أكد الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، ثوابت الموقف التونسي الداعي إلى عدم التدخل في الشأن الداخلي الليبي وتشجيع الحوار بين مختلف الأطراف الليبية لتجاوز الخلافات والتوصل إلى حلّ سياسي سريع وشامل ينهي الأزمة القائمة خدمة لمصلحة ليبيا وتونس على حدّ سواء. وشدد السبسي، خلال لقائه عبد الرحمن السويحلي، رئيس المجلس الأعلى للدولة بليبيا والوفد المرافق له، على أنّ تونس ستدعم بقوة ما سيتوافق عليه الليبيون عبر الحوار والتفاهم. وعبّر رئيس التونسي عن ثقته بأنّ التقدّم المسجّل في مسار المشاورات بين مختلف الأطراف الليبية مؤشر إيجابي من شأنه أن يُعجّل بإيجاد مخرج سريع للأزمة في ليبيا. واستعرض رئيس التونسي المساعي التي تبذلها تونس في إطار المبادرة الثلاثية ومع مختلف الأطراف الليبية لدفع مسار التسوية السياسية مشدّدا على ضرورة أن يكون مسار المصالحة والتسوية تحت رعاية منظمة الأممالمتحدة وأن يكون الحلّ نابعا من إرادة الليبيين أنفسهم، معتبرا أنّ مجلس الدولة وبقية المؤسسات الرسمية الليبية عناصر أساسية في الحلّ المنشود. كما استعرض عبد الرحمان السويحلي أهمّ التطورات التي تشهدها الساحة الليبية وأطلع الرئيس التونسي على نتائج المساعي والمشاورات التي يقوم بها مع مختلف الأطراف الليبية من أجل التوصّل إلى توافقات حول مسار التسوية السياسية، وذلك في إطار اتفاق الصخيرات لبدء حوار جادّ ينهي الأزمة ويمهد لمرحلة بناء الدولة في أسرع وقت ممكن. وأكّد السويحلي، تطابق وجهات النظر مع الجانب التونسي حول ضرورة التوصّل إلى حلّ سياسي بين مختلف الفرقاء الليبيين في إطار المؤسسات السياسية الرسمية للدولة الليبية وعبر الحوار والتوافق ومن خلال التمسك بالاتفاق السياسي الموقع عليه في الصخيرات في ديسمبر 2015، مع إمكانية تعديل بعض بنوده. وشدّد ن السويحلي على أنّ بلاده تعوّل كثيرا على حكمة تونس وعلى دورها الفاعل والمتوازن ورصيد الثقة الذي تحظى به لدى مختلف الليبيين، من أجل الدفع بمسار التسوية السياسية وعبّر عن أمله في أن يجد هذا المسار الدعم الإقليمي والدولي اللازم ولا سيما من جانب منظمة الأممالمتحدة.