أقامت محافظة القاهرة ندوة ثقافية عن القاهرة الخديوية للتعريف بنشأتها وأهميتها والجهود المبذولة للحفاظ عليها كمنطقة تراثية هامة تاريخيًا ومعماريًا واجتماعيًا واقتصاديًا. جاء ذلك بحضور عاطف عبد الحميد محافظ القاهرة ولفيف من الشخصيات العامة والمتخصصة في مجال العمارة والتنسيق الحضاري والتاريخ وقيادات المحافظة، وقام بالعرض الدكتور أيمن فؤاد أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الأزهر، والدكتور فتحي صالح المدير الشرفى لمركز توثيق التراث الطبيعي والحضاري، والدكتورة سهير حواس أستاذ العمارة والهندسة المعمارية بجامعة القاهرة. وأكد المحافظ في كلمته خلال الندوة على أن القاهرة تحتفل الآن بمرور 1048 عامًا على إنشاء القاهرة على يد القائد جوهر الصقلي مع بداية الفتح الفاطمي لمصر، وكذلك مرور 150 عاما على إنشاء القاهرة الخديوية على يد الخديوي إسماعيل، والذي أنشأ القاهرة الخديوية لتكون أول مدينة مخططة عمرانيًا بمحاكاة النظام الأوروبي في أفريقيا والمنطقة العربية بأسرها. واستعرض الدكتور أيمن فؤاد تاريخ القاهرة منذ نشأتها وهي العاصمة الرابعة لمصر منذ الفتح الإسلامي وضم العواصم السابقة لها الفسطاط، العسكر، القطائع، وأنه بعد تولي الخديوي إسماعيل حكم البلاد عام 1863م بدأ العمل على محاكاة الطابع الأوروبي وليس الشرقي في البناء بمساعدة عدد من المهندسين الفرنسيين، وإقامة قصر عابدين ونقل الحكم إليه بدلًا من القلعة، وشهدت أعمال التطوير بالمنطقة دخول شبكات المياه بدلًا من السقايين، وتسيير أول ترام وإنشاء كوبري قصر النيل للربط بين ضفتي النهر، وتخطيط المدينة وربطها ببعضها من خلال شوارع عريضة وتفريعات بها. كما استعرض الدكتور فتحي صالح أشهر الأعمال المعمارية لأشهر مصممي العالم في عصرهم. وأكدت الدكتورة سهير حواس في كلمتها على أهمية المنطقة التي استخدمت تكنولوجيا جديدة في التخطيط واستخدام مواد بناء وإنشاء شوارع عريضة وشوارع فرعية وميادين مع استخدام مباني ذات واجهات دائرية ومدببة لتحديد شكل الشوارع والميادين، وأن المنطقة تعد متحف مفتوح لأساتذة التصميمات المصريين في العمارة وأنها شهدت فترة طويلة من الإهمال فقدت خلالها عددا من المباني العامة مثل كوبري أبو العلا، ومقهى ماتاتيا، ومبنى مستشفى الهلال. وأكدت أن المشروع القومي لتطوير القاهرة الخديوية والذي تقوم المحافظة بإدارته وضع منهجية للحفاظ على المنطقة من خلال عدة محاور أهمها جمع المعلومات التاريخية ورصد القيمة التراثية، ومشاركة الملاك وشاغلي العقارات في أعمال التطوير مع تفعيل اتحاد الشاغلين لصيانة ما تم من أعمال مع رصد الاستعمالات للمباني وتسجيل العقارات طبقًا للقانون 144 لسنة 2006 وتحديد الحالة المعمارية الإنشائية للعقارات، وأشارت بأن المنطقة تضم 35 شارعا وميدانا لها جميعًا نفس الأهمية، كما قامت باستعراض أهم إنجازات المحافظة بالمنطقة وما تم من تطوير بميادين وشوارع وصيانة العقارات والكباري وكورنيش النيل.