لا يزال الانخفاض الكبير لمعدلات السياحة في مصر يؤرق قطاعات كثيرة من المصريين الذين يعتمدون بشكل أو بآخر على السياحة كمصدر للدخل. وقال تقرير لوكالة "أسيا نيوز"، السياحة أكثر القطاعات المتضررة جراء عدم استقرار الأوضاع السياسية والأمنية في مصر. وضرب بمدينة الأقصر مثالا لذلك، مشيرة الي انه بعد أن كانت المدينة الأثرية المقصد السياحي الأول في العالم، تحولت الآن إلى مدينة أشباح بعدما انخفضت نسبة الإقبال إلى 30% فقط. وأضافت أنه بسبب ذلك، اضطر سكان المدينة ممن يعملون بالسياحة إلى تغيير مهنتهم، كما أن لدى الكثيرين منهم قناعات بأن الإخوان يريدون القضاء نهائيا على السياحة – حسب ما ذكر التقرير. وأرجع التقرير عزوف السائحين عن زيارة الأقصر إلى تصريحات بعض السلفيين المتشددين حول السياحة والآثار. ويعتمد معظم أهالي الأقصر على السياحة، بخلاف الفنادق، فهناك أصحاب سيارات الأجرة، والبازارات والمقاهي، كل هؤلاء كانوا يعتمدون على الزائر الأجنبي لكسب المال. وحسب تصريحات المدير الإقليمي بالشرق الأوسط لمنظمة السياحة التابعة للأمم المتحدة عمرو عبد الغفار، فإن فترة ما بعد الثورة هي الأصعب على السياحة المصرية في ال25 سنة الأخيرة، مضيفا أن التغيرات السياسية خلقت نوعا من الضبابية حيال الوضع الاقتصادي خاصة السياحة. كما أن تراجع معدلات السياحة أثر سلبا على نواح أخرى مثل ترميم الآثار والمحافظة عليها، فجزء من عائد السياحة ينفق على هذه المجالات ودفع مرتبات علماء الآثار.