سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السلفية والجهادية ينتقدون زيارة مرسى للجندى المجهول.. فريد: وضع الزهور على قبر الجندى المجهول حرام شرعًا.. حجازى: زيارة قبر الجندى المجهول ليست حرامًا لعدم ورود نص بالتحريم
أثارت زيارة الرئيس محمد مرسي لقبر الجندي المجهول، ووضع الزهور عليه بمناسبة عيد تحرير سيناء موجة من الانتقادات لدى الأوساط السياسية والدينية وخاصة السلفية المتشددة والجهادية. وأكد البعض أن وضع الزهور على قبر الجندى المجهول هو عادة ليست من الإسلام وإنما هى تصرفات من شأنها عودة عبادة الأصنام، ورأى البعض الآخر أنها بدعة ليست من الإسلام جاء بها النصارى والغرب وأنه بدلا من الذهاب لقبور ربما لايكون بداخلها موتى أن نقوم برعاية أولاد الشهيد وذويه كنوع من التذكير بتضحياته من أجل وطنه. وأوضح الدكتور أحمد فريد، نائب رئيس الدعوة السلفية والأمين العام للجنة مقاومة المد الشيعى، أن وضع الزهور على قبر الجندى المجهول عمل غير شرعى لأن الجندى الذى يستشد من أجل وطنه أو دينه أجره على الله ولكن محاولة تعظيمه من خلال إقامة نصب تذكرى له فهذا ليس من السنة فى شئ. وأضاف فريد أن الذين يحاولون تعظيم الموتى بإقامة نصب تذكارى يحاولون تقليد الجاهلية عندما أقاموا نصب سرعان ما حولها لأصنام وقاموا بعباداتها فيما بعد. وأشار إلى أن محاولة البعض الاستشهاد بموقف الرسول عندما مر على قبرين ووضع عودا أخضر ليخفف عنهم لأنه عن طريق الوحى عرف أنهم يعذبان وكان أحدهما يمشى بالنميمة والآخر البول على ثيابه فشق عود ليخفف عنهم ولوكانت من السن أو الشريعة لاتبعها الصحابة وإن كان الوضع مختلفا لأن قبر الجندى المجهول بمثابة تعظيم للنصب. وأكد الشيخ محمد حجازى، رئيس الحزب الإسلامى الذراع السياسية لجماعة الجهاد أن قضية زيارة قبر الجندى المجهول من جانب المسئولين فى الدولة وكبار الشخصيات أمر ليس محرما لعدم ورود نص للتحريم والرسول صلى الله عليه وسلم، قال: "فرض الله عليكم فرائض فلا تضيعوها وحرم عليكم أشياء فلا تمتلكوها وسكت عن أشياء بغير نسيان"، وبالتالى المسكوت عنه لا يمكن أن نحلله أو نحرمه. وأضاف حجازى أن عدم ورود نص للتحريم يجعل هذا الأمر فى خانة المباح ما لم يؤدى إلى حدوث شرك مثلما حدث فى العصور السابقة واتخاذ الصالحين آلهة تعبد وأقاموا لها الأصنام فهنا تكون الكارثة ومحاولة لتقليد الغرب، أما إذا كان الأمر لمجرد التذكير بأمجاد الأبطال والبطولات الوطنية فليس بحرام لأنه لا يفرض على الناس. وقال حجازى: "علينا أن نسد ذريعة الحرام من خلال علماء الأزهر لوضع الأمور فى نصابها الصحيح حتى لا نفعل الشىء ونقيضه". وأكد الشيخ مرجان سالم، أحد قيادات السلفية الجهادية، أن هذا الأمر ليس من الإسلام فى شىء بل هو بدعة جاء بها النصارى وتعد تعظيما وثناءً لاعلاقة له بالشرع وبالتالى فهى تصرفات جاهلية لا يجب السكوت عليها أو السماح بها. وأضاف مرجان سالم إذا كان البعض يرى أنه حق للشهداء المجهولين فلنرد ذلك لأولاده وأسرته، أما حمل الورود والذهاب بشكل منتظم كل عام لزيارة قبر الجندى المجهول يعد بدعة جاءت إلينا من النصارى وربما كان القبر الذى يزعمون أنه مجهول لا أحد بداخله وإنما هو رمزى. وأكد المهندس خالد سعيد، المتحدث الرسمى باسم الجبهة السلفية، أن قضية وضع أكاليل الزهور على قبر الجندى المجهول حلال أم حرام أمر لا يجب أن نقف أمامه كثيرا خاصة وأن الشريعة الإسلامية هى منظومة حياتية وتشريعية وأخلاقية وليس من المعقول أن نترك هذا كله ونقتصر على وضع أكاليل الزهور على قبر الجندى المجهول. وأضاف سعيد بأن هناك صعوبة في أن يفتى أحد فى وجود الأزهر وعلمائه باعتبارهم أهل الفتوى مشيرا إلى أن الأمر برمته قضية رمزية تخص القوات المسلحة وربما إذا أفتى أحد بالحرمانية أن يتهم بالعداء للجيش أو عدم الانتماء الوطني. وقال سعيد :"إن الرسول صلى الله عليه وسلم وضع عود أخضر على قبور بعض المسلمين وقال: "إنها تخفف عنهم"، وهذا أثر شرعى وبالتالى هذا الأمر إذا كان داخل القبر شهداء أما إذا كان محاولة لتقليد الغرب فلنترك الأمر لعلماء الشريعة لإظهار موقف الإسلام منها".