أعلنت وزارة الصحة والسكان، ممثلة في المجلس القومى للطفولة والامومة، اليوم الانتهاء من وضع الإطار الإستراتيجي الوطني للقضاء على العنف ضد الأطفال، وذلك بالتعاون مع فريق وطني وبدعم من منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسف) والاتحاد الأوروبي، جاء ذلك خلال اجتماع بحضور السيد برونو مايس ممثل اليونيسف بمصر، بمقر المجلس. وأوضحت الدكتورة عزة العشماوي، الأمين العام للمجلس القومى للطفولة والأمومة، أنه تم تشكيل الفريق الوطني للقضاء على العنف ضد الأطفال يتضمن كافة الوزارات والجهات المعنية الحكومية والأهلية، والخبراء من الأخصائيين النفسيين وأطباء الأطفال، ويترأسه المجلس القومي للطفولة والأمومة. وأشارت عزة إلى أن الإطار الإستراتيجي بتضمن كافة الإجراءات لمواجهة كافة أشكال العنف المختلفة ضد الأطفال مع التركيز على حماية الأطفال من العنف داخل الأسرة، والبيئة المدرسية، ووسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت. وأضافت عزة أن ذلك يأتي متسقًا مع البيانات الوطنية المتاحة، والتي تشير لارتفاع في مستويات العنف ضد الأطفال في هذا السياق، مع عدم وجود استراتيجية قومية شاملة للتصدي لها، بخلاف الممارسات الضارة، مثل ختان الإناث وزواج الأطفال واللذين تم تناولهما بالفعل في استراتيجيات موسعة. وكشفت "عزة أن الدراسة التي أجراها المجلس القومي للطفولة والأمومة بالتعاون مع منظمة يونيسف عام 2015 في القاهرة والشرقية وأسيوط بعنوان "العنف ضد الأطفال في مصر" أن الأطفال كثيرًا ما يواجهون مخاطر التعرض للعنف في منازلهم من جانب آبائهم أو القائمين على رعايتهم، ثم في المدارس من خلال أقرانهم من الطلبة وأخيرًا على أيدي المدرسين، ويؤيد ذلك المسح السكاني الصحي لعام 2014. وقالت عزة إن "العنف ضد الأطفال بكل أشكاله يؤثر سلبًا على نمو الطفل البدني والاجتماعي والنفسي وبالتالي على القدرة الإنتاجية لأجيال المستقبل، ومسئوليتنا أن نعمل سويًا على كسر دائرة العنف ضد الأطفال. ولفتت إلى أن الإطار الاستراتيجي للخطة التنفيذية تم إعداده بطريقة تشاورية تضمنت مشاركة جميع أعضاء الفريق الوطني، حيث يعتبر هذا الإطار خطوة أساسية لوضع خطة عمل وطنية مفصلة ومحددة التكاليف وتشمل كل الجهات المعنية لحماية الأطفال من العنف، ويكون لها أهداف واقعية وذات أطر زمنية محددة وآليات للمتابعة والتقييم". كما أثنت الدكتورة عزة العشماوي على دور النيابة العامة بقيادة النائب العام وأعربت عن شكرها لسيادته لتوجيهه بإعداد كتاب دوري عن لجان حماية الطفل والتنسيق مع المجلس لعقد دورات تدريبية للسادة أعضاء النيابة العامة وكذلك سرعة استجابة النيابة العامة للتحقيق في الحالات التي يرصدها خط نجدة الطفل 16000. وأشاد ممثل منظمة اليونيسف بالتعاون المثمر بين وزارة الصحة والسكان ممثلة في المجلس القومى للطفولة والأمومة، مشيدا بما يتم حاليا من إجراءات لإعادة بناء منظومة حقوق الطفل على الصعيد الوطني، مؤكدا أهمية تغيير الثقافات والأعراف الداعمة للعنف ضد الطفل. كما تضمنت فاعليات الاجتماع أيضًا عرض ومناقشة "حقيبة الدعوة لدعم ثقافة التربية الإيجابية" وهي مرجع يقدم معلومات عن أساليب التربية الإيجابية وفقًا للخبرات الوطنية والدولية بهدف نشر ثقافة التربية الإيجابية من خلال البرامج والخدمات القائمة المعنية بالطفل ومقدمي الرعاية في الكيانات الوطنية المختلفة ومن ضمنها وسائل الإعلام، وذلك نحو الوصول لبرنامج قومي للتربية الإيجابية في مصر. ويأتي هذا أيضًا كأحد مكونات برنامج حماية الطفل ضمن مشروع "التوسع في الحصول على التعليم والحماية للأطفال المعرضين للخطر" الذي ينفذه المجلس القومي للطفولة والأمومة بالتعاون مع يونيسف وبتمويل من الاتحاد الأوروبي.