غاضبون يُحطمون محطات الوقود ويقطعون الطرق .. وأجهزة الرقابه خارج الخدمات أغلب أصحاب السيارات الملاكى اشتروا جراكن للتغلب على أزمة الطوابير التى لا تنتهى أمام محطات البنزين. تعيش محافظة الشرقية فى كابوس مرعب، والسبب نقص كميات المواد البترولية وخاصة "السولار"؛ نتيجة العجز الشديد الذى تعانى منه معظم محطات الوقود بالمحافظة، ولم يشفع لها فى ذلك ولا حتى فى الانفلات الأمنى أنها مسقط رأس الرئيس محمد مرسى تلك الأزمة الطاحنة تتسبب فى تكدس للسيارات أمام المحطات، مما يعيق حركة المرور، حيث تشهد محطات الوقود المختلفة بمدن وقرى محافظة الشرقية تكدسًا مروريًا، واختناقات فى المناطق الكائنة بها محطات البنزين وتزاحمًا شديدًا واشتباكات بين السائقين بسبب أولوية الحصول على السولار فى بعض المحطات. وفى كثير من المحطات حدثت مشاجرات وخناقات نجم عنها تحطيم عدد كبير من محطات البنزين واشتعال النيران بها، وخاصة فى مركز "ههيا" مسقط رأس الرئيس، والذى شهد مشاجرات دامية بين قريتى "صبيح والشبراوين" بسبب أولوية الحصول على السولار، وقطعوا الطريق لمدة 4 أيام متواصلة، خاصة أن هذه القرى تقع على مسافة قريبة من قرية الرئيس. جميل جرجس، صاحب محطة لتموين السيارات بالزقازيق، قال: إن الكمية التى تُضخ يوميًا للمحطة من التموين "ثابتة" لا تتغير حتى بعد اشتعال الأزمة، موضحًا أن الكمية اليومية للمحطة تقدر بنحو 15 ألف لتر سواء البنزين أو السولار، يأخذ منها أصحاب المخابز ما يقرب من 5 إلى 6 آلاف لتر يوميًا، مما يؤثر فى حصة أصحاب السيارات، ولكننا لا نستطيع أن نمنع أصحاب المخابز من ذلك. وأضاف إن الأشخاص الحاملين الجراكن دائمًا يكونون مزارعين، ومن قرى قريبة من مدينة الزقازيق، وأن الفلاح يترك أرضه لجلب السولار لرى الأرض.. فكيف لا أعطيه سولارًا إذا كان موجودًا لدى؟ قائلا: إننا نعانى كثيرًا من الانفلات الأمنى وتعدى البلطجية والسائقين علينا للحصول على البنزين والسولار، رغم أننا لا نتأخر عنهم إذا وجد، وقد تعرضت أنا شخصيًا من فترة قصيرة للاعتداء على بمطواة، تسببت فى قطع بفروة الرأس. محمد أحمد هشام، سائق، قال: إننا نقف أمام محطة البنزين منذ الصباح الباكر ونظل حتى آخر اليوم دون أن نحصل على البنزين؛ بسبب قيام العاملين بالمحطة ببيعه بالسوق السوداء ولأصحاب الجراكن، مما يؤثر فى عملنا اليومى، بتوقف السيارة التى تعتبر مصدر رزق لنا. وأكد هاشم أنه أصبح مضطرًا للتوقف عن العمل نصف الوقت بسبب ندرة البنزين80 وأحيانًا كثيرة لا يجد بنزين 90، بينما يتوافر البنزين ببعض المناطق التى تقع على حدود المحافظة وأطرافها وليس داخل المراكز. أما إبراهيم عبدالحميد، سائق، فقال: إننا لم نعد نجد بنزين 80 تقريبًا ونعتمد كلية على بنزين 90 أو 92 فى أغلب الأحيان، حيث الزحام على أشده على 90 الذى تتقاسمه جميع السيارات أجرة وملاكى، وأصبحنا نتحايل للحصول على احتياجاتنا من البنزين، لدرجة أننا نلجأ أحيانا لملء جراكن على سبيل الاحتياط من خلال دفع الإكرامية. بينما اكد عليوة شحاتة، من مدينة أبوحماد، أن بنزين 80 غير متوافر فى المدينة، مما يضطرنا إلى الذهاب إلى محطات فى قرى بعيدة للحصول على بضع لترات، مشيرًا إلى نشوب مشاجرات مستمرة بين المواطنين من أصحاب السيارات الملاكى وبين أصحاب التوك توك فى مشاجرات مستمرة، وذلك بعد ندرة بنزين 90 فى المحطات. ويطالب شحاتة بضرورة وجود رقابة على محطات البنزين لمنع التلاعب فى الأسعار أو الكميات وكذلك لوقف عديمى الضمير عند حدهم لقيامهم بخلط البنزين بالمياه، مما يتسبب فى إحداث تلفيات بالسيارات. ويشير عمارة إلى أن أغلب أصحاب الملاكى اشتروا جراكن للتغلب على أزمة الطوابير التى لا تنتهى أمام محطات البنزين. ويقول محمد الضرف، مهندس، إن المشهد أمام محطات البنزين يكاد يكون مكررًا، حيث يصطف المواطنون أصحاب الجراكن كما تقف السيارات فى انتظار الدور للتمويل حتى تغلق السيارات الطرق لمسافات طويلة، وأنتظر أكثر من 6 ساعات فى محطة بنزين لتموين سيارتى وأحيانًا أصل إلى الدور ولا أجد بنزينًا فأضطر إلى شراء (جركن) بنزين من السوق السوداء بسعر50 جنيهًا للصفيحة (20 لترًا).. فى حين أن السعر الرسمى لبنزين 80 هو90 قرشًا للتر، أى 18 جنيهًا للصفيحة. من جهتها ، اعترفت مصادر مسئولة بالمحافظة بأن هناك أزمة وقود بمحافظة الشرقية بالنسبة للبنزين والسولار، ولكنها لا تتعدى 40%، مؤكدًة أنها تقوم الآن بمبادرة بعنوان "الجاز ديليفرى"، فى محاولة منها لاحتواء أزمة السولار التى أحاطت بالمحافظة من كل اتجاه، وتوصيل السولار إلى أصحاب المخابز من أجل ضمان عدم بيعه فى السوق السوداء، مشيرًا إلى أن تلك الأزمة اقتربت على الانتهاء، خاصة بعد إعلان وزير التموين عن توفير كميات كبيرة من المواد البترولية وخاصة "السولار".