وزير الخارجية يستعرض مع نظيره المجري جهود مصر في مكافحة الإرهاب أكد المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن وزير الخارجية سامح شكري التقى صباح اليوم الجمعة الأول من ديسمبر 2017 فيدريكا موجيريني نائب رئيس المفوضية الأوروبية الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي، وذلك على هامش مشاركتهما في أعمال منتدى الحوار المتوسطي الذي تستضيفه العاصمة الإيطالية روما. وأشار "أبو زيد" إلى أن محادثات وزير الخارجية مع موجيريني أكدت على الإطار العام للعلاقات المصرية الأوروبية الذي يقوم على الشراكة الإستراتيجية بين الجانبين، باعتبار أن الاتحاد الأوروبي هو الشريك التجاري الأول لمصر وشريك رئيسي في مجال التنمية، حيث إن حجم التبادل التجاري بين مصر وأوروبا يقترب من 30 مليار يورو، فضلًا عن استثمارات مباشرة تتجاوز 45 مليارا. وشدد وزير الخارجية خلال اللقاء على أن البعد الأورومتوسطي يظل ركنا أساسيًا في سياسة مصر الخارجية استنادًا إلى المعطيات التاريخية والحقائق الجغرافية التي تعزز من الروابط المشتركة بين ضفتيّ المتوسط. وفي هذا الصدد، أعرب "شكري" عن اهتمام مصر بتوثيق وتوسيع التعاون في الإطار الأورومتوسطي بهدف تنمية المصالح المتبادلة ومواجهة التحديات المشتركة، مشيرًا إلى وثيقة أولويات المشاركة بين الجانبين التي تم اعتمادها في يوليو 2017، التي تعد إيذانًا بمرحلة جديدة من التعاون بين مصر والشركاء داخل الاتحاد الأوروبي، كما أشار وزير الخارجية في هذا الصدد إلى اهتمام مصر بتوسيع نطاق التعاون الثلاثي في أفريقيا في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، والاستفادة من خبرات مصر والاتحاد الأوروبي في أفريقيا، بما يخدم مصالح الأطراف الثلاثة. كما أشار المتحدث باسم الخارجية إلى أن القضايا الإقليمية استحوذت على جانب كبير من محادثات وزير الخارجية مع المسئولة الأوروبية، لا سيما الوضع في ليبيا وتأثيراته على الأوضاع الإنسانية للمهاجرين الأفارقة، حيث تبادل الطرفان الرؤى بشأن الجهود التي يمكن للاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة القيام بها لمعاجلة هذا الوضع بالتعاون والتنسيق مع السلطات الليبية، وقد استعرض الوزير شكري في هذا الإطار الجهود التي تقوم بها مصر من أجل المساعدة في توحيد الجيش الوطني الليبي ودعم جهود المبعوث الأممي غسان سلامة في بناء التوافق الوطني الليبي. وفيما يتعلق بتطورات موضوع سد النهضة، استعرض وزير الخارجية الجمود الذي يعتري المسار الفني، مشيرًا إلى محورية وأولوية إتمام الدراسات الخاصة بالتأثيرات المُحتملة للسد وفقا للإطار الزمني المحدد لضمان الاستفادة بتوصيات تلك الدراسات خلال عملية ملء خزان السد وتحديد أسلوب تشغيله، وهو الأمر الذي يقتضي إدراك الجانب الأثيوبي لأهمية عامل الوقت. وردا على استفسار من موجيريني بشأن تقييم مصر لمستقبل عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وجهود تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، استعرض وزير الخارجية الجهود المصرية في هذا الإطار والاتصالات التي تقوم بها مع الطرفين لتشجيعهم على استئناف المفاوضات. كما تبادل الجانبان تقييم الوضع الأمني والإنساني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والجهود المبذولة من جانب الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ومصر والأردن لدعم نشاط الأونروا، كما تطرقت المحادثات لتقييم مسار العملية السياسية في سوريا، بما في ذلك مسار عملية جنيف واجتماعات الآستانة والحوار السوري/السوري المقرر عقده في سوتشي. وفيما يتعلق بجهود مكافحة الإرهاب، أعادت موجيريني التأكيد على الموقف الأوروبي الداعم لمصر في الحرب على الإرهاب، مجددة إدانتها وسائر المؤسسات الأوروبية للحادث الإرهابي الغادر الذي وقع بمسجد الروضة في شمال سيناء الأسبوع الماضي، كما أشادت بالجهود المصرية في مواجهة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، التي تمثل شاغلًا مشتركا للجانبين المصري والأوروبي وقد أكد الوزير شكري في هذا الإطار على أهمية تقديم المجتمع الدولي الدعم لمصر لتمكينها من الانتصار في معركة القضاء على الإرهاب.