بدأت هواجس المؤامرت تنتشر بصورة مبالغ فيها عند كثير من المصريين، خاصة من يتابع بعض مقدمى البرامج الحوارية اليومية ليقولوا إن هذا عميل وهذا خائن. وكل منهم لديه وثائق ومستندات تؤكد صحة كلامه حسب وجهة نظره، ولا يوجد أحد يحقق فى القضية التى يطرحها مقدمى البرامج بل يقوم الطرف الآخر بتقديم وثائق ومستندات بأن هذا الشخص يتم تمويله من الخارج حتى يحارب الثورة. أصبح الجميع متخصصين فى معرفة من العميل ومن الخائن ومن يريد أن يتآمر على مصر، وكما لو أنهم تدربوا على يد المخابرات المصرية لسنوات، بل المثير للدهشة أن هناك إعلاميين يقولون إن جهاز المخابرات تم اختراقه، وهناك من يتنصت عليه وكالعادة المشاهدين يصدقون هذا الكلام غير المحتمل. وإذا كنت تتسأل هل من الصعب أن يتم اختراق جهاز المخابرات فى دولة نامية؟ صحيح أننا دولة غير متقدمة ولدينا الكثير من الصعوبات والمشاكل القاتلة إلا أننا نملك أحد أفضل أجهزه المخابرات ليس فى الشرق الآوسط بل فى العالم كله، لذلك من يقول إن أجهزه المخابرات يتم التجسس عليها أو يتم تدميرها هو كلام فارغ وعارٍ من الصحة. لقد أصبحت هواجس المؤامرات عند المصريين لا تحتمل، فكل منهم بدأ ينشر هذا الهاجس الجنونى لآخرين، ويحدثهم كما لو أن هذه الوثائق التى شاهدها عبر الشاشات صحيحة بنسبة 100%، لم يسعه تفكيره أن يعلم إذا كان هذا الشخص خائن للوطن، فيكف تتركه أجهزة المخابرات. ومن يتحمل الخطأ الأكبر صانعو هذه الآوهام -مقدمى البرامج وضيوفهم- والتى يتلقاها المشاهد بكل سذاجة، بل يقوم بترويجها عبر صحفات "فيس بوك" وتواصله مع الآخرين، لقد أصبحنا فى وطن الجميع فيه رأفت الهجان، اتركوا هذه الأفكار العجيبة فلدينا جهاز مخابرات عالى المستوى، قادر على أن يحفظ أمن الوطن. [email protected]