[email protected] للفنان الأسمر, خفيف الظل, سليمان عيد فيلم كوميدى بعنوان «ولاد البلد» لا علاقة له بالسينما ، سوى انه عرض فى غير دار عرض، لمدة لا تتجاوز أسبوعا، وحقق إيرادات تتعدى العشرة آلاف جنيه بملاليم, ولا ضير فى ذلك فهو عمل أشبه بسينما المقاولات التى اجتاحت مصر فى الثمانينيات. المهم أن الفيلم يضم بين «تتريه» – المقدمة والنهاية بلغة صناع السينما – مشهدا غاية فى العبقرية, وفيه ترقص زوجة الحانوتى , والذى يشخصه سليمان عيد, وهى فى كامل زينتها مرتدية قميص نوم مثيراً , يكشف أكثر مما يستر, بينما هو – الزوج – غارق فى وصلة من الطرب ،متغنيا بجملة واحدة وهى "شوشو عارفة إن أنا راجل»! وشوشو هى الزوجة المسكينة التى رغم جمالها الأخاذ وفتنتها ودلالها, إلا إنها مازلت بكرا ، لم يمسسها بشر, فمهنة الزوج الحانوتى قد أثرت فى فحولته ، فبات عاجزا عن أداء مهام الزوجية، وكلما اقترب منها دوى فى أذنيه أصوات النساء وهن يصرخ ويلطمن ويعددن, ومع ذلك فهو دائم ترديد الأغنية ذات الجملة الواحدة «شوشو عارفة إن أنا راجل» وكأنه يحاول تعويض النقص بالتأكيد على فحولته ورجولته ولو بالكلام, وعلى طريقة اللى على راسه بطحة.. وقد يندهش القارئ الكريم وكذا اللئيم من عنوان هذه السطور, فيقول :" وما علاقة هذا المشهد بالرئيس المصرى المنتخب الدكتور محمد مرسى؟!". وأقول – أنا – له: عندك , ها أنت ترد على نفسك, فلو عدنا بالذاكرة للمدة ما بين إعلان فوز الدكتور مرسى برئاسة مصر، وحتى شرائك الجريدة التى بين يديك, ولا أحد يذكر اسم الرئيس إلا ويذكر معه كلمة "منتخب".. فيقول احدهم "ذهب الرئيس المنتخب, ويرد آخر « أتى الرئيس المنتخب", وثالث: نام الرئيس المنتخب"! وهكذا, فالأمر يتكرر كل يوم عشرات المرات, وكأن هناك شكا فى شرعية تنصيب مرسى رئيسا! حتى الوزراء الذين أتى بهم الرئيس – هكذا نعتقد – هم أيضا يصرون على التأكيد وبشدة أن الرئيس مرسى هو الذى يدير البلاد ويحكم العباد , وذلك بشكل يثير الريبة فى إيمانهم – هم – بشرعية الرئيس , أو أنه هو الربان الذى يمسك بيديه دفة السفينة ويوجهها فى عرض البحر! هؤلاء "المرسيين" أكثر من مرسى نفسه, أخالنى أراهم، وهم يتقمصون شخصية الرئيس مرسى ويتخيلون انفسهم موضع الفنان سليمان عيد , فيغنون « مرسى ريس, ريس ريس..وشوشو عارفة إن أنا ريس.. شوشو عارفة إن أنا ريس»! والمثير للدهشة ان الرئيس نفسه, الذى لا يفوت فرصة إلا والقى خلالها كلمة, وجماعته, يسلكون هم أيضا نفس المسلك , بالتأكيد – عمال على بطال – إن مرسى – لا غيره – هو الرئيس, ولا رئيس غيره.. خلاص عرفنا!!