قضية المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس والانتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، فضلا عن القضايا الجدلية حول زواج المسلمة من غير المسلم، ومنع الأذان في القدس، كل تلك القضايا الشائكة ناقشتها "التحرير" خلال حوار أجرته مع "محمد حسين" المفتى العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى، الذي ألقت قوات الاحتلال الإسرائيلي القبض عليه مؤخرا، نتيجة لرفضه مسألة وضع بوابات إلكترونية على مداخل الأقصى.. وإلى نص الحوار.. أقرت تونس مؤخرا إباحة زواج المسلمة من غير المسلم.. فما رأيك؟ لن أتحدث عن دولة شقيقة، ولكن الموقف الشرعى بشكل عام من زواج المسلمة من غير المسلم واضح، وهذا ما أكده الأزهر الشريف حول أنه لا يجوز للمسلمة أن تتزوج من غير المسلم، ومن غير المقبول على الإطلاق أن يتطرق الاجتهاد للأصول الثابتة بنصوص الشريعة والسنة النبوية، وأن الأحكام منها ما هو ثابت لا يقبل الاجتهاد ومنها ما هو قابل للتغيير بحكم الزمن والمكان، فالثابت لا تبديل فيه، فالزواج والمواريث كلها أمور ثابتة بنصوص الشريعة، فزواج المسلمة من غير المسلم مرفوض شرعا. كيف ترى المصالحة الفلسطينية؟ المصالحة الفلسطينية حلم طال انتظاره، ورغبة ملحة لدى جموع الفلسطينيين، خاصة بعد سنوات الانقسام الطويلة التى عاشها أبناء الشعب، وأن الفلسطينيين لديهم قناعة وأمل كبير فى نجاح الدور المصرى فى إتمام المصالحة، فالمصالحة تدعو للتفاؤل بكل المقاييس، وتحمل فى طياتها إنهاء لحالة الانقسام الفلسطيني. حدثنا عن موقف الشعب من المصالحة الفلسطينية.. الشعب الفلسطينى مسرور جدا من المصالحة، فلطسين فرحت بهذا الحدث الذى طال انتظاره، غير أنه أتى بالوقت المناسب، وبوساطة مصرية التى جمعت واستضافت القيادات من الطرفين وخرجت بالمصالحة التى ستكون عنوانا للمصالحة والتعاون بين جموع الشعب الفلسطينى خلال الفترة المقبلة، لكى تكون فلسطين قادرة على مواجهة مخططات الاحتلال، وقادرة أن تؤسس دولة تراعى حقوق ومستقبل الفلسطينيين. كيف ترى دور المخابرات والحكومة المصرية فى وحدة الشعب الفلسطينى؟ بالتأكيد فإن الحكومة المصرية بذلت جهدا كبيرا فى إتمام المصالحة بين حركتى فتح وحماس، فالمصالحة جهد مصرى والشعب الفلسطينى يحمل كل تقدير وشكر لجهود الدولة المصرية فى وحدة الشعب الفلسطينى، وكل أبناء وفصائل الشعب الفلسطينى يقدرون هذا الجهد الكبير للدور المصرى الرائد فى المصالحة، وأن هذا الجهد المصرى بمثابة أمن قومى عربي، وستكون المصالحة الفلسطينية الحجر والأساس لوحدة المنطقة العربية. هل لديكم مخاوف من تدخلات أجنبية تهدد المصالحة؟ العناصر الأجنبية لا تريد الخير سواء لفلسطين أو غيرها، ولكننا نراهن على الوعى الفلسطينى بتلك المخططات التى تحاول النيل من الوحدة. وماذا عن موقفكم من قرار إسرائيل منع الأذان في القدس؟ الأذان شعيرة دينية إسلامية، ولن نقبل ولا نسمح بأى حال من الأحوال ولن نتهاون فى تلك القضية، ومسالة محاولات منع الأذان عمل صهيوني خسيس يستهدف النيل من هوية الفلسطينيين ويهدد جموع المسلمين ليس فى غزة فحسب بل فى بلدان العالم العربى والإسلامى. تم اعتقالكم بسبب رفضكم وضع بوابات إلكترونية على مسجد الأقصى وانتهى الأمر إلى تراجع تل أبيب عن ذلك.. كيف ترى الواقعة؟ السبب الرئيسى فى انتصار إرادة الشعب الفسطينى فى عدم وضع بوابات إلكترونية على مداخل المسجد الأقصى، راجع إلى انتفاضة الشعب بأسره حول رفض تلك المسألة، وأن اعتقالي لبضع ساعات هو إجراء عادى يتم من وقت لآخر بأن تلقى قوات الأمن الإسرائيلية القبض على رموز الدولة، والشعب الفلسطينى ضرب مثالا رائعا فى الصمود رغم ضعف الموقف العربي. كيف تسهم المؤتمرات الدولية فى التصدى للفتاوى الشاذة؟ البعض يغفل الدور الحقيقي للمؤتمرات، فالمؤتمرات ليست فرصة للنزهة بل المؤتمرات خاصة مؤتمرات المؤسسات الدينية تكون من أجل التباحث فى المشاكل التى تهدد المجتمع، ومناقشة الوضع من خلال ورش عمل للخروج بتوصيات تحافظ على مكانة الفتوى الصحيحة فى المجتمع، ثم الاتفاق الضمنى بين جموع الحضور على العمل وبقوة على تنفيذ التوصيات على أرض الواقع، فضلا عن أن تأكيد رجال الدين المشاركين فى مثل هذه المؤتمرات يساعد فى خلق وعى لدى المواطن من خلال وسائل الإعلام التى تهتم بتغطية فعاليات المؤتمر وتسهم فى نشر موقف الدين الصحيح من تلك الفتاوى، كما أن التوصيات وورش العمل التى تتم بالمؤتمر يعكف كل مفتي ورجل دين أن يعمل فى بلده على تنفيذ أيديولوجية المؤتمر، وبالتالى تنتقل توصيات المؤتمر لحيز الواقع فى كل البلدان، الأمر الذى يساعد بشكل عام على توعية الأفراد وبخاصة الشباب من خطورة اعتناق الأفكار الشاذة.