وزير الخارجية: الرئيس السيسي وضع رؤية شاملة لإصلاح النظام الدولي في منتدى أسوان    حبس المتهمين بالتعدي على مسن السويس بتهمة البلطجة    شيخ الأزهر يستقبل رئيس النيجر الأسبق لبحث سُبُل تعزيز السلام والتعاون في إفريقيا    الأونروا تجدد دعوتها لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة مع اقتراب الشتاء    نتنياهو يتحدث مجددا عن يحيى السنوار: كان سيتحول لصلاح الدين    نهاية الشوط الأول.. الأهلي بعشرة لاعبين يتقدم على إيجل نوار في دوري أبطال إفريقيا    ضبط مخالفات وتعديات على خطوط مياه الشرب بمطروح    حادث جماعي مروع يهز طريق القاهرة السويس    العثور على جثة مُسن متوفى داخل منزله في بورسعيد    جمارك السلوم تمنع تهريب نقد مصري وأدوية بشرية    الرئيس السيسي: الشعب الذي يرفض الهزيمة يتمكن من تحقيق النصر    الرئيس السيسي: "اللي حصل في شرم الشيخ ده فضل كبير من ربنا علينا"    إبراهيم ربيع يكتب: خربشة    مسئول بحزب الله: لن نسلم سلاحنا لأننا نعتبره قوةً للوطن وسيادةً للبنان    جلسة خاصة بمؤتمر الإيمان والنظام تسلط الضوء على رجاء وثبات المسيحيين في الشرق الأوسط    محافظ القاهرة: تخصيص شاشات عرض بالميادين لبث مواد ترويجية عن المتحف الكبير    أمين استثمار الزهور: نستهدف مواكبة التطورات الاقتصادية والاستدامة المالية    القانون يحظر إنشاء جسور بالبحيرات بدون تراخيص.. تفاصيل    بالشورت.. عبير صبري تفاجئ جمهورها في أحدث ظهور لها    شخصية المطر    بمشاركة 150 متطوعًا.. تنظيف شاطئ «أبطال التحدي» في الإسكندرية (صور)    طريقة تحضير الكوكيز في الميكروويف    غادة عبد الرحيم تُطلق أول حقيبة تدريبية عربية متكاملة للأمهات والمعلمين للتعامل مع اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه    إصابة شخصين في حادث تصادم دراجة بخارية بأبوتشت شمال قنا    دعم وحماية لمن حولهم.. أبراج تجلب السعادة والدفء للآخرين (من هم؟)    القنوات الناقلة مباشر لمباراة ليفربول وبرينتفورد في الدوري الإنجليزي.. والمعلق    هل تصل قراءة الفاتحة إلى الميت؟.. عالم أزهري يجيب    كيف يتعلق قلب المسلم بالنبي صلى الله عليه وسلم؟.. عالم أزهري يجيب    «تعليم الغربية» تعلن جدول امتحانات شهر أكتوبر 2025 للمرحلة الابتدائية    جدول امتحانات شهر أكتوبر للصفين الأول والثاني الثانوي بالغربية    وحدة «إذابة الجلطات المخية» بقصر العيني تحصد شهادتين دوليتين خلال مؤتمر برشلونة 2025    الوداد المغربي يحدد خططه لتجهيز حكيم زياش    محافظ البحيرة: قروض ميسرة للشباب تبدأ من 30 ألف جنيه وتصل إلى 20 مليون جنيه    الصناعة: طرح 1128 قطعة أرض صناعية مرفقة بمساحة 6.2 مليون متر    مواقيت الصلاه اليوم السبت 25 أكتوبر 2025 في المنيا    فتح باب التقديم للأجانب بمسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم    لاعب بتروجت: أتمنى الانضمام للأهلي.. وفخور بتشبيهي ب علي معلول    جهود قطاع الأمن العام خلال 24 ساعة    بعد إعلان زواجهما.. منة شلبي وأحمد الجنايني يتبادلان رسائل الحب على السوشيال ميديا    نائب رئيس جامعة أسيوط يترأس اجتماع مجلس إدارة صندوق الخدمات الطبية اليوم    الخميس المقبل بدء تطبيق التوقيت الشتوى فى مصر.. الساعة هتتأخر 60 دقيقة    الأوقاف: المشاركة في الانتخابات واجب وطني.. والمساجد ليست مكانًا للترويج السياسي    ريال مدريد ضد برشلونة.. البارسا يختبر كوندى فى مران اليوم    أغرب وأجرأ إطلالات النجوم بمهرجان الجونة السينمائى.. من الافتتاح للختام    الحكومة المصرية تدير 7 مراكز لوجستية