عندما يقول ضاحي خلفان -القائد العام لشرطة دبى- إن الإخوان إذا حلوا بمكان فقل:«يا أرض حل بك الخراب» فإنه بذلك قد يعبر عن رأى شخصى فى تنظيم دعوى سابق وسياسي حالي وعندما يقول إن شعار الجماعة الجديد « المال غايتنا ،والمدنية دولتنا والانهزامية سبيلنا» فإننا نصحح له «والخيبة دولتنا»، وعندما يقول «إن اللعبة تغيرت بالكامل، فحينما كان الإخوان تنظيما فقط في مصر، بعيدا عن السلطة، لم يكونوا قادرين علي السيطرة على التنظيمات فى الدول الأخرى ، ولكن بعد أن أصبحوا في مصر ينعمون بالسلطة، فإن أي تدخل منهم في دول أخرى يعتبر تدخلا فى شئونها الداخلية وأى منتسب لهم يصبح عميلا» .. ساعتها يجب على العقلاء فى بلادنا أن يفكروا جيدا، فيما قاله المواطن الإماراتى ضاحي خلفان لا تقولوا «لا وطن فى الإسلام» فكل إماراتى من حقه أن يدافع عن وطنه، ضد فئة أقسمت الولاء والبراء لمواطن غريب، أو لأجنبى اسمه محمد بديع .. لا يمكن أن نتصور أن القسم لمواطن أجنبى، ومبايعته هو من قبيل الأعمال الإسلامية، التي يؤجر عليها المسلم . خيانة الوطن تبدأ من الانتماء لأجنبى، وبديع رجل أجنبى بالنسبة للإماراتيين، ومن حقهم أن يخافوا على بلادهم ممن أسماهم ضاحي خلفان ب«العملاء» . وقد أعجبنى ماصرح به المتحدث الرسمى باسم الرئاسة ياسر علي عندما قال: « إن جماعة الإخوان المسلمين هي المسئولة عن الرد على أى هجوم عليها، من أى شخص وليس رئاسة الجمهورية» وانطلاقا من هذا المفهوم الواعى، يصبح واجبا علي الريس مرسى أن يعلن موقف مصر من الشبكة الإخوانية، التى قبض عليها فى الإمارات ليقول بشفافية إن مصر ترفض التدخل فى شئون الإمارات . مرسى قال لخادم الحرمين الشريفين إن مصر لن تسعي لتصدير ثورتها خارج حدودها،لذا فقد أصبح لزاما عليه أن يعلن رفضه لما حدث في دولة الإمارات . ولست أبالغ إذا قلت إنني تخيلت وأنا امام شاشة الفضائية المصرية، وقد انقطع الإرسال ليظهر مرسى منزعجا، بعد أن يقدمه مذيع بصوت رخيم « إليكم البيان التالى الذى أصر الريس مرسى أن يتلوه بنفسه لخطورة الموقف، ليظهر وهو يقول بصوت متلعثم كالعادة « لقد هالنى ما أذاعته وكالات الأنباء، والصحف الإماراتية، حول القبض على تنظيم إخوانى يهدد الاستقرار بدولة الإمارات العربية الشقيقة» . وإنني وانطلاقا من مواقف مصر الثابتة، وسياستها الخارجية المعروفة، أعلن أنني ضد التدخل في شئون دولة أخرى، ولقد اتصلت بنظيري الإماراتى، وأعلنت له موقفي الثابت، وتعهدت بعد الانتهاء من التحقيقات أن اتخذ الإجراءات اللازمة حيال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، إذا ما ثبت أن أيا من المتورطين قد بايعه علي المصحف والسيف» ،ثم تنهد وقال بلغة حاسمة « إذا ما ثبت تورط أي مواطن مصرى في محاولة الانقلاب علي نظام الحكم بدولة الإمارات الشقيقة، فإننا سنحاكمه بتهمة الإساءة إلي العلاقات العربية العربية، وربما نسلمه لدولة الإمارات إذا ماطلبت ذلك». فور انتهاء الخطاب الرئاسى الخطير، تقذف وكالات الأنباء العالمية أخبارا نارية ،حيث تتوالي التصريحات من عواصم عربية عدة، تشيد بموقف الرئيس المصرى الحاسم .. وعلي الطرف الآخر يعقد مجلس شوري الجماعة المنحلة اجتماعا يتدارسون فيه الأمر، ليخرجوا ببيان للناس جميعا « إننا نؤكد أن المقبوض عليهم بدولة الإمارات، لم يكونوا يوما من الأيام أعضاء فى جماعة الإخوان، مثلهم مثل ثروت الخرباوى الذى ادعى قبل ذلك أنه كان عضوا بجماعتنا، وأيضا مثل محمد حبيب، وكمال الهلباوي، وغيرهم،من المدعين كذبا أنهم كانوا أعضاء بالجماعة». وتطرح الأحزاب السياسية المصرية نقاشا حاسما على الساحة المصرية، حول شرعية وجود تنظيم سياسى انقلابى دولى على أرض مصر، وخطورة ذلك على الأمن القومي المصرى ، وتمارس دول عديدة ضغطا شديدا علي القيادة المصرية لطرد الجماعة، أو محاكمة أعضائها خصوصا أن تنظيمهم الدولى يتيح لهم التدخل في شئون الآخرين لصالح شخصيات دينية مصرية، وتناقش مراكز الأبحاث الاجتماعية والسياسية الأمر من زاوية مختلفة وتطرح على الرأى العام أسئلة من نوعية « التعريف الجديد للانتماء، والتعريف العصرى للوطن، وهل يجوز لمواطن يحمل جنسية معينة أن يقسم بالولاء لأجنبى» وقد تلجأ دول إلى الأممالمتحدة لمناقشة الأمر، ومناقشة حدود التدخل فى شئون الغير، وقد تطالب أخري مجلس الأمن بالتدخل العسكري فى مصر، باعتبار أن جماعة الإخوان المنحلة خطر يتهدد الأمن والاستقرار العالميين، لأن نشاطها تعدى حدود الوطن الذى نشأت فيه، وهو ما يعد تدخلا فى سيادة الدول الأخرى ، وسيجد الشعب المصرى نفسه فى مواجهة عالمية، فمصر متهمة، ولأول مرة بالتورط في انقلابات ضد دول عربية، وأخرى أوروبية، وربما وصل الأمر إلى إعلان امريكا مخاوفها مما أسمته «إخوان أمريكا» . في هذا الوقت، وأمام هذا الخطر المحدق بالوطن، لن يجد مرسى بدا من القبض على أفراد الجماعة، وإصدار قرار بعودة جهازمباحث أمن الدولة لممارسة دوره، وإصدار مرسوم رئاسى بالعودة لقانون الطوارئ ، وستصدر منظمات حقوق الإنسان المصرية بيانات تشجب فيها وتدين حل حزب الحرية والعدالة، واعتقال أعضائه، ومصادرة ممتلكاته ، وسيطالب خيرت الشاطر من داخل معتقل وادى النطرون منظمات حقوق الإنسان العالمية بالتدخل للإفراج الصحى عنه، حيث إنه مصاب بالضغط، والسكر، وضعف عضلة القلب، ولديه مشاكل صحية فى الكلية اليمنى، ويتعرض لنوبات صرع حادة . وسيعلن محمد بديع من محبسه أنه لم يكن فى يوم من الأيام عضوا بجماعة الإخوان المسلمين، في حين أعلن الدكتور محمود غزلان -المتحدث الرسمى باسم الجماعة- تحديه لمن يثبت أنه كان عضوا بالجماعة . وتتوالى الأحداث !!