فى 25 أبريل سنة 1859 أقيم حفل بسيط ببورسعيد للبدء بحفر قناة السويس وضرب الدبلوماسى الفرنسى "دى لسيبس" بيده أول معول في الأرض، إيذاناً ببدء الحفر، وكان معه 100 عامل حضروا من دمياط، ولم يتمكن العمال بعدها من استكمال حفرهم بسبب معارضة إنجلترا والسلطان العثمانى (الباب العالي) لذلك. واستكمل الحفر في 30 نوفمبر 1859 وذلك بعد تدخل الامبراطورة أوجينى لدى السلطان العثمانى، ووصل عدد العمال المصريين إلى 330 عامل والأجانب 80 عاملا، وتم الاستغناء عن فكرة الاستعانة بعمال اجانب لعدة أسباب من ضمنها ارتفاع اجورهم، واختلاف المناخ واختلاف عاداتهم عن العمال المصريين. وتمتعت قناة السويس بموقع جغرافي متميز يجعلها أقصر همزة وصل بين الشرق والغرب، فهي ممر هام للملاحة الدولية يربط بين البحر المتوسط عند بورسعيد، والبحر الأحمر عند السويس، وترجع فكرة ربط البحر المتوسط بالبحر الأحمر عن طريق قناة ترجع إلى أربعين قرناً مضت، وقد أشار التاريخ إلى هذا الأمر من عصر الفراعنة إلى العصر الإسلامي إلى أن تم شق قناة السويس بوضعها الحالي. وهي تعتبر أول قناة صناعية تستخدم في أغراض السفر والتجارة العالمية، وترجع فكرة حفر قناة تربط بين البحرين المتوسط والأحمر إلى أقدم العصور، حيث إن مصر شقت أول قناة صناعية على وجه الأرض، فقد حفر الفراعنة قناة تربط بين النيل والبحر الأحمر، وجرت هذه القناة "حينًا" وتوقفت حيناً آخر، وعندما فتح المسلمون مصر جدد عمرو بن العاص هذه القناة تنفيذا لأوامر الخليفة عمر بن الخطاب، وعندما اكتشف البرتغاليون طريق رأس الرجاء الصالح في بداية القرن السادس عشر الميلادي، تغيرت معه حركة التجارة العالمية، ولم تعد مصر والإسكندرية قلب هذه التجارة. ثم جاء الدبلوماسى الفرنسى دي لسيبس بطرح فكرة إعادة حفر القناة في (22 رمضان 1275ه، 25 إبريل 1859م)، وافتتحت رسميًا للملاحة في عهد الخديو إسماعيل في (12 شعبان 1286ه، 17 نوفمبر 1869م) في احتفالات كبرى حضرها أغلب ملوك وأمراء أوروبا، وكانت مدة الامتياز (99) عامًا من تاريخ افتتاح القناة تعود بعد هذه المدة ملكيتها إلى الحكومة المصرية، وكان الفرنسيون يمتلكون معظم أسهمها. وبعد قيام ثورة يوليو 1952، قام الرئيس جمال عبدالناصر بتأميم القناة في خطاب ألقاه في (18 ذي الحجة 1375ه، 26 يوليو 1956م) لتصبح الإدارة مصرية خالصة، مما أثار غضب الدول الكبرى والذى أدى إلى العدوان الثلاثى على مصر في (23 ربيع الأول 1376ه، 29 أكتوبر 1956م)، وعلى أثره تم غلق القناة، ثم أعيد فتحها في (شعبان 1376ه، مارس 1957م)، وأغلقت القناة مرة أخرى أثناء حرب (1387ه، 1967م) بفعل السفن الغارقة فيها، ولم يعد فتحها إلا في (جماد أول 1395ه، يونيو 1975م).