شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، في قمة تجمع دول "فيشجراد" وقادة دول المجر وبولندا والتشيك وسلوفاكيا ووجهت الدعوة لمصر كأول دولة في الشرق الأوسط يتم دعوتها للمشاركة في قمة التجمع. وفي ختام الاجتماعات عقد قادة الدول الأربع والرئيس السيسي مؤتمرًا صحفيًّا لعرض نتائج اجتماعات قمة التجمع. وقال الرئيس السيسي خلال كلمته: "أود أن أتقدم بجزيل الشكر لحكومة وشعب المجر الصديق على حسن الاستقبال والحفاوة التي لقيناها منذ وصولنا إلى بودابست، وعلى حسن تنظيم قمة تجمع فيشجراد ومصر". وأضاف: "إن العلاقات بين جمهورية مصر العربية والدول الأعضاء في تجمع فيشجراد هي علاقات صداقة تاريخية، نعتز بما تشهده من تعاون وثيق في عدد كبير من المجالات، وبالمستوى الرفيع من التنسيق والتعاون على المستويين الثنائي والمتعدد، ونؤكد تطلعنا لمواصلة تطوير مجمل هذه العلاقات لنصل إلى شراكة استراتيجية بين الجانبين". وأوضح أن المكانة المتميزة لتجمع "فيشجراد" داخل الاتحاد الأوروبي وعلى المستوى الدولي تُؤهِلَه لأن يقوم بدورٍ هام في العديد من المناطق الجغرافية في العالم، بل وعلى المستوى الدولي كذلك، وهنا تكمن أهمية تعزيز الشراكة بين مصر ودول "فيشجراد" لتعزيز الاستقرار والأمن بمنطقة جنوب المتوسط، وتحقيق تطلعات شعوبنا إلى مزيد من النمو والازدهار. وقال: "لقد تناول الاجتماع اليوم سبل تعزيز العلاقات بين مصر ودول التجمع في مجالات مُحددة تحظى بأولوية لدينا جميعًا، سواء فيما يتعلق بتطوير علاقاتنا الثنائية أو مع الاتحاد الأوروبي". وأضاف: "كما ناقشنا سبل تعزيز التعاون لمواجهة ظاهرة الإرهاب والتطرف، وأكدنا أهمية تضافر الجهود الدولية لوضع حد لها، كما تطرقنا إلى سبل تطوير التعاون الأمني المشترك بما يمكننا من التعامل مع مختلف التهديدات، وأود في هذا الصدد أن أؤكد اتفاقنا جميعًا على ضرورة التصدى للإرهاب بكافة صوره وأشكاله، وأهمية العمل المشترك لمواجهة الفكر المتطرف، وتجفيف منابع الإرهاب والتضييق على من يرعاه من دول أو جهات تقدم الدعم المالي واللوجستي والسياسي للجماعات الإرهابية". وقال: "تطرقنا كذلك إلى أزمة اللاجئين وأساليب التعامل معها بما يضع حدًا لمعاناة الأبرياء الذين يتعرضون للتشريد بسبب الحروب والاضطهاد، وبحثنا سبل تعزيز التعاون لإنهاء هذه المأساة الإنسانية، واتفقنا على أهمية تكاتف المجتمع الدولى للقضاء على الأسباب التي تشجع على الهجرة غير الشرعية، مثل تردى الأوضاع الاقتصادية والأمنية، وأكدنا أهمية مواصلة العمل على إيجاد حلول سياسية للنزاعات التي تعد سببًا رئيسيًا لتلك الظاهرة". وأضاف: "لقد تبادلنا الرؤى كذلك حول آخر التطورات في منطقة الشرق الأوسط، خاصة الأزمات في سوريا وليبيا واليمن والعراق والمساعي القائمة لإيجاد حلول سلمية لها، واتفقنا على ضرورة بذل المجتمع الدولي لمزيد من الجهود لوضع حد لتلك الصراعات". وتابع: "كما تشاورنا حول سبل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط بما يحقق تسوية دائمة وعادلة مبنية على القرارات والمرجعيات الدولية ذات الصلة بما يضمن تحقيق حل الدولتين". وقال: "ما تم بحثه اليوم من قضايا هامة، إنما يمثل بداية لمرحلة ممتدة من التعاون الفعال مع دول "فيشجراد"، سواء بشكلٍ ثنائي أو من خلال صيغة "فيشجراد+ مصر"، وذلك بهدف مواصلة الارتقاء بالعلاقات بين الجانبين وتكثيف التشاور بينهما على كافة المستويات". وأضاف: "في الختام، فإنني أتوجه بالشكر مرة أخرى للمجر على استضافة هذه القمة ولكافة دول تجمع فيشجراد على حرصهم على التنسيق والتشاور مع مصر، بما يساهم في تعزيز العلاقات بين دولنا ويلبى طموحات شعوبنا".