«التيار الناصري» حركة قومية عربية، نشأت في ظل حكم جمال عبد الناصر، واستمرت بعد وفاته، وتبنت الأفكار التي كان ينادي بها وهي الحرية والاشتراكية والوحدة، وهي نفس أفكار الأحزاب القومية اليسارية العربية الأخرى، وتعتمد على الفكر القومي الذي ظهر بعد سقوط الدولة العثمانية. مع بداية الألفية الثالثة، تقلص دور الأحزاب المحسوبة على التيار الناصري، وأصابها الوهن، شأنها في ذلك شأن باقي الأحزاب، التي انشغلت بخلافاتها الداخلية، عقب ثورة يناير، وتوسمت الجماعة الوطنية، أن تكون الأجواء الثورية قبلة حياة أخرى لهذه الأحزاب، إلا أن الضعف كان فعلا فعلته، ونخر في جسد هذه الكيانات، التي باتت لا ترتقي حتى إلى كونها جماعة ضغط. التيار الغالب في الشارع وعن رأي القيادات التيار الناصري وما آلت إليه أحزابه، قال معصوم مرزوق، القيادي بتيار الكرامة، إن التيار الناصري ليست ديانة نتعبد بها، وإنما منهج حكم وانحياز للمستضعفين في الأرض، موضحا أن الاتجاه الغالب في الشارع المصري الآن، هو مساندة التيار الناصري، مشيرًا إلى أن التيار يحتاج إلى جهد أكبر كي يبرز الشكل التنظيمي في توجيهه. الكوادر الشبابية وعن بروز تيار الكرامة دون غيره، رغم تعدد الأحزاب الناصرية، قال مرزوق: إن التيار استطاع أن يكون القطب الجاذب للفاعلين الناصريين بمفهوم واسع، فالأحزاب المحسوبة على التيار باتت مهمشة لأنها لم تجدد نفسها، أما تيار الكرامة 80٪ منه شباب بجانب الأجيال الأول والثاني والثالث، وهذا ما يساعده على تجديد نفسه من خلال الشباب. النقد الذاتي وتابع: «تيار الكرامة مارس نوعا من النقد الذاتي، للتجربة الناصرية، موضحا أن هناك أوجه قصور في التجربة، تحتاج إلى تعديل، كما أن الواقع الحالي يحتاج إلى معالجات، تختلف عن فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر». التيار من جانبه، قال المستشار سيد عبد الغني، رئيس الحزب العربي الناصري، إن تراجع الحركة الناصرية عن تصدر المشهد السياسي كلام غير صحيح خاصة بعد 25 يناير، موضحا أنه خلال استيلاء الإخوان على الحكم، كان التيار الناصري هو من يقود المشهد من خلال شباب تمرد والحركة الشعبية، وهم تابعون للتيار الناصري، مضيفا: "لم نغب عن المشهد السياسي، بل أسسنا تحالف العدالة ضد الغلاء مع العديد من الأحزاب". محاصرة الأحزاب وقال عبد الغني، إن التيار الناصري كان محاصرا في مقره إبان حكم مبارك ولم يغب دوره، مضيفا: نحن نسعى لتوحيد الصف الناصري، ونتحاور بهذا الشأن لإعادة تجميع القوى الناصرية. مؤثر في الأحداث فيما قال أمين إسكندر، القيادي بحزب تيار الكرامة، إنه رغم مرور 65 عاما على ثورة يوليو، إلا أن التيار الناصري ما زال موجودا ولم يغب عن الساحة، موضحا أنه تواجد في أزمة تيران وصنافير، وتظاهر من أجل نصرة المسجد الأقصى ضد العدوان الصهيوني، مشيرا إلى أهمية التفرقة بين الطليعة الناصرية التي اختارت الأحزاب، وبين القواعد الذين تأثروا بعبد الناصر وقضايا العدالة وكرامة الوطن ويعملون على تحقيق مبادئ الزعيم الراحل. اختلاف الرؤى وأكد القيادي بحزب تيار الكرامة، أن الوحدة بين التيارات الناصرية ليست عملية حسابية، وإنما مواقف وتوحد في الرؤى فالحزب الناصري يؤيد سياسات الحكومة والسيسي ونحن نرفضها وننتقدها، وهذا ما يجعل التوافق أمرا صعبا، رغم الجهود التي سبق أن بذلت من جانب كمال أبو عيطة إلا أنها فشلت لغياب الرؤية الموحدة.