في لقاء قديم له، قال النجم عمرو دياب، إنه لا يحب اختيار كلمات الأغاني التي تبدو كأنها انتقام من الطرف الآخر، مثل: "هعمل فيك، هدمرك، وأخليك تندم"، هذا مبدأ لا يتنازل عنه، ففي أقصى درجات الغضب عند الهضبة في أغانيه، قال: "روح شوف حياتك.. جرح قلبي سامحت فيه" عام 2009. قال أيضا في هذا اللقاء القديم، إنه يحاول اختيار كلمات تحترم الطرف الآخر حتى بعد الفراق، وألا تظهر عيوبه بشكل مباشر، لكن عمرو دياب كسر هذه القاعدة مع الشاعر أيمن بهجت قمر، والمعروف بكلمته اللاذعة والدارجة، التي ترتبط بالأذن فور سماعها لتصبح لأزمة على اللسان دون أن تدري. وتفاجأ جمهور الهضبة بالشكل الجديد الذي قدمه الهضبة في ألبومه الجديد "معدي الناس" من خلال أغنية "نغمة الحرمان" التي كتبها أيمن بهجت، ويقول فيها: "وجعتك؟ ده أنت توجع بلد، فيه إيه هو أنت اشترتني، هبيعك وأخسرك للأبد، ده كان ناقص تموتني"، فالأسلوب المباشر الذي يبدو "ردح" من الحبيب لحبيبته، بحسب وصف الجمهور، من القوالب الجديدة على عمرو دياب. لكن الحقيقة أن القوالب الجديدة وهذا الأسلوب المتجدد اعتاد أيمن بهجت على تقديمه للهضبة في أشكال مختلفة منذ عام 2000 في ألبوم "تملي معاك"، إذ كتب "بهجت قمر" أغنية "كده عيني عينك" وقام بتلحينها عمرو دياب وقال فيها: "كده عيني عينك.. تنكر هوى كان بيني وبينك.. كده عيني عينك.. تنسى عيون على طول فاكرينك"، ثم يقول في كوبليه آخر: "بتعمل مش شايفني؟ بتعمل مش عارفني؟ وريني لو ناسيني وهات عينك في عيني". ولفتت الأغنية وقت طرحها أنظار الجمهور، باعتبارها من الألوان الجديدة على عمرو دياب الذي يغني الكلمات الرومانسية والدرامية فقط، فأحد النقاد قال وقتها إن الأغنية تليق على الفنان حكيم، على طريقة ابن البلد، الذي يقف لحبيبته في وسط الشارع ويعاتبها على تجاهلها له، فلم يسبق لعمرو دياب الغناء بهذه الطريقة، وهو ما اعتبره البعض لونا لا يليق به. بعدها بثلاث سنوات في ألبوم "أكتر واحد بيحبك"، كتب الشاعر أيمن بهجت قنبلة جديدة لعمرو دياب، تقول: "خلاص بقى بيتكلم يرحم زمن السكوت.. كبر قوام واتعلم وخلاص طلعله صوت"، وحققت الأغنية نجاحا كبيرا وأصبحت على كل لسان، فلم يسبق للهضبة أن يغني مثل هذه الكلمات أو بهذه الطريقة من قبل، التي تقترب بشدة من كلمات الأغاني الشعبية. كرر أيمن بهجت قمر الكتابة في هذا اللون الذي لا يستطيع أحد كتابته لعمرو غيره، فبعدها بعام كتب له أغنية "كلهم"، ليغني الهضبة قائلا: "كلهم بيقولوا كده في الأول.. والكلام الحلو بيتحول.. ناس صحيح ملهاش أمان". وعاد الشاعر الكبير بعد غياب 5 سنوات عن عمرو دياب، بأغنية "نغمة الحرمان" وأدهشت الجمهور بسبب جرأة الهضبة على غناء مثل هذه الكلمات، لكن بالعودة لتاريخ عمرو وأيمن، نجد أن هذه التجربة واختيار كلمات دارجة على ألسنة الناس في الشوارع والبيوت لغنائها، ليست المرة الأولى، إنما بدايتها كانت من سنوات طويلة وكان بطلها الشاعر المجدد أيمن بهجت قمر، ذلك الشاعر الذي يبحث دائما عن الكلمة الجديدة، ويقول دائما: "بحب أكتب دايما حاجات مختلفة بعيدا عن الكتابة للعيون والشعر والرموش".