تقدمت حكومة أستراليا بشكوى إلى وزارة الخارجية المصرية حول ما أسمته بتعنت الحكومة المصرية ضد العجول الأسترالية -16 ألف عجل- وتأخير ذبحها وسوء معاملتها فى الحجر البيطرى، والإضرار بسمعة العجول الأسترالية، ولعلكم تتذكرون قرار الحكومة الأسترالية منذ ثلاث سنوات تقريبا بعدم تصدير الخراف إلى مصر بسبب سوء معاملة المصريين لها . احتجاج الحكومة الأسترالية تناولته الصحافة المصرية في نفس اليوم الذي ذخرت صفحاتها بأحداث جسام، من العجول الأسترالية إلى البني آدميين في مصر، فرق شاسع لصالح السادة العجول. رئيس الوزراء الجديد هو أحد هواة الكاميرا الخفية. دليلي على ذلك أن سيادته يفاجئنا كل يوم بلقطة من برنامجه المفضل «زيارة مفاجئة». في زيارته للإسكندرية توهمت سيدة بسيطة أن مصر «بتتغير». حاولت السيدة الساذجة أن تدخل على رئيس الوزراء لتبث إليه شكواها، فقد قال رئيسه الذي اختاره لو أن بغلة في استانلى عقرت، لسئل مرسى عنها، فما بالك وهذه ليست بقرة ولا عجلة أسترالية.. هذه سيدة مصرية لديها مظلمة فماذا فعل فيها الحرس؟ عوملت السيدة بطريقة وحشية، حتى لا تطول رئيس الوزراء بيدها.. تصافحه فيربت على كتفها، وينصت لها باعتباره رئيس وزراء بعد الثورة. عاملوها أسوأ من معاملة مصر لعجول أستراليا. على نفس الصفحات كانت مأساة المواطن المصرى عرفة كامل، الذى أشعل النار في نفسه أمام قصر الريس مرسى. عرفة تصور أن مصر «بتتغير» وقدم شكواه إلى ديوان المظالم، فلم يسأل عنه أحد فأحرق نفسه. للأمانة كان ياسر علي المتحدث باسم الرئاسة قد وجدها فرصة ليطل سيادته علينا ويبلغنا أسفه !! في نفس اليوم لقي مواطنان مصرعهما في مظاهرة أمام كهرباء أبو قير بعد اشتباكات مع الأمن، أى أن المواطنين المصريين المحتجين لم يحظيا بنفس معاملة العجول الأسترالية. هل تتذكرون ناهد المواطنة المصرية.. عمة شهيد رفح والمتهمة بضرب مرسى بالجزمة؟ ناهد لا تزال محبوسة.. قالت إنها تعذب هى وزملاؤها المتهمون بنفس التهمة.. الضباط يسلطون عليهم المساجين. نفس ما كانوا يفعلونه أيام مبارك. زملاء ناهد وضعوا في قفص المحكمة تحت حراسة مشددة رغم أنهم ليسوا عجولا أسترالية. نفس الصفحات التي تحدثت بتقدير وإجلال عن عجول أستراليا، تحدثت أيضا عن سحق عشرة من مصابى الثورة، لأنهم تجرأوا وتصوروا أن من حقهم الاعتصام أمام قصر الرئيس المنيف. ظنوا أن مصر «بتتغير»، واعتقدوا وهما أن قوى سياسية ستثور دفاعا عنهم، كما فعلت أستراليا مع عجولها. بيان الحكومة الأسترالية تحدث عن الإساءة إلى سمعة عجولها، و«بى بى سى» تحدثت مدافعة عن المواطنة المصرية نجلاء يحيى وفا، المحكوم عليها بخمس سنوات و500 جلدة في المملكة العربية السعودية، بسبب خلاف تجارى مع أميرة من الأسرة الحاكمة. تصوروا لو أن الأستراليين ضبطونا نجلد عجولهم. الحمد لله إننا لم نتورط في هذه الجريمة البشعة.. جريمة جلد عجل أسترالى. المهم أن السيدة المصرية المسحوقة والمسحولة والمجلودة هناك فى مملكة الخير الأبدى لا تجد رئيسا يدافع عنها. منظمات حقوق المرأة أخطأت الطريق عندما طالبوا مرسي بالتدخل، بينما كان واجبا عليهم أن يبلغوا حكومة أستراليا أن تتدخل للدفاع عن مواطنة مصرية، لا تقل في إنسانيتها عن عجولهم. مرسى مشغول بالصلاة والخطب من على المنابر. سيبني دولة من فوق المنبر، سيحرر امرأة قالت وامرساه من على سجادة الصلاة. مرسى مشغول بزيارة شقيقته على نفقة الدولة.. نعم يزورها على نفقة الدولة.. يزورها بطائرة هليوكوبتر وهو الإنسان البسيط الذى كان يزورها قديما ربما مستقلا حمارا. ليس مهما كيف زارها، فالأهم أنه يصل رحمه، وبما أنه ممن يصلون رحمهم، فهل يصل شعبه؟ أم يتوجه هذا الشعب للحصول على الجنسية الأسترالية حتى لو تحت شعار عجول عجول بس نعيش.