يتساءل قراء مجلة الدوحةالقطرية في كل من مصر، البحرين، الإمارات، عن مصير المجلة بعد قرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، ولا إجابة تلوح في الأفق، حيث لا يتفاعل الموقع الإلكتروني أو أي من صفحات المجلة عبر مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك، تويتر» مع الجمهور، وليس أمام جمهور المجلة سوى الانتظار لمعرفة تبعات القرار. وتعد مجلة الدوحة إحدى أبرز المنابر الأدبية والثقافية في الوقت الراهن، ويكتب بها نخبة من المثقفين العرب على رأسهم أمير تاج السر، إلى جانب الترجمات عن كبار الكتاب والشعراء في العالم من بينهم هاروكي موراكامي، ستيفن كينج، ايزابيلا كاميرا. تصدر مجلة الدوحة الثقافية الشهرية عن وزارة الثقافة والفنون والتراث بدولة قطر، وتتوجه إلى قراء الثقافة العرب من المحيط إلى الخليج وفي المهاجر العالمية المختلفة. وتأسست المجلة عام 1969، وتوقفت عن الصدور عام 1986 ثم عاودت الصدور مجددًا عام 2007. بدأت المجلة منذ يونيو 2011 في إصدار كتاب الدوحة الشهري الذي يوزع مجانًا مع كل عدد، حيث طرحت مجموعة من أبرز الكتب الأدبية من بينها «العبقريات لعباس العقاد، قصص قصيرة لنجيب محفوظ، رواية التلميذ لبول بورجيه، برقوق نيسان لغسان كنفاني». وتطورت المجلة عبر خمس مراحل لتصل إلى مكانتها الحالية: المرحلة الأولى صدر العدد الأول عن "إدارة الإعلام- الإذاعة" بتاريخ 5/2/1969 بحجم متوسط باثنتين وسبعين صفحة بالأبيض والأسود. المرحلة الثانية بعد أن نالت دولة قطر استقلالها بتاريخ 3/9/1971 تغير مسمى "إدارة الإعلام" إلى وزارة الإعلام" وتم تعيين عيسى غانم الكواري وزيرًا للإعلام.. فسعى إلى تطويرها فتعاقدت الوزارة مع بعض الكفاءات العربية للاضطلاع بمهمة التطوير، وتم ترشيح الدكتور محمد إبراهيم الشوش لشغل منصب رئيس التحرير بتزكية من الروائي السوداني الطيب صالح. صدر أول عدد في هذه المرحلة في شهر يناير 1976، وبلغت صفحاته 162 صفحة من الحجم الكبير (السائد حاليًا)، وحمل الغلاف شعار "الدوحة.. ملتقى الإبداع العربي والثقافة الإنسانية". المرحلة الثالثة: شهدت هذه المرحلة تعيين الأديب رجاء النقاش رئيسًا لتحرير المجلة بتاريخ 18/12/1979، وتميزت باستقطاب المزيد من القراء والكتاب، وارتفعت مبيعات المجلة إلى مائة ألف نسخة شهريًا، وكان العدد (61) الصادر في يناير 1981 أول عدد أشرف النقاش على إصداره. لكن المجلة توقفت فجأة عن الصدور، ففي شهر يوليو 1986م صدر قرار بتعطيل كافة المجلات الحكومية القطرية، وشمل ذلك مجلات: الدوحة، والأمة، والصقر. المرحلة الرابعة: بعد توقف واحد وعشرين عامًا عادت مجلة الدوحة للصدور في شهر نوفمبر 2007، وشغل عماد العبد الله منصب مدير التحرير وبعد عدة أشهر تولى الدكتور على أحمد الكبيسي رئاسة التحرير، وهو أول قطري يتولى هذه المسئولية. وشهدت هذه المرحلة إضافة ملحق مستقل بدأ مع احتفالية "الدوحة عاصمة للثقافة العربية" عام 2010. المرحلة الخامسة: مع تولي الروائي والصحفي عزت القمحاوي إدارة التحرير شهدت المجلة ابتداء من العدد 44- يونيو 2011 ميلادًا جديدًا في مسيرتها الثقافية. من الناحية المهنية اتجهت إلى سهولة الأسلوب وقصر المواد وارتبطت بالأحداث، وانفتحت على الأجيال الجديدة من الكتاب العرب، كما استقطبت عددًا من الكتاب الأجانب الذين يكتبون خصيصًا للدوحة في شكل زوايا ثابتة أو بالمشاركة في ملفات المجلة المختلفة، ومن بين هؤلاء الروائي الإسباني خوان جويتسولو والروائي المغربي الفرنسي الطاهر بنجلون، والإيطالي ستيفانو بيني، بينما اتسعت المجلة لأهم الكتاب العرب. وبالإضافة إلى استمرار الملحق المعني بالنشاط الثقافي في دولة قطر، يصدر مع المجلة كتاب مجاني كل شهر، بالإضافة إلى كتاب مترجم ربع سنوي. ويتميز كتاب الدوحة الشهري بتقديم كتابات النهضة العربية في النصف الأول من القرن العشرين. وكان الكتاب الأول "طبائع الاستبداد" لعبدالرحمن الكواكبي، وبعده توالت الكتب من مختلف الاتجاهات الفكرية والفنية، إكبارًا لروح التعدد وقيم الