سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
انطلاق أعمال الدورة 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة غدا.. العالم يترقب كلمات السيسي وترامب.. تحقيق التنمية المستدامة.. نقل التكنولوجيا وتدفق الاستثمارات ومعالجة المديونيات أبرز الأهداف
يلقي الرئيس عبد الفتاح السيسي بيان مصر في افتتاح أعمال جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء غد الثلاثاء، ويستعرض خلالها رؤية مصر لمجمل أوضاع المجتمع الدولي، وكيفية إرساء دعائم السلام والاستقرار في العالم، فضلًا عن المواقف المصرية إزاء القضايا الإقليمية بمنطقة الشرق الأوسط، وجهود مكافحة الإرهاب. ويشارك الرئيس السيسي في قمة مجلس الأمن حول إصلاح عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، ويلقي بيان مصر أمام القمة، والذي يتضمن استعراض الجهود المصرية في هذا الصدد كونها سابع أكبر دولة مساهمة في قوات حفظ السلام، وشاركت مصر في 37 بعثة أممية، بإجمالي قوات تجاوز 30 ألف فرد في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا. ويتضمن البيان موقف مصر من تطوير عمليات حفظ السلام الأممية، سعيًا للتوصل إلى رؤية متكاملة لمنع النزاع واستدامة السلام، ويشارك الرئيس كذلك في الاجتماع الخاص بالوضع في ليبيا الذي تنظمه الأممالمتحدة سعيًا لدعم جهود التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة هناك. 130 دولة وتبدأ غدا أعمال الدورة العادية الثانية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة برئاسة الدبلوماسي السلوفاكي ميروسلاف لايتشاك وبحضور زعماء وقادة نحو 130 دولة من دول العالم. وتناقش الدورة القضايا الملحة التي تهم شعوب العالم وسط التحديات التي يموج بها النظام الدولي حاليا خاصة بعدما أضحى العالم قرية كونية بفعل الآثار الإيجابية لثورة تكنولوجيا الاتصالات وحرية تدفق رءوس الأموال والاستثمارات والتجارة الدولية وما أفرزته العولمة من تحديات اجتماعية واقتصادية ارتبطت بزيادة معدلات الفقر في العالم واتساع فجوة عدم المساواة واهتزاز العقد الاجتماعي في العديد من الدول النامية. أنظار العالم وتعقد الدورة في ظل حاجة الدول النامية لمناخ دولي مناسب يوفر فرص كافية لتحقيق التنمية المستدامة يتمثل في نصيب أكبر من التجارة الدولية وآليات للتمويل ونقل التكنولوجيا وتدفق للاستثمارات ومعالجة المديونيات بالإضافة إلى إيجاد مناخ وطني مواتي للتنمية. وتتجه أنظار العالم غدا نحو ولاية نيويوركالأمريكية حيث يقبع مقر منظمة الأممالمتحدة لمتابعة خطب وبيانات قادة وزعماء ورؤساء دول العالم ويؤكد المراقبون للشأن السياسي العالمي أن كلمة مصر التي سيلقيها الرئيس السيسي غدا أمام الشق رفيع المستوى للدورة ال72 للجمعية العامة، تلقى اهتماما كبيرا من قبل المجتمع الدولي حيث تأتي بعدما أحرزت مصر تقدما ملحوظا في مجال التنمية المستدامة بأبعادها البيئية والاقتصادية والاجتماعية واعتماد مصر لأجندة التنمية 2030 وأنشأت المسار الخاص بمبادرة الطاقة المتجددة وطرحتها في إطار رئاستها للجنة القادة الأفارقة المعنية بتغير المناخ. التغيير كما تحظى كلمة السيسي بترقب دولي لما استطاع شعب مصر أن يفرضه من إرادة للتغيير لتحقيق الاستقرار وحماية الدولة ومؤسساتها وتحصين المجتمع من الانزلاق نحو الفوضى وذلك وسط التحديات التي يموج بها النظام الدولي وما يكفله الدستور من حقوق وحريات شملها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وكفلها من حيث المساواة في الحقوق على أساس المواطنة وترسيخ الحماية للفئات التي تحتاج رعاية الأمر الذي سمح للمرأة بالفوز بعدد غير مسبوق من مقاعد مجلس النواب وتوسيع تمثيل الشباب فيه بالإضافة إلى دعم تأهيل الشباب من أعلى المستويات في مصر للقيادة باعتبارهم قادة المستقبل. وعلى الصعيد الاقتصادي تمضي مصر بثبات في تنفيذ خطة طموحة للإصلاح الاقتصادي تراعي البعد الاجتماعي ومتطلبات الحياة الكريمة للشعب المصري، وتنفذ مشروعات قومية عملاقة لتوسيع شبكة الطرق وإنشاء محطات الطاقة الكهربائية والمتجددة وتطوير البنية التحتية والقدرات التصنيعية وتوسيع الرقعة الزراعية، واستطاعت مصر الحفاظ على استقرارها وسط محيط