عندما توقظك آلام بطنك من النوم وتكون غير محتملة أو أن تكون من الذين يعانون نوبات من الإسهال والإمساك، أو من الانتفاخ والإحساس بزيادة الغازات.. فأنت بالتأكيد مريض بالقولون العصبى، وهذا معناه وجود خلل وظيفى أو عصبى غير عضوى فى القولون. ويؤكد دكتور عماد تركى، استشارى أمراض الجهاز الهضمى، أن هناك علاقة مشتركة بين المخ والقناة الهضمية، ويوجد ما يمكن وصفه بدائرة كهربية بين القناة الهضمية والمخ مرورا بمحطات اتصال بالعصب الشوكى الموجود داخل العمود الفقارى، إلا أنه يجب أن نعلم أن القولون العصبى ليس مرضا عضويا. ويضيف أن هناك عوامل مؤدية للمرض أهمها التوتر العصبى الذى يؤثر بشكل ما على العلاقة المعقدة بين المخ وأعصاب القناة الهضمية تؤدى فى النهاية إلى ظاهرتين الأولى رد فعل عصبى مبالغ فيه، والثانية إحساس مبالغ فيه أيضا، وعندما يتناول الشخص العادى طعامه تحدث انقباضات فى جدار الأمعاء لتشجيع الأمعاء على إخراج الفضلات خلال 60 دقيقة. أما فى حالة القولون العصبى فإن رد الفعل العصبى يكون أكثر حدة، فعندما تكون اليد العليا للنبضات المنشطة تحدث انقباضات فى الأمعاء يصحبها إسهال، أما إذا كانت اليد العليا للنبضات المثبطة فيحدث إمساك. ويشير دكتور عماد إلى أن هناك أنواعا من الطعام تسبب ظهور القولون العصبى والتى تختلف من شخص لآخر، كذلك هناك مجموعة من الأعراض يعانيها الشخص مجتمعة أو متفرقة مثل آلام البطن وحدوث ارتباك فى الإخراج، والإحساس بزيادة الغازات، وقد يكون هذا الإحساس غير حقيقى، وإنما ناتج من ارتفاع درجة الإحساس بالغازات أو سوء توزيع الغازات بالأمعاء. ويحدد دكتور عماد ثلاث طرق للعلاج وكلها تقوم على تعايش المريض مع المرض وتقليل أعراضه: أولا.. ملاحظة وتسجيل أنواع الأطعمة التى تزداد معها الأعراض لتجنبها. ثانيا.. محاولة التغلب على ارتباك القولون بتبادل الوجبات الصغيرة وأيضا الذهاب لدورة المياه فى مواعيد منتظمة. ثالثا.. التدريب على الاسترخاء ومواجهة الضغوط العصبية بصلابة. وبالنسبة للأدوية يمكن استخدام الأدوية المضادة للتقلصات ومستحضرات الألياف كعلاج الإمساك، والأدوية المنظمة لحركة الأمعاء وعلاج الإسهال.