رئيسية لتعبئة شاحنات المساعدات إلى غزة    برينتفورد ضد ليفربول.. سلوت يشعل حماس محمد صلاح برسالة غير متوقعة    مصر توقع على إتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة السيبرانية    صحة كفر الشيخ: انطلاق أول أيام القافلة الطبية المجانية بقرية المنشلين بقلين    «مستقبل وطن» ينظم مؤتمرات جماهيرية بالمحافظات لدعم المشاركة في انتخابات مجلس النواب (فيديو)    محافظ الفيوم يتابع استعدادات الأجهزة التنفيذية لانتخابات «النواب» 2025    قلق عالمي.. الأمير هاري وميجان يدعوان إلى حظر الذكاء الاصطناعي الفائق    اليوم.. جورج إلومبي يتسلم رئاسة «افريكسم بنك» رسميا    وزيرة التضامن الاجتماعي تتابع أعمال الإدارة العامة للرعاية المؤسسية والأسرية    اللواء محمد الدويري: أحد قيادات حماس البارزة لجأ لأبو مازن لحمايته من قصف إسرائيلى    موعد مباراة الحزم والنصر في الدوري السعودي    موعد مباراة بايرن ميونخ أمام مونشنجلادباخ بالدوري الألماني.. والقنوات الناقلة    الاتحاد الأوروبى: ضم إسرائيل للأراضى الفلسطينية غير شرعى ولن نعترف بسيادتها عليها    "لا تستمع لأي شخص".. بانزا يوجه رسالة ل محمد السيد بعد انتقادات الجماهير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كونفوشيوس.. أبو الفلاسفة وحكيم الصين

دعا الحكام إلى السلوك الفاضل واعتمد فى منهجه الأخلاقى على الموسيقى والمبادئ المثلى
هل كانت معاناته بعد فقدان والده سببًا فى بلوغه مراتب عالية فى الحكمة، أم أن ما شاهده من صبر أمه وجلدها، وهى تسعى جاهدة فى أعمال شاقة من أجل توفير لقمة العيش لها ولطلفها الصغير، كان دافعا له ليرتقى أعلى درجات الفلسفة، بحثًا عن مشاعل النور التى تنير دروب الظلمة فى العقول والقلوب ؟ .. عن «كونفوشيوس» نتحدث: فهذا الفيلسوف الصينى عاش اليتم وآلامه وفراق الأب والسند،ورغم هذا لم تعرف عيناه البكاء، بقدر ما عرفت النظر إلى السماء فى محاولاته استجلاء أسرار الكون، وكأنما يرسم طريقه بين العظماء.
رمى«كونفوشيوس» آلام اليتم وأحزان الفراق خلف ظهره، وسعى جاهدا للبحث عن الأسرار والتطلع لمعرفة كنه الأشياء،
فالطفل الذى ولد عام 551 ق. م ولقب بأبوالفلاسفة وحكيم الصين، كانت نشأته فى شمال شرقى الصين لأسرة متوسطة، وتبدل حاله وحال أسرته من العيشة المتوسطة إلى حال مغاير تماما بعد وفاة الأب الذى فارق الحياة وابنه لم يتجاوز الثالثة من عمره بعد.
لم يترك الأب شيئا يعين الأسرة على تكاليف الحياة، كما انه لم يترك مالا أو مصوغات تستعين بها الأسرة فى مواجهة أعباء الحياة، بل ترك أسرته فى حاجة إلى عائل لسد الرمق، وإطعام الفم الجائع والبطن الخاوية.
وأمام الظروف القاسية ومصاعب الحياة لم تجد « أم الطفل كونفوشيوس» مفرا من النزول إلى سوق العمل للبحث عن مصدر للرزق، ولقمة عيش تقتات بها هى وطفلها الصغير الذى لم يكن قد أدرك من امره شيئا بعد.
ومع هذه الصعاب أصرت الأم أن تعلم ابنها فأرسلته إلى دور العلم وقتها، وظهرت على كونفوشيوس الصغير أمارات الولع بالطقوس الشعائرية منذ البداية،وقد اتخذ كونفوشيوس قرار الزواج فى سن مبكرة، فتزوج فى ال19 من عمره وأنجب طفلًا واحدًا، واختلفت المصادر حول السن التى هجر فيها بيته وتجول فى أنحاء الصين، بيد أنهم لم يختلفوا حول حقيقة هجره لابنه وزوجته، حيث يجمع المؤرخون على أنه هجرهم لما قرر التجول فى أنحاء الصين لتلقى الموسيقى والمشاركة فى الشعائر المختلفة للشعب الصينى.
تعلم الموسيقى والشعائر الدينية وقام من خلال تجاربه بوضع منهج أخلاقى بحت يعتمد على الموسيقى والمبادئ المثلى، وكان رجلًا عظيمًا.
