شغلت خطوة إسرائيل بتفجير الجيش الإسرائيلي نفق "سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة "الجهاد الإسلامي" على حدود قطاع غزة، المجتمع الإسرائيلي ووسائل إعلام الاحتلال، وتشير التحليلات إلى أن إسرائيل تنتظر عدة نتائج من قيامها بقصف النفق الذي أسفر عن استشهاد أكثر من 7 أشخاص وإصابة 11 آخرين. استعادة إسرائيل لأسراها في غزة أول نقطة تنتظرها إسرائيل من خطوة قصف النفق هي استعادة أسراها المفقودين في قطاع غزة، إذ أكد الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، للصليب الأحمر أنه لن يتيح للفلسطينيين الوصول إلى المنطقة الحدودية للتفتيش عن جثث عناصر حماس والجهاد المفقودين في النفق من دون تقدم في قضية الإسرائيليين المحتجزين في غزة. وقال منسق نشاطات الحكومة الإسرائيلي في المناطق الفلسطينية، يوآف مردخاي: "لن نتيح التفتيش عن المفقودين في النفق من دون تقدم في قضية الإسرائيليين المحتجزين في غزة". وجاء ذلك ردًا على طلب مسؤولين فلسطينيين والصليب الأحمر السماح لهم بالوصول إلى المنطقة الحدودية للتفتيش عن جثث العناصر الفلسطينية المفقودة في النفق، الذي قام الجيش الإسرائيلي بتفجيره خلال الأسبوع الجاري. وأدى التفجير إلى انهيار أجزاء عديدة من النفق ومقتل عناصر من حماس والجهاد الإسلامي كانوا في النفق، وآخرين هبوا لإنقاذ عناصر عالقة في النفق. عرقلة تقدم المصالحة النقطة الثانية هي عرقلة تقدم المصالحة الفلسطينية، ومحاولات إسرائيل لعرقلتها لا تتوقف، قصف النفق يزيل الاهتمام بالمصالحة ويدفع حماس أو الجهاد لاتخاذ خطوات رد مضادة ضد إسرائيل، وهنا تحسم الأخيرة المسألة لصالحها وتشكك في جدوى المصالحة وأهميتها، لكن اللافت الذي أصاب إسرائيل بدهشة هو عدم رد الجهاد أو حماس على السلوك الإسرائيلي لأنهما على علم أن تل أبيب تريد التصعيد الذي يمس بالمقام الأول بالمصالحة الفلسطينية. ورغم ذلك ذكرت صحيفة "معاريف" العبرية أن الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي غير معنيين بالمواجهة على حدود قطاع غزة لكنهم يستعدون لها". وأشارت الصحيفة إلى مزاعم قيادة الجيش الإسرائيلي بأنه لم ينوِ اغتيال قياديين في تفجير النفق في غزة، وأنه لم يستخدم غازات سامة، أسهمت بقتل مقاتلي "سرايا القدس" في النفق. الإضرار بمكانة حماس تفجير النفق تحدي للهدوء في الجنوب، وأكدت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن القصف يضر بمكانة حماس خاصة في حال عدم ردها على إسرائيل مما يعتبر ضعفًا من جانب الحركة كما تروج إسرائيل لذلك لكي تضر بمكانة خاصة لحماس وتدفع في اتجاه عدم تحقيق المصالحة الفلسطينية. وحاول موقع "واللا" العبري أن يدق أسفينًا بين الفلسطينيين، عندما قال إن تفجير النفق غير الأجواء في غزة، وإن انتقام "الجهاد الإسلامي" يشكل عقبة أمام حركة حماس، على الرغم من أن عناصر من "القسام" قد استشهدوا خلال عملية الإنقاذ لمقاتلي "سرايا القدس". الترويج للقدرة التكنولوجية كتبت القناة الثانية الإسرائيلية في قضية النفق في غزة، أن الوسائل التكنولوجية هي التي مكنت الجيش من العثور على النفق، وتفجيره، وذلك ترويج لقدرات إسرائيل التكنولوجية في محاولة لردع من تصنيفهم كأعداء.