سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في الذكرى الأولى لرحيل «زويل».. كيف أثرت «فيمتو ثانية» في تطور العلوم.. أسهمت في ظهور «فيمتو ليزر» الخاص بعمليات تصحيح الإبصار.. واستخدمتها الحكومات في التطبيقات العسكرية لتحديد مواقع العدو
على الرغم من رحيل العالم المصري «أحمد زويل» عن عالمنا في مثل هذا اليوم من العام الماضي، فإنه مازال حاضرا بإنجازاته وتراثه العلمي الذي غير العالم على نحو أفضل. فدائما ارتبط اسمه باختراع ال«فيمتو ثانية» والذي أحدث طفرة في مجالات الطب، والفيزياء وأبحاث الفضاء، وحصل من خلاله على جائزة نوبل عام 1999، وفي ذكرى وفاته الأولى، تستعرض «فيتو» في التقرير التالي كيف أثرت «فيمتو ثانية» في مجالات العلوم. تعريفها «فيمتو ثانية» هي نظام قادر على التصوير بسرعة عالية، ويعتمد على الليزر، حيث ساعد هذا النظام على مشاهدة حركة الجزيئات عند تفاعلها مع بعضها البعض، نظرا لأنها وحدة زمنية يمكنها التقاط الصورة الواحدة، وهي جزء واحد من مليون مليار جزء من الثانية الواحدة، وتعتبر النسبة بين الثانية والفيمتو ثانية هي النسبة بين الثانية و32 مليون سنة. وقد استفادت الكثير من العلوم من «الفيمتو ثانية» وعلى رأسها مجالات "الطب والفيزياء والفضاء والفلك". الطب من أبرز المجالات التي شهدت تغييرا جذريا عقب ظهور تكنولوجيا «فيمتو ثانية»، وبالأخص في مجال طب العيون، حيث طور عدد من العلماء والباحثين أجهزة ليزر مزودة بتلك التكنولوجيا الحديثة، وسميت «فيمتوليزر»، ويعتمد عليها الأطباء في عمليات تصحيح الإبصار وبعض العمليات الدقيقة في جراحات العيون. بجانب ظهور تقنية «فيمتو سمايل» والتي تعتمد على جهاز «الفيمتو ثانية»، لإطلاق شعاع من الليزر لتصحيح قرنية العين، دون الحاجة لرفع الغشاء الخارجي للقرنية. شاهد: إحياء الذكرى الأولى لوفاة العالم أحمد زويل ميكروسكوب رباعي الأبعاد كما ساهم اكتشاف «الفيمتو ثانية» في ابتكار الميكروسكوب رباعي الأبعاد، وهو ميكروسكوب لا يكشف عرض وطول وارتفاع الشئ فقط ولكن دخل إلى جوارهم عنصر الزمن أيضا. وهذا لأن الميكروسكوب ثلاثي الأبعاد كان يرى الشيء ساكنا لا يتحرك، ولكن بإضافة تكنولوجيا الفيمتو وإضافة البعد الرابع «الزمن» أصبح بإمكان العلماء رؤية الشيء تحت الميكروسكوب، وهو في حالة الحركة، وبالتالي يمكن رصد التفاعلات التي تحدث ودراستها. تابع: مجدي يعقوب: نعمل في مدينة زويل على اكتشاف المواهب العلمية تطبيقات عسكرية واستفادت المجالات العسكرية من «الفيمتو ثانية» أيضا، فمن خلالها تمكنت بعض الحكومات من تحديد المواقع التي تريد استهدافها بالصواريخ بدقة بالغة، بدون حتى أن يتحرك الجيش من مكانه، وذلك من خلال إطلاق ومضات من أشعة الليزر للمواقع المطلوبة، ويستطيع الشعاع رسم صورة بالغة الدقة عنها في أقل من ثانية واحدة، وهو ما حدث بالفعل في حرب العراق. التفاعلات الكيميائية ولل«فيمتو ثانية» دورا في تطوير مبادئ التفاعلات الكيميائية، فقبل اكتشافها كانت الكيمياء افتراضية وغير مبنية على دقة البحث والتيقن من التفاعل وماذا يحدث فيه لأن سرعة أغلب التفاعلات أسرع كثيرا من أفضل الأجهزة الميكروسكوبية المتاحة في المعامل. وبفضل «فيمتو ثانية» أصبح لدى العلماء الفرصة لتطوير أجهزتهم باستخدام الفيمتو فائق السرعة لرؤية كيفية التفاعلات الكيميائية وكيف تتبادل الذرات الإلكترونات وكيف تتشكل المواد الجديدة، وبعد سنوات من ظهور البحث ونشره أصبح يدرس الآن في الجامعات كعلم حديث منفرد.