إن العديد من المراقبين يرون أنه بعد التثبت من الادعاءات بأن النظام السورى استخدم أسلحة كيماوية، يكون الرئيس السورى اختبر.. إلى أى مدى يسمح له العالم بذبح شعبه؟. ففى الماضي، عندما كانت تواجه سوريا بخطر حقيقي، فإن الرئيس بشار الأسد شأنه كشأن والده الذى ورث عنه سدة الحكم، يميل إلى التراجع، إلا أن هذه المعركة التى يواجهها بشار الأسد، والتى استمرت زهاء السنتين وفشل فى ربحها، تعتبر مسألة مصيرية فى ظل ما تعكسه الوحشية التى ينتهجها الأسد فى خضم هذا الصراع ليحافظ على حكمه، إذ إنه مستعد لتقسيم سوريا وشرذمة أهلها إن لم يستطع البقاء فى سدة الرئاسة. وفى حال تغاضت الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلفاؤها عن استخدام النظام السورى المحدود لغاز السارين، فإنه سيستخدم المزيد من هذه الأسلحة الكيماوية خلال الصراع الدائر فى البلاد. إن عائلة الأسد استخدمت كل ما لديها من أسلحة خلال انتهاكاتها المتتابعة، وهم الآن لا يفكرون كدولة بل كميليشيا واسعة النفوذ، مما يعنى أن خطوات حماية سوريا من الرئيس السورى بشار الأسد تتمثل فى تحرك الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا بسرعة ودعم المعارضة السورية، والتى ما زالت أعدادها وفيرة، وتقديم السلاح اللازم لمقاومة طائرات الأسد وعتاده من أجل إنشاء حكومة مؤقتة فى الأراضى المحررة. ويتطلب ذلك تدمير القوة العسكرية السورية ودفاعاتها وربما تكليف قوات خاصة لتأمين أو إتلاف الأسلحة الكيماوية فى البلاد، كما أنه يجب أن يكون هناك هجوم استخباراتي، واستخدام تكتيكات شبيهة بتلك التى استخدمت ضد الرئيس الليبى الراحل معمر القذافى وسلوبودان ميلوسوفيتش فى صربيا. ومن ضمن هذه الخطوات أيضاً ضرورة حرص المعارضة السورية وحلفائها على الحصول على ضمانات لحماية الأقليات فى سوريا، ومواجهة روسيا دبلوماسياً. نقلاً عن فاينانشال تايمز..