أيوه بس ده كاتب صحفى كبير يا دسوقى ما نقدرش بجرة قلم كده؛ نقول له اقعد في بيتكم، انت عايز الدنيا تنقلب علينا ولا إيه؟!! هكذا تحدث شاهر سامر مدير التحرير إلى مساعده عطية الدسوقى الذي راح يحرضه على الأستاذ حمادة الفرحان الكاتب الصحفى الكبير والمعروف، بعد أن بذل الدسوقى محاولات كثيرة لإقصائه من مجلس التحرير؛ ليحل مكانه مختلقا الأكاذيب حول سعيه بكل قوة ليكون رئيس التحرير القادم، بدلا من الأستاذ شاهر المرشح الأول لهذا المنصب، بعد بلوغ الأستاذ مكاوى المنزلاوى سن المعاش آخر العام. يرد عليه عطية الدسوقى دون تفكير بدافع من حقده وغله الدفين قائلا: وبعدين إزاى صحفي، أو كاتب صحفى يا سيدى -خليها علينا- في مجلة فنية يقعد يفتى في كل المسائل كده ؟! ده مافيش جرنال أو مجلة سياسية أو اقتصادية أو شاملة أو حتى دورية أو فصلية إلا لما بألاقى ليه مقال فيها وبصورته كمان، ما شاء الله سعادته فاهم في كل حاجة كده.. ده غلب بيومى فؤاد في الانتشار يا راجل!! شاهر سامر بكل تعقل: وانت إيه اللى مزعلك بس يا دسوقى الراجل مجتهد وقارى ومطلع، ومش معنى إنه متعين عندنا في مجلتنا الفنية إن مخه يفضل مقتصر ع الفن وأهله وأخبارهم وجوزاتهم وطلقاتهم تنجح أسافين عطية الدسوقى لكثرتها في استبعاد حمادة الفرحان وإعطائه بابا صغيرا في المجلة إمعانا في إذلاله بعنوان "نجوم بكرة"، ولكن الرجل يعتبره تكريما له ويسر به جدا ويبدأه بالتنويه عن موهبة شابة تدعى ندى سمير أعجبه أداؤها بل إبداعها من وجهة نظره في أحد الأفلام، وكتب مشيدا بها ومتنبئا لها بمستقبل باهر، ثم بدأ بكتابة عاموده الأسبوعى الذي اتخذ له عنوانا ثابتا "كوكب تاني" مسطرا فيه ما يلى : "لابد لكل فكرة إبداعية من إطار فلسفى تستند إليه حتى لاتكون صرخة في واد، أو رمية دون رام، لذا فقد ولد هذا الباب؛ ليكون بمثابة عين فاحصة؛ ويد ناقدة؛ تعرف الغث من السمين؛ وتفصل الأصيل عن الهجين؛ وتبحث عما تخفيه الأصداف من الدر المكنون في أعماق بحور الفن الزاخرة؛ ومن يمكنهم أن يضحوا في يوم من الأيام نجوما زاهرة أو كواكب منيرة؛ ولعلنا لن نكون فيما نصبو إليه بدعا من الكتاب فقد سبقنا إليه الكثيرون لكن القليل فقط هم من أبدعوا به، وعلى رأسهم الكبير زكريا الحجاوى الذي اكتشف عددا كبيرا من الفنانين الشعبيين، اكتسب عدد كبير منهم شهرة واسعة، وباتوا أسماء لامعة، وقد تخبو أنوار بعض النجوم اللامعة على المدى لكنها ما تلبث أن تتوهج من جديد؛ ونحن أيضا لن يفوتنا ذلك؛ سنناقشه ونقف على أسبابه بكل شفافية وتجرد؛ وهو ما حدا بنا أن نتخذ الشعار الذي يتصدر هذه الصفحات "أنوار تسطع... وأخرى تتلألأ من جديد" وذلك لأن النجومية لا تقتصر على الأشخاص وإنما تمتد إلى أفكارهم ورؤاهم التي تجعلهم بكل جدارة يستحقون أن يكونوا "نجوم بكرة". وبعد شهرين من كتابة الباب استدعى شاهر سامر عطية الدسوقى إلى مكتبه على عجل وهو يولول قائلا: الله يخرب بيتك يا دسوقى انت عارف اللجنة اختارت لنا مين رئيس التحرير القادم؟!! الدسوقى بكل ثقة: أكيد طبعا معاليك يا ريس شاهر لاطما على خديه: قعدت تقول وتعيد عليه لحد ما جبته رئيس تحرير الله ينتقم منك يا بعيد... الدسوقى وقد انهار على الكرسي: حمادة الفرحان ؟!! طيب إزاى ؟؟؟ مش ممكن !! شاهر مقرعا الدسوقي: إنت عارف باب "نجوم بكرة" اللى انت قلت لى نركنه فيه سبحان الله، ومن أول موضوع البت ندى سمير بعد ما كتب عنها أخدت بطولات وبقت نجمة مهمة جدا، شفت بقى عملت فينا إيه؟!! لم يرد عليه عطية الدسوقى على الأرض بعد أن فاضت روحه.