الصهاينة سرقوا 300 قطعة أثرية أثناء ثورة يناير ويعرضونها بالمتحف القومى الإسرائيلى باعوا المحشى والممبار فى أوروبا ..وادعوا أنها أكلات يهودية ..وشركة إسرائيلية تحصل على جائزة عن تفوقها فى إنتاج الطعمية! لكل بلد تراثه الشعبى، ولمصر خاصة تراث وتقاليد تتميز بالتفرد والتنوع، نتيجة تعاقب الثقافات على مدار آلاف السنين، ويشمل الموروث الثقافى والتراث الموضوعات الشائعة التى تتعلق بالأعياد والمناسبات والاحتفالات والحكايات والأمثلة الشعبية والتقاليد والأساطير والعادات والأنشطة اليومية والحرف اليدوية والخرافات الشعبية والرقص والأزياء والحلى والآثار والدراما، ويجتمع كل هذا تحت مسمى «التراث الشعبى الفلكلورى المصرى» .. وهذا التراث دائما ما يكون مطمعا لمحاولات طمس الهوية أو سرقته من أجل نسبه إلى آخرين، وإسرائيل على رأس الدول التى تحاول سرقة وطمس التراث العربى . المطعم الباريسى «فلافل محبى لومارى» أحد نماذج هذا السطو .. صاحبه يهودى من أصل مغربى، يقدم الطعمية المصرية فى ساندويتش ملفوف بورقة مطبوع عليها النجمة السداسية الإسرائيلية، ويقنع زبائنه بأنها إحدى أكلاتهم الشعبية التراثية القومية، وهناك مطعم آخر فى مدينة «باليرمو» بإيطاليا يقدم المحشى والممبار على أنه أكلة يهودية . وكان قد تم الإعلان عن فوز شركة إسرائيلية بجائزة فى ولاية نيو جيرسى الأمريكية عن إنتاجها الفلافل ووضعها فى علب للتصدير، على أساس أن الفلافل وجبة إسرائيلية الصنع، ولكنها فى حقيقة الأمر قرصنة على تراث مصرى أصيل، فلا يوجد فى قواميس الطبخ والمأكولات فى العالم ما يسمى بالمطبخ الإسرائيلى . وقد اكتشف مؤخراً داخل المتحف القومى الإسرائيلى بالقدس معروضات أثرية فرعونية، سرقها لصوص آثار إسرائيليون من مصر بعد ثورة 25 يناير، من خلال 69 عملية سرقة بدأت يوم 27 يناير 2011 من المتحف المصرى بالتحرير لتصل إلى 300 قطعة أثرية، منها تمثال لإله الحب «حتحور»، وآخر لآمون رع، ولأوزوريس وغيرها، وإلى جانب الآثار المسروقة من المتحف المصرى هناك آلاف القطع التى سرقت من المقابر الفرعونية والمتاحف المنتشرة فى ربوع مصر. كما تم الكشف عن أسرار جديدة تفضح مخططًا صهيونيًا لنهب الآثار الفرعونية فى سيناء بعد نكسة 1967، وأكدت التقارير أن موشى ديان كان يقود مجموعة للحفر والبحث عن الآثار فى باطن «تل الفراعنة»، الذى يوجد به كنوز فرعونية، ويقال إنه حصل بالفعل على 40 جرة من الذهب العبرى ، و50 من العملات الفرعونية يطلق عليها «الحبور» وآثار أخرى، تم نقلها إلى تل أبيب .واللافت هو ادعاء إسرائيل أن أهرامات الجيزة بناها اليهود، وهو ادعاء لا يستحق عناء الرد لسذاجته . واستخدم اليهود آثار مصر ومزاراتها السياحية كعلامات تجارية للسلع الصهيونية، ومنها الأهرام كشعار لقناة فضائية إسرائيلية، ومركز للعلاج من الروماتيزم أطلق عليه اسم «سفاجا»، وتطبع هذه العلامات على برامج رحلاتها السياحية، أيضا البرتقال الإسرائيلى تصدره بعلامة تجارية تحمل صورة الملكة نفرتيتى، ولم تكن الأعمال الدرامية المصرية التى عرضت هذا العام بعيدة عن عمليات القرصنة الواسعة من قبل العديد من المواقع الإلكترونية الإسرائيلية، وفى مقدمتها موقع التليفزيون الإسرائيلى الذى قام بعرض جميع مسلسلات شهر رمضان الماضى وما تلاه من مسلسلات مصرية دون الحصول على إذن بذلك، وهو الأمر الذى يتكرر كل عام، وشارك التليفزيون الإسرائيلى فى ذلك عدد من المواقع الإلكترونية العبرية، منها بانوراما، وكل العرب، والصنارة، وكان لمسلسل «ناجى عطا الله» نصيب الأسد من عمليات السطو الإسرائيلية، ليصبح العمل الأكثر عرضا فى الكثير من المواقع الإسرائيلية، وتمت ترجمته إلى اللغة العبرية، وكذا الحال بالنسبة لمسلسل «الصفعة» المأخوذ عن قصة حقيقية من المخابرات المصرية، كذلك مسلسل «كاريوكا» ، ومسلسل «الخواجة عبدالقادر» بطولة يحيى الفخرانى . وقد دأبت إسرائيل منذ سنوات طويلة على سرقة الأعمال الدرامية المصرية وعرضها عبر مواقعها، والأدهى من ذلك أنها تترجمها أو تجرى لها عملية دبلجة بالعبرية، لتعيد تصديرها إلى دول أوربية وأمريكية فى سبيل تحقيق أرباحا طائلة