زدني بفرط الحب فيك تحيرا.. «كواليس رواية» كنت شاردة بينما قاطعتني نسمات الليل الرقيقة، وكأنها تداعب وجهي، تحسست وجهي ولامست روحي، رائحتها ليست مجهولة لي! تذكرت! هي نسمة حملت معها ذكريات ومواقف أعاندني لأقوى على نسيانها، لكنني أعود من جديد لأتلذذ ذكراها. في هذه الساعة من الليل، يصمت الكون جميعه، ليجعل صدى صوتك يتردد، ويصم أذني عما سواك، اعتدت أن أكسر وحشتي ببعض من كلماتك الحانية، وأخرى من حماقاتي، طابت لي تلك اللحظات كثيرا بتفاصيلها، لربما حينها لم أكن أشعر بمعاناة ما تحمله، وما إن شعرتُ حتى هجرتَ! سرت وسكون الليل، كعادتي، بين الزهرات القليلة التي أروي لها ما يؤرقني دائما، هنا، تذكرت لحظاتي الأولى التي شعرت حينها، بكلماتك وإحساسك العذب الذي داعب فؤادي، وكما يقولون تخطى الزحام ولمس قلبي ومشاعري دون غيره. لم أتوقع أن أبوح بها يوما، ولم تكن أنت تتوقعها، إلا أن باب القلب الموصد لسنوات طوال آن له حينها أن يُفتح على مصراعيه، ليأذن بدخول هواك لقلبي المتمرد دائما، المتأني نادرا، لم أضعك بخططي الكثيرة، لكنك فرضت وجودك، وكم يطيب هذا الوجود يا عزيزي! وأُشبه الفصول الأربعة، متقلبة ومزاجية، تتغير أحوالي بين طرفة عين وأخرى، وأحسبها علتي ودائي وكنت أنت حينها دوائي، بت أكره إبتسامتي كثيرا لأنها ليست لك. تأتي لحظات حينما يراودني حنيني لذكريات ولت، أتساءل: هل يستحق الأمر أن أرهق قلبي، وتدمع عيناي، وأنت كحالتك الراهنة، هادئ، كأن لا شيء يربك دقات قلبك! وأدرك أن المشاعر التي تغيرت بسبب الإدراك، لا تعود، فالمدرك ليس كالغاضب، ولا كالغيور، فالمدرك لا يعود. اقتحمت عالمي عنوة، وارتضيت مبادرتك، فبت لا أعرف شيئا عن حياتي بدونك، مجرد هراء مرهق، إلا أن كلماتك الأخيرة لا أقوى على محوها من ذاكرتي، وآه لو أتمالك مشاعري لأفعلها، فها قد حدث ما وعدت أنه لن يحدث، وأخشى أن الرواية أصبحت عدم، شيئا تغير يا عزيزي، لم أعد أرى تلك اللمعة في عينيك، وظني أنني تلاشيت من خاطرك كما تلاشت لمعة عينيك وخفت وهج مشاعرك. أرهقتك يوما، وآلمتني أيامًا، تمنيت لو توقف كل هذا، لو توقف الزمان والعبث والعتاب، لو توقفت النزاعات والتقينا في منتصف الطريق، يصرح كلانا عن حنينه لما مضى، ورغبة صادقة في البقاء، أتمنى أن تُمطر السماء سريعا حينها، فيعود القلب لخفقانه من جديد، وأعود أنا لملجأي الذي لطالما أنسته، أن أرى لمعة لطالما آنستها وهدأت من روع الفؤاد، وملأته بالسَكينة. وفي نهاية المطاف؛ حينما أرى النور في غيرك، لن أذهب، سأختار عتمتك؛ أيها الأحمق!