أقامت وزارة الآثار حفل تأبين للدكتورة تحفة حندوسة أستاذ الآثار المصرية بكلية الآثار جامعة القاهرة، مساء اليوم الثلاثاء، بمقر الوزارة بالزمالك، وذلك بحضور الدكتور خالد العناني وزير الآثار، والدكتور زاهي حواس وزير الآثار الأسبق، والدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار السابق، والدكتور محمد إبراهيم وزير الآثار الأسبق، والدكتور حازم عطية محافظ الفيوم الأسبق. وكان الدكتور خالد العناني، وزير الآثار، نعي الدكتورة تحفة حندوسة، عالم المصريات الجليل والتي وافتها المنية الأسبوع الماضي، بأحد مستشفيات القاهرة بعد صراع طويل مع المرض. وأكد العناني أن وفاة الدكتورة حندوسة تعد خسارة فادحة في الأوساط الأثرية، حيث فقدت مصر والعالم علما من أعلام الآثار المصرية، ونموذجا يحتذى به في تفانيها للعمل، مشيرا إلى أنها شاركت في العديد من اللجان الدائمة والمتاحف، إلى جانب وجودها البارز في أكبر دوريات العالم وتحدثها بطلاقة للغات الأجنبية. ووصف الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق، الدكتورة تحفة حندوسة، بأنها جيوكاندا الآثار المصرية، مشيرا إلى أنه كان حريصا على أن يلتقي معها باستمرار، فهي كانت شديدة الطيبة، وتمكنت من خلال طيبتها أن تدخل قلوب جميع الأثريين، وكانت لها لفتات إنسانية مع طلابها، وتدفع لهم روشتات العلاج مجانا، فهى كانت إنسانة شديدة العطاء. ومن جانبه قال على أبو دشيش عضو اتحاد الأثريين المصريين، أن الدكتورة تحفة حندوسة من أبرز علماء المصريات فكانت بمثابة الأم التي تحتضن أبنائها، كانت متبحرة في العلم، وخاصة الديانة المصرية القديمة، كانت تأخذك بكل بساطة إلى مصر القديمة، فتشعر أن أحدا من الفراعنة يحدثك عن هؤلاء القوم، بين ديانة وفنون ولغة، وكانت متواضعة جدا، بالرغم من أنها من عائلة أرستقراطية، وعلي الجانب الإنساني كانت معطاءة لأبعد ما يكون. ولدت حندوسة في محافظة القاهرة عام 1937، وتخرجت في كلية الآداب– جامعة القاهرة– قسم الآثار المصرية، ثم عُينت معيدا بقسم الآثار بالكلية عام 1964، ثم مدرسًا مساعدًا عام 1972، وحصلت على درجة الدكتوراة في الآثار المصرية في أبريل 1973 من كلية الآداب، جامعة القاهرة. وعُينت في وظيفة مدرس بكلية الآثار- جامعة القاهرة- في نفس العام، ثم تمت ترقيتها إلى أستاذ مساعد عام 1980، ثم أستاذ اعتبارًا من عام 1987، ووقع الاختيار عليها لتشغل منصب رئيس قسم الآثار المصرية بالكلية، منذ عام 1987 وحتى 1994، ثم منصب وكيل الكلية من 1994 وحتى 1997.