من وراء هذه القرصنة. ولم تكتف إسرائيل بسرقة الدراما المصرية وإنما واصلت سرقاتها للموسيقى وظهر هذا خلال تنظيمها لحفل عنوانه «تكريم للموسيقى الكلاسيكية العربية» فى إطار مهرجان العود الدولى 2012 على مسرح أورشليم بمدينة القدسالمحتلة، وتبثه على تليفزيونها الرسمى عبر قنواته ال 33 باللغة العربية . وقد أذاعت الإذاعة الإسرائيلية أنه سيتم تقديم مقطوعات من الموسيقى الكلاسيكية لأشهر أربعة ملحنين ومطربين فى القرن العشرين، وهم المطرب والموسيقار محمد عبد الوهاب، وملك العود فريد الأطرش وشقيقته أسمهان، والمطربة ليلى مراد الممثلة المصرية المنحدرة من أصل يهودى .الإذاعة الإسرائيلية نوهت إلى أن الفنان اليهودى «آفى كوهين» سيقدم بصوته أغنيات هؤلاء الفنانين الأربعة. ولم تنج أغنيات عبد الحليم حافظ من سطو المطرب الإسرائيلى الشهير فى تل أبيب «شلوموا سارانجا» ، ومنها أغنية «قولوا له بحبه» التى قدمها العندليب الأسمر منذ نصف قرن، وأذاعت القناة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلى الأغنية كاملة بصوت المطرب الإسرائيلى، كما أنه ضمها إلى ألبومه الجديد الذى طرح بالأسواق. وبكل برود أعلنت إسرائيل أن تلك الأغنية من التراث القديم، وقد قام مطربها بتقديم توزيع جديد لها بنفس ألحان كمال الطويل ولكن بكلمات عبرية بلهجة شرقية يصاحبها التخت الشرقى . الغريب أن سارانجا قدم حفلاً فنيًا فى لندن غنى فيه نفس الأغنية مع عرض بوسترات خلفية للأغنية تحمل صورته مع عبدا لحليم حافظ. قبل ذلك سرق المطرب الإسرائيلى «ساريدهود» الكثير من أغنياتنا المصرية، خاصة أغانى أم كلثوم وعبد الحليم حافظ. وقد أطلقت دراسة أكاديمية بعنوان «المصادر العبرية للقصص الشعبية لليهود» أجراها الباحث الدكتور ياسر طنطاوى جرس الإنذار للعرب عن مخاطر قيام إسرائيل بمحاولات الاستيلاء على الموروث الثقافى الشعبى المصرى والعربى، وادعاء ملكيته للكيان الصهيونى بنظرياتها التآمرية، بما يحمله ذلك من تكريس الصورة السلبية للعرب وتفريغ التراث العربى خاصة المصرى من مضمونه لصالح الفكر اليهودى الصهيونى، حيث تشكل الدراسات الفلكلورية إحدى الدعامات الأساسية لزرع الكيان الصهيونى على أرض فلسطين. وكشفت الدراسة قيام إسرائيل بتوثيق الموروث الثقافى العربى على أنه موروث شعبى إسرائيلى، تحت مزاعم انتقال هذا التراث مع يهود الدول العربية عند نزوحهم إلى فلسطين، متجاهلين أن هذه الثقافات هى من ثقافات الشعوب العربية، وأن انتقالها من مكان إلى آخر لا يعنى توثيقها على أنها إنتاج يهودى خالص. الدراسة أضافت أن إسرائيل قبل إعلان قيام الدولة لم يكن لها تراث يذكر لذلك اعتمدت فى تكوين مفردات ثقافتها على اليهود الذين جاءوا من مختلف بقاع الأرض ليحملوا ثقافة وحضارة شعوبهم، وإعادة تشكيلها وصياغتها يهوديا لتصبح تراثا يهودياً، فاختارت القصص الشعبية لتسطوا عليها وتنسبها إليها، حتى أن الأرشيف الخاص بجامعة حيفا يحتوى على أكثر من «20 ألف قصة رواها اليهود والمهاجرون» من جميع العالم. وتشير الدراسة إلى شخصية «جحا» باعتبارها من الشخصيات العربية القصصية المعروفة التى قامت إسرائيل بسرقتها ونسبتها إليها، حيت أوردت اسم «جحا» فى القصص العبرية كثيرا سواء باسمه أو بأفعاله، وأيضاً بقصصه ونوادره الواردة فى التراث العربى مع بعض التحريفات المناسبة للتوجهات الصهيونية، وكل إنسان فى العالم العربى يعرف اسم جحا ويرسم له فى نفسه شخصية محددة لها ملامحها وسماتها التى تدل عليها، وتعود شهرة الاسم فى شخصية جحا القومية التى عاصرت الشعب العربى قروناً طويلة، فهو بمثابة تجربة أمة بأثرها. الدراسة تصف جحا العربى بأنه شخصية حقيقية ذات واقع تاريخى، حيث ينتهى نسبه إلى قبيلة قزازة العربية، ولد فى العقد السادس من القرن الأول الهجرى، وقضى معظم حياته فى الكوفة، ومن ثم يتأكد نسبه إلى العرب، وقد ذكره الجاحظ فى كتابه «القول فى البغال»، وضم نوادر جحا جميعاً دون أن يترجم له. طنطاوى طالب فى دراسته بانتفاضة حقيقية ضد ما يسلب من إنتاجنا وتراثنا، وأن يقوم الباحثون العرب بتوثيق التراث الشعبى تجنبا لقرصنته من قبل الدولة العبرية.