نظمت وزارة الآثار حفل تأبين عالمة المصريات الدكتورة تحفة حندوسة رئيس قسم الآثار المصرية السابقة بكليه الآثار جامعة القاهرة والتى وافتها المنية يوم 16 يوليو الجارى بعد صراع طويل مع المرض، وذلك تكريما لعطائها في مجال العمل الأثري و إجلالاً لدورها البارز في تربية أجيال من أكبر وألمع علماء الآثار حيث كانت تلقب ب"أم الاثريين". شهد حفل التأبين الدكتور خالد العنانى وزير الآثار، وكل من الدكتور زاهى حواس ومحمد إبرهيم وممدوح الدماطى وزراء الآثار السابقين، والدكتور محمد عبد اللطيف مساعد وزير الآثار، والدكتور مصطفى أمين الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، وعلى ابو دشيش عضو اتحاد الأثريين المصريين ولفيف من الأثريين وزملاء وطلاب العالمة الراحلة. وأكد الدكتور خالد العنانى أن وفاة الدكتورة حندوسة تعد خسارة فادحة في الأوساط الأثرية حيث فقدت مصر والعالم علم من أعلام الآثار المصرية ونموذج يحتذى به في تفانيها للعمل ، مشيرا إلى أنها شاركت في العديد من اللجان الدائمة و المتاحف إلى جانب وجودها البارز في أكبر دوريات العالم وتحدثها بطلاقة للغات الأجنبية. ومن جانبه ، وصف الدكتور زاهي حواس الدكتورة تحفة حندوسة بأنها " جيوكاندا الآثار المصرية " ، مؤكدا أنه كان حريص على أن يلتقى معها باستمرار فهى كانت شديدة الطيبة ، و تمكنت من خلال طيبتها أن تدخل قلوب جميع الآثريين ، وكانت لها لفتات إنسانية مع طلابها وتدفع لهم روشتات العلاج مجانا ، فهى كانت إنسانة شديدة العطاء. وقال علي ابودشيش عضو اتحاد الآثريين المصريين إن مصر والمجتمع الاثرى خسر علما من إعلام الآثار فى العالم اجمع ، فالدكتورة تحفه حندوسة تعد من أبرز علماء المصريات وكانت بمثابة الأم التي تحضن أبنائها ، و كانت متبحره في العلم وخاصه الديانة المصرية القديمة ، مشيدا بتواضعها وعطائها بدون حدود لجميع طلابها. ولدت الدكتورة تحفة حندوسة فى محافظة القاهرة عام 1937، وتخرجت فى كلية الآداب – جامعة القاهرة – قسم الآثار المصرية، وثم عُينت معيدة بقسم الآثار بالكلية عام 1964، ثم مدرسًا مساعدًا عام 1972، وحصلت على درجة الدكتوراه فى الآثار المصرية فى أبريل 1973 من كلية الآداب، جامعة القاهرة، وعُينت فى وظيفة مدرس بكلية الآثار- جامعة القاهرة فى نفس العام، ثم تمت ترقيتها إلى أستاذ مساعد عام 1980، ثم أستاذ إعتباراً من عام 1987، ووقع الاختيار عليها لتشغل منصب رئيس قسم الآثار المصرية بالكلية ثم منصب وكيل الكلية من 1994 وحتى 1997. وكانت وزارة الآثار قد كرمت أم الأثريين في شهر يناير الماضي من نفس العام بمناسبة حفل عيد الأثريين بدار الأوبرا المصرية.