* لا يمكن مواجهة فوضى الفتاوى * نثمن الجهود المصرية في تحقيق المصالحة الفلسطينية * نتمنى تصدر القضية الفلسطينية للمشهد العربي مرة أخرى حوار.. مصطفى جمال الفتاوى.. لم تكن الملف الوحيد الذي وضعته "فيتو" على طاولة الحوار مع الدكتور محمد أحمد حسن، مفتى القدس والديار الفلسطينية، فالرجل الذي يحمل على كتفيه خبرة سنوات طويلة في الأمور الدينية، يدرك جيدا أبعاد قضية بلاده، وقضية الوطن العربى كاملًا، يعرف أن فلسطين لا تزال في مقدمة اهتمامات العرب، وأن التراجع الحالى في الاهتمام بها لا يتعدى كونه "سحابة أزمات" سرعان ما تغادر سماء العرب. المصالحة.. ملف آخر تحدث عنه مفتى القدس، مبينًا الموقف الفلسطيني من الخطوات التي تتخذها القاهرة، فيما يتعلق بإتمام المصالحة بين حركتى فتح وحماس، مشددا على أنها ستكون بداية جيدة وقوية لتوحيد الصف الفلسطيني ضد الكيان المحتل. مفتى الديار الفلسطينية تحدث باستفاضة أيضا عن الأزهر الشريف، ودوره في دعم القضية الفسطينية، ومواجهات "فوضى الفتاوى" التي يشهدها الوطن العربى في السنوات الأخيرة.. فإلى نص الحوار: بداية كيف ترى مؤتمر "دور الفتوى في استقرار المجتمعات"؟ لاشك أن مثل هذه المؤتمرات هامة للغاية، لأنها تحاول أن تضع حلولا لوقف ظاهرة انتشار بعض الفتاوى الضالة والشاذة، والتي انتشرت مؤخرًا في بعض المجتمعات العربية، خاصة مع الانحرافات التي يحاول الآخرون نشرها، والتي تخرج الإسلام عن معانيه من السلام والوسطية وتظهره في مظهر التشدد والغلو، ما يستغله الآخرون في شن الهجمات على الدين الإسلامى. وكيف ترى سبل مواجهة فوضى الفتاوى؟ لا نستطيع مواجهة تلك التحديات، المتمثلة في فوضى الفتاوى، مع استمرار تفرقنا، ويجب أن نعتصم بحبل الله جميعا، والالتزام بدين الله من خلال الكتاب والسنة، ويجب معرفة ثوابت الدين، واحترام آداب الفتوى، فما يحدث من مدعى الفتوى انتهاكات وافتراءات، ومهمتنا مواجهة ذلك، كذلك على وسائل الإعلام عدم استضافة من ليسوا مؤهلين للفتوى، ومؤتمر دار الإفتاء يتصدى لتلك النقاط، ونحن نعقد آمالا كبيرة على القيام بحركة تصحيحية لإنارة الطريق ومواجهة الفتاوى المتطرفة. برأيك.. هل ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في ظهور فوضى الفتاوى؟ لاشك أن سرعة هذا الفضاء، وكثرة أدواته أوجد حراكا في المجتمعات، ولا يستطيع كل إنسان أن يميز بين الصواب والخطأ، وعلى دور الإفتاء في كل دولة أن تواجه تلك الأفكار من خلال صفحاتها أيضًا عبر مواقع التواصل الاجتماعى. ما موقفكم من الانتهاكات الأخيرة في حق المسجد الأقصى؟ حينما وضعت الحكومة الإسرائيلية يديها على المسجد، وأرادت أن تدخل المصلين إليه عبر بوابات إلكترونية رفضنا وجود هذه البوابات وكنا نصلى عند بوابات المسجد وفي الشارع حتى تم إزالة كل هذه البوابات وفتح المسجد بعد ذلك، وهناك إحصائيات موثقة لذلك وهناك مراكز تتابع كل أعمال التخريب الإسرائيلي التي تكون ضد المسجد الأقصى، ونحن لدينا حقوق رئيسة مثل حقنا في إقامة دولة فلسطينية مستقلة تماما بجانب عودة اللاجئين المحتجزين في السجون الإسرائيلية، وغيرها من الحقوق الرئيسية لأبناء الشعب الفلسطيني. وكيف ترى الجهود المصرية في تحقيق المصالحة الفلسطينية؟ لاشك أن المصالحة الفلسطينية التي تمت برعاية مصرية، هامة للغاية وجاءت في وقت هام جدًا، ونحن نوجه الشكر للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وإلى الشعب المصرى بصفة عامة على تلك الجهود، ومصر دائما هي رائدة الأمة العربية، ودائما ما تبدأ بالمبادرات الطيبة، ونأمل أن تتم هذه المصالحة بين كل الفصائل في فلسطين، ونأمل أن تتوحد فلسطين دائما تحت كلمة واحدة، حتى يستطيع الشعب الفلسطيني تحقيق آماله في الحصول على الحرية. كيف يمكن لتلك المصالحة أن تساهم في استقرار الأوضاع في فلسطين؟ المصالحة بحد ذاتها هي حجر الزاوية في جمع جهود كل طوائف الشعب الفلسطيني، وهذا بالتأكيد يعزز صمود موقف الشعب الفلسطيني وصموده في مواجهة الانتهاكات التي تمارسها حكومة الاحتلال الإسرائيلى، والذي يستهدف القدس ومقدساتها ويستهدف كذلك كل الأراضي الفلسطينية. هل ترى أن القضية الفلسطينية فقدت مكانتها في الوطن العربى؟ لا أرى ذلك ولكن الانشغالات الكثيرة في المجتمعات العربية والفتن الداخلية والصراعات وبعض المشكلات الأخرى ربما أثرت على حضور القضية الفلسطينية باعتبارها قضية أولى على أجندة المجتمعات العربية، ولكن أعتقد أن القضية الفلسطينية حاضرة في المجتمع الدولي بقوة، وهناك نشاط ودعم واضح في هذا الشأن، ونرجو أن تعود هذه القضية لتصدر المشهد العربي مرة أخرى. وهل الأوضاع الاقتصادية في بعض البلدان العربية أفقدت القضية الفلسطينية مكانتها التي كانت تتمتع بها؟ ليس الوضع هكذا، فالقضية الفلسطينية مهمة جدًا وتحتل جوانب كبيرة بالنسبة لآمال وتطلعات الشعوب العربية، وبالتأكيد حينما يكون هناك مشكلات في المجتمعات العربية والإسلامية فإنها تشغلها عن القضية ولكن بالتأكيد نحن نأمل في الاستقرار للشعب الفلسطيني، ونأمل للقضية الفلسطينية النجاح والوصول إلى الأهداف المرجوة للشعب الفلسطيني، ونأمل إزالة أي مشكلات أو أوضاع سيئة لدى أي مجتمع عربى. كيف ترى موقف المجتمعات الدولية من القضية الفلسطينية؟ الاحتلال الإسرائيلى هو الاحتلال، وكل ما يقوم به هو غير مشروع أو مقبول من قبل الشعب الفلسطيني أو المجتمع الدولي، وإذا كان هناك مجتمع دولي يحترم نفسه فعليه أن يطبق كل القرارات الصادرة عن المؤسسات الدولية، والتي تخص القضية الفلسطينية ودعوة الاحتلال الإسرائيلي لوقف انتهاكاته وتعسفه ضد الأراضي الفلسطينية. حدثنا عن دور الأزهر في دعم القضية الفلسطينية؟ بالتأكيد الأزهر له دور كبير في دعم القضية وتحركاته دائمة، ويدعو إلى حل القضية، وهو في طريقه لعقد مؤتمر عالمى لدعم أبناء الشعب الفلسطيني وهو مشكور على ذلك، ونحن ننظر إليه على أنه قلعة الوسطية في العالم الإسلامى أجمع، ويقوم على عناية هذا الدين وتمكينه ورعايته وتوصيله بصورته الصحيحة إلى كل أرجاء العالم. كيف ترى أهمية مؤتمر الأزهر العالمي المقرر انعقاده لصالح القضية الفلسطينية؟ نتمنى أن يسلط المؤتمر الضوء أكثر وأكثر على القضية الفلسطينية، والأزهر كمرجعية دينية مهمة وأعتقد أن ما يصدر عنه ويخرج عنه يصب في مصلحة القضية الفلسطينية. لماذا وجهت انتقادات إلى وسائل الإعلام خلال المؤتمر؟ على الإعلام الإسلامى والعربى إدراك كل ما يحاك من مخططات ضد الأمة العربية، ومنها فتاوى الإرهاب والتكفير وإثارة الفتن بين أبناء الوطن الواحد، وأن ينتبه لما يحاك من مكائد بهدف تفتيت وحدة الصف وتفتيت الدول، وإبقاء هذه الأمة ضعيفة في ذيل القائمة. الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية ل "فيتو"