصغير والكبير، والفقير والغنى، من يتآمر على حماره، ليس عمدتكم من يخون الأمانة، ويحنث بالعهد لقد عاهدتكم منذ أول يوم، توليت فيه أمركم، علي الوضوح والصراحة، وليس الغدر والخيانة، لذا أوجعنى أشد الوجع، وآلمنى أعظم الألم، أن يتهمنى أحد، بالتخطيط لتوريث «العمودية» لابنى البار، أو أن يتهمنى أحد بالتورط فى اغتيال حمارى، بداعى كشفه مخطط التوريث الآثم. الإخوة والأخوات: إننى أؤكد لكم أن عمدتكم لا يزال على العهد، لا يكذب ولا يتآمر ولا يخون. أما ما كشفه حمارى الراحل، بشأن الادعاء الزائف بتوريث ابنى البار منصبى، فهو كلام ملفق وعار من الصحة لهذه الأسباب: - السبب الأول : أن حمارى فاقد الأهلية ، منذ عدة أسابيع، وهذا تقرير لمن يهمه الأمر، يؤكد أن الفقيد كان يعانى من أزمات نفسية، وحالة متقدمة من الاكتئاب. - السبب الثانى: ليس عمدتكم من تتلوث يداه أو يدا ابنه بدماء الأبرياء، والشرفاء والأبرار، مثل حمارى الراحل. - السبب الثالث: أنه لا صحة مطلقا لما تردد بشأن مشروع التوريث من قريب أو بعيد. تصفيق حار، وأصوات تردد: إحنا آسفين ياعمدة. الإخوة والأخوات: لقد ولدت في هذه القرية ، وسوف أموت فيها، وأدفن فيها، لأننى منكم، وابنكم الذى لم ولن ينقلب على أهل بلده، كما أننى من حاربت من أجلكم فى كل المعارك التى خاضتها قريتنا «المباركة» مع القرى المجاورة وحتى أثبت حسن نيتى لكم، قررت اتخاذ عدة قرارات إصلاحية: - أولها : تعيين نائبين لى، يعينانى على مسئوليات إدارة القرية. - ثانيها: الاستغناء عن خدمات شيخ القرية، وتقديمه للجهات المختصة لتحديد مسئوليته عن اغتيال حمارى الأغر. - ثالثها: إبعاد ابنى عن لجنة إدارة الأزمات بالقرية، وعن أى منصب رسمى. رابعا:إقامة نصب تذكارى للفقيد الراحل وإطلاق اسمه على أكبر دار للمناسبات بالقرية. تصفيق حار الإخوة والأخوات: ختاما .. أؤكد لكم براءتى شخصيا، وبراءة ابنى، من دماء حمارنا الأغر، كما قررت إعلان حالة الحداد العام بالقرية، لمدة 40يوما وتنكيس الأعلام.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فاصل : أغنية وطنية المذيع : وهكذا أيها السادة، نقلنا لكم على الهواء مباشرة وحصريا، وقائع خطاب عمدة القرية بشأن اغتيال حماره، . وفيه أكد عدم تورطه، أو تورط ولى عهده في اغتيال حماره، كما أعلن عدة إجراءات إصلاحية.. ومعنا على الهاتف الآن، للتعليق على الخطاب التاريخى والمهم الأستاذ: عبده أبو كمال ، رئيس تحرير «أخبار القرية»، أستاذ عبده كيف قرأت خطاب العمدة؟ - عبده: كما كتبت وقلت من قبل.. إنه لا علاقة للعمدة من قريب أو بعيد باغتيال حماره، لأنه أشرف وأكبر من ذلك، وكما أعلن سيادته اليوم، فإن الحديث عن مخطط للتوريث كلام عار من الصحة، وحديث خرافة، يروجه حشاشون ومغرضون وأعتقد أن الإجراءات التى أعلنها العمدة اليوم، سوف تدعم موقفه، وتمنحه الحق فى البقاء في منصبه إلى الأبد. - المذيع : شكرا، أستاذ عبده، ومعنا الآن على الهاتف، المحلل السياسى المعلم بسيونى أبو دومة، ما رأيك يا معلم في بيان العمدة؟ - أبو دومة «منفعلا»: أدعو كل المخلصين من أبناء القرية للخروج الآن، وضرب كل المعارضين لبقاء العمدة أو لخلافة ابنه له، بالنعال، يا أيها الشرفاء، من أبناء قريتنا، لا تسمعوا للمنافقين والمخادعين، والمغرضين، الذين يروجون للفوضى والثورة. المذيع: شكرا.. معلم أبو دومة.. وإلى هنا وصلنا إلى نهاية حلقة اليوم من «الغيط غيطك». أغنية وطنية وتتر البرنامج..