«مثلث حلايب وشلاتين مصرى مائة بالمائة، فهذه الأرض قطعة أصيلة من أرض مصر»، هكذا يؤكد أهالى حلايب وشلاتين ، معتبرين أن وعد الرئيس محمد مرسي أثناء زيارته مؤخرا للسودان بإعادة الوضع إلى ما قبل عام 1995 يشبه وعد «بلفور» فهو يعطي ما لا يملك لمن لا يستحق . الأهالى أوضحوا ل «فيتو» أن المثلث الذهبى يضم مدينة الشلاتين وقرى أبورماد وحلايب والمعنى الشائع للشلاتين، هو منطقة تجمع الجمال عند الآبار للشرب، وهى كلمة مشتقة من «شلط»، أى بعر وبرك الجمل، أما أبورماد فهى مشتقة من كلمة رماد أو آثار الحريق، فقد تجمع البدو فى المنطقة، وتناثر رماد النيران التى أوقدوها بفعل الرياح، لذا سميت أبو رماد، وهناك تفسيران لكلمة «حلايب»، الأول نسبة إلى الشيخ «محمد حلايب»- أكبر شيوخ القبائل فى المنطقة قديما- لذا سميت باسمه، والثانى هو تجمع النوق ( جمع ناقة ) حول أحد الآبار، حيث يتم حلبها، أى تجمع الحليب، وتطورت إلى حلايب. محمد طاهر سدو -أحد مشايخ البشارية قال : تقع منطقة «حلايب – الشلاتين» فى أقصى الجزء الجنوبى من محافظة البحر الأحمر من الصحراء الشرقية، بين خطى عرض 23.5 شمالا و22 جنوبا، وخطى طول 37- 34 شرقا وتسكن هذه المنطقة منذ آلاف السنين قبيلة «البجا» التى ارتبطت بعلاقات وثيقة بالقدماء المصريين فى الوادى، واستعانوا بهم للدفاع عن الحدود الشرقية، وكلمة «بجا» تعنى المقاتل القوى الشجاع، وتشمل القبيلة عدة فروع: الهدندة، الأمرار، الحلانقة، بنى عامر، العبابدة، البشارية، والفرعان الأخيران يعيشان بين مصر والسودان، أما باقى قبيلة «البجا» فتنتشر فى السودان وإثيوبيا والصومال وإريتريا. وأشار سدو إلى أن سكان هذا المثلث يعملون بالرعى وصيد الأسماك والتجارة، منوها بأن الشلاتين تضم قرى: مرسى حميرة وتبعد 45 كم عن الشلاتين شمالا، وأبرق وتبعد 90 كم عن الشلاتين فى اتجاه الشمال الغربى، وأبورماد وتبعد 135 كم جنوب الشلاتين على البحر، وحلايب وتبعد 175 كم عن الشلاتين جنوبا، ورأس حدربة وتبعد 210 كم جنوب الشلاتين، وتبلغ مساحة المثلث 18 ألف كيلومتر مربع. وتابع :» المنطقة غنية بعشرات الآبار، وتنتشر فى المنطقة النباتات الطبية بوفرة، وبعضها لا ينمو خارج المنطقة، ما يعطيها أهمية كبرى ومنها: مرغاد – التندب – الاراك – الجليج – الحنظل – البلسم – أميوك – المالبين – سيمبوك – حلف البر- حرجل، والمنطقة غنية أيضا بالثروة الحيوانية، كالجمال والأغنام بنوعيها البرقى والجبلى، والماعز. ولفت سدو إلى أن منطقة المثلث حافلة بالآثار، منها: قلعة لقدماء المصريين فى أبرق، ونقوش على جبل أبرق لقدماء المصريين، وتوابيت للرومان فى أبرق، ومقابر على امتداد السلسلة الجبلية فى ميسة وجبل أم الطيور، وميناء عيذاب (سواكن القديمة) شمال حلايب 2 كم وبه بعض الآثار الإسلاميه والفرعونية كما أن المنطقة غنية بالمعادن، ومنها: خام المنجنيز، والباريت، والتلك، والكروم، والنحاس، والفلسبار، والاسبستوس، والحديد، والرخام، والجرانيت. واختتم سدو كلامه قائلا : لقد توجسنا شرا بعد حكم الإخوان، وتوقعنا أن تتم التضحية بنا من أجل الدولة الإخوانية. فيما قال أحد المشايخ إن الديكتاتور السابق حسنى مبارك رفض أن يناقش مسألة الحدود، بينما الرئيس محمد مرسي الذى جاء بالصندوق يرحب باقتطاع المثلث وضمه إلى السودان ، مضيفا :» قواتنا المسلحة تظل درعا لمصر وراعية لأبناء المناطق التى سقطت من حسابات الحكومة, ومن هذا المنطلق نطالب الجيش برعاية «المثلث الذهبي « وحل مشكلات الأهالى المعيشية وافتتاح منافذ لبيع السلع الاستهلاكية . آدم سعد الله -أحد النشطاء فى مدينة الشلاتين,عضو المجلس الشعبى المحلى السابق- قال ل «فيتو» : أنا من أصول بشارية عبادية, وهما من أكبر القبائل فى المثلث, فأمى بشارية وأبى عبادى, وحصلت على الابتدائية من مدرسة أبو رماد , وكان التعليم الابتدائى هو أقصى مرحلة للتعليم, أما الآن فقد انتشرت المدارس الثانوية فى كل القرى. وعن هذه الفترة أشار إلى إنه لم تكن هناك سوى نقاط للشرطة ووحدة صحية فى أبو رماد ومدرسة ابتدائية, وشركة النصر للفوسفات التى كانت تقوم بإعاشة المنطقة بالكامل, من حيث توفير الطعام والشراب لكل المقيمين بالمنطقة بمن فيهم السودانيون, وقد استمر هذا الوضع حتى عام 1995 عندما حدثت محاولة اغتيال الرئيس السابق محمد حسنى مبارك فى أديس أبابا, فقامت القوات المسلحة المصرية بالانتشار حتى خط عرض 22, وقامت القوات المسلحة المصرية بإنشاء المساكن وتوفير القوافل الطبية لأبناء المنطقة. سعد الله أوضح أن الأهالى يطلبون من الفريق أول عبد الفتاح السيسى أن تقوم القوات المسلحة بافتتاح منافذ لبيع السلع الاستهلاكية أسوة بباقى المدن حتى تساعد على خفض الأسعار, وقال «آدم» إن القوات المسلحة المصرية هى الوحيدة القادرة على حل مشكلات المنطقة, وأنه بمجرد دخول قواتنا المسلحة حتى الحدود الدولية مع السودان انسحبت الإدارة السودانية, وبدأ جيشنا فى تعمير المنطقة بالكامل سواء من خلال صندوق تطوير الجنوب, الذى أنشأته المحافظة, أو من خلال القوات المسلحة المصرية. واختتم الناشط الجنوبي كلامه بالقول :»إن الشعب فى المنطقة لم يكن يعرف حدودا بالمعنى المعروف, فقد كان يحق للمواطن من أى جهة الدخول والخروج بسهولة, خاصة وأن القبائل تعيش على الجانبين دون فاصل بينها , وعن حديث الرئيس مرسى الذى ذكر فيه أن الأمور سوف تعود إلى ماقبل 95 ذكر بأن المنطقة مصرية تاريخيا وفعليا, ولسنا مستعدين للعودة إلى الوراء, وأضاف بأن التطور الذى حدث فى المنطقة فى عشرين عاما لم تشهد المنطقة مثله منذ أكثر من مائة عام.»