إقليمي شديد الاضطراب بفضل ثبات مؤسساتها ووعي الشعب بموروثه الحضاري العميق لتستمر مصر كما كانت دائما ركيزة أساسية للاستقرار في الشرق الأوسط. الرئيس الأمريكي كما يترقب الجميع الخطاب الذي سيلقيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والذي يعد الأول له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث يتوقع أن يكون الخطاب بعيدا عن الأعراف المعمول بها كما جاء في خطاب تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة قبل 8 أشهر خاصة على ضوء ما سبق وأن وصف به الأممالمتحدة بأنها "نادي كبير" للثرثرة وإضاعة الوقت كما يترقب الجميع إشارة ترامب في خطابه إلى روسيا المتهمة بالتدخل في الانتخابات الأمريكية لصالحه مع تأكيدات تشير لعدم حضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتلك الجلسة. وسيكون على ترامب أن يوضح في كلمته موقفه بالنسبة للتغير المناخي حيث أعلن من قبل خلال مشاركته في قمة العشرين، انسحاب بلاده من اتفاق باريس المتعلق بهذا الموضوع على الرغم من اشتداد وتيرة الكوارث المناخية وتعرض العديد من الولاياتالأمريكية للأعاصير والفيضانات في الآونة الأخيرة كما يركز الجميع على ما سيتطرق إليه ترامب بشأن إطلاق كوريا الشمالية للعديد من الصواريخ الباليستية، بالإضافة إلى توضيح تأثير شعار أمريكا أولا الذي يرفعه على الدبلوماسية الخارجية لبلاده. الزعيمة البورمية وتتجه الأنظار أيضا إلى الزعيمة البورمية أونج سان سوتشي الحاصلة على جائزة نوبل للسلام لإلقاء خطاب هو الأول لها حول أزمة الروهينجا، سعيا منها إلى تهدئة الانتقادات الغاضبة في العالم دون الطعن في الجيش، حيث عملت سان سوتشي منذ تولي منصبها في العام الماضي كزعيمة مدنية لبورما بعد 50 عاما من حكم المجلس العسكري وتركز طاقتها على التوازن السياسي الحساس بين حكومتها المدنية والجنرالات الذين لا يزالون يتحكمون في العديد من أجهزة السلطة. ويصف المراقبون خطاب سوتشي بأنه الأهم منذ توليها مسئولياتها وأنه يعد الفرصة الأخيرة لوقف هذه الكارثة الإنسانية حيث من المتوقع أن يكسر الخطاب المتلفز صمتا مطبقا تقريبا منذ اندلاع أعمال العنف العرقية والدينية في ولاية راخين والتي أدت إلى فرار نحو 400 ألف من الروهينجا المسلمين إلى بنجلادش، كما نزح نحو 30 ألفا من البوذيين والهندوس في ولاية راخين إلى مناطق أخرى داخل بورما. وتحتل الجمعية العامة التي أنشئت عام 1945 بموجب ميثاق الأممالمتحدة، موقع الصدارة بوصفها الجهاز الرئيسي في مجال التداول وتقرير السياسات والتمثيل في الأممالمتحدة، وتضم الدول الأعضاء في الأممالمتحدة البالغ عددها 193 دولة، وتشكل منتدى فريدا لإجراء مناقشات متعددة الأطراف بشأن كافة القضايا الدولية التي يشملها الميثاق. وتضطلع الجمعية العامة بدور هام في عملية وضع المعايير وتدوين القانون الدولي وتجتمع في الفترة من سبتمبر إلى ديسمبر من كل عام، ويتم انتخاب رئيسها و21 نائبا قبل بدء الدورة بثلاثة شهور. ومن جانبه أعرب الرئيس الحالي للجمعية العامة للأمم المتحدة ميرو سلاف لايتشاك عن أمله في أن تكون الدورة الثانية والسبعون للجمعية العامة دورة جيدة ومنتجة تؤدي إلى حلول ملموسة كثيرة لمشكلات العالم، مشيرا إلى أن القضيتين الأكثر أهمية هما منع الصراع لإنقاذ حياة البشر وتوفير المال والهجرة التي باتت ظاهرة عالمية يواجهها الجميع. جهاز فريد ووصف الجمعية العامة للأمم المتحدة بأنها جهاز فريد من نوعه الأكثر تمثيلا في الأممالمتحدة، حيث توجد به جميع الدول الأعضاء البالغ عددها 193 دولة، ولكل دولة صوت واحد بغض النظر عن حجمها أو سلطتها أو ثروتها، وهذا يعطي الهيئة سلطة ضخمة بالإضافة إلى ما يمكن مناقشته وفقا لميثاق الأممالمتحدة، مشددا على أهمية مناقشة القضايا الملحة والتوصل إلى حلول تتوقعها شعوب العالم وأكد أهمية أن تكون هناك مرونة في مناقشة الأولويات وقدرة على التعامل مع القضايا المتعلقة بها، مشيرا إلى أن أولوياته الست هي البشر، السلام، الوقاية، الهجرة، أهداف التنمية المستدامة، العمل المناخي، وحقوق الإنسان، وهي الموضوعات التي تغطي جميع ركائز عمل الأممالمتحدة تحت ثلاث موضوعات رئيسية هي السلام والأمن، التنمية، وحقوق الإنسان.