وقد اعتاد كونفوشيوس منذ أن بدأ رحلته على الطواف فى الأقاليم الصينية لا يقيم فى بلد إلا على نية الخروج منه، وكلما حل على أمير مقاطعة دعاه إلى السلوك الفاضل فلم يجب أحد منهم دعاءه
وإن أكرم وفادته، ولم يكن له عزاء إلا تزايد عدد تلاميذه الذين اعتنقوا آراءه حتى بلغوا 3 آلاف أو يزيدون وكلهم قد أشرب روحه ومازجت آراؤه نفسه وخالطت منها المهجة والفؤاد، وقد عاد بعد الرحلة الطويلة إلى مقاطعته (لو) فأكرم أميرها وفادته ولكنه لم يطعه كسائر الأمراء فعكف الحكيم على مدارسة أصدقائه.
ويُؤثر عن كونفوشيوس قوله: وقتما كنت فى ال15 وقفت نفسى على الاطلاع فلما بلغت ال30 توطدت معلوماتى فلما أصبحت فى الأربعين زالت شكوكى وفى ال50 ميزت إرادة السماء وفى الستين كنت مستعدًا للإصغاء إليها وفى السبعين تيسر لى إطاعة رغبة قلبى دون أن أتجاوز ما هو حق».
ويروى عنه أيضا أنه فى مجلس ضم طائفة من مريديه تنهد وقال ليس هناك من يعرفنى، فسأله أحدهم عن السبب فأجاب: إننى لا أجأر بالشكوى ضد الشعائر ولا ألقى باللوم على الناس، إن مطالعاتى ودراساتى – وإن كانت متواضعة – تخترق أعلى مكان ولعلى – قبل كل شيء – معروف لدى السماء».
وفى رواية أخرى وصف كونفوشيوس نفسه بأنه مجرد ناقل وليس مبدعًا، ووردت بمأثوراته عبارات تكلم فيها عن السماء، معبود الصين الرئيسى وكتاباته تشير إلى أنه كان يحس بأن السماء قد استودعته رسالة إبراء العالم الصينى من أوجاعه، وآمن بأن السماء لن تخذله وفى ذات مرة أظهر استهجانه لعدم ثقة أحد به لكنه أضاف أن السماء تفهمه.
ومن أعمال كونفوشيوس أنه قسم الناس بالنسبة للمعرفة إلى 4 درجات فقال عن صاحب الدرجة الأولى: رجل وهبته السماء المعرفة وأوتى الإلهام وهى من أعلى الدرجات.
وما يميز كونفوشيوس أنه رأى أن المعرفة تودع الصغار قبل أن تسجل فى الكتب والدفاتر، فآثر أن يكون معلمًا منذ البداية، فعمد إلى أبناء عائلته يعلمهم مما أؤتى من معرفة وحكمة.. وشىء فشىء اتسعت حلقة طلابه ومريديه، وأصبح له من التلاميذ الناشئة الكثيرين، وتحول منزله إلى ما يشبه المنتدى التعليمى وقد دعا ذلك الحكومة الصينية وقتها أن تعينه أستاذا وعندئذ أخذ مذهبه يتكون وآراؤه تتجمع ويبديها لا فى كتب يؤلفها ولكن فى شبيبة ينشئها فأخذ يبث تعاليمه فيها حتى كان له منهم أصحاب يشبهون حوارى النبيين يؤمنون بفكرته والذود عن دعوته والإخلاص لنحلته.
وأخذ كونفوشيوس يطوف البلاد داعيًا مرشدًا ومسترشدًا وكان فى كثير من الأحيان يخص بإرشاده الحكام معتقدًا أن صلاح الراعى يستلزم صلاح الرعية وأن حسن قوامته على الناس يتبعه صلاحهم ولأنه يرى أن السياسة الحكيمة فى تهذيب الرعية حتى تقوم المحبة بين الناس مقام القانون، وكان يردد دائما: «السياسة هى الإصلاح فإن جعلت صلاح نفسك أسوة حسنة لرعيتك فمن الذى يجترئ على الفساد ؟
« لهذا كان يخص – وهو يطوف مقاطعات الصين – الأمراء بإرشاده؛ لأن فى صلاحهم صلاح العامة وعليهم يواسى.
وتوفى كونفوشيوس بعد أن ترك 3 آلاف من تلاميذه أخذوا على عاتقهم بث دعوته فى الأقاليم الصينية وكلهم تعاونوا فى نشر مذهبه الخلقى فى البلاد حتى صار بعد ذلك مذهبًا رسميًا لتلك البلاد المترامية الأطراف واستمر كذلك من آخر القرن الثانى قبل الميلاد إلى القرن ال20 وما بعده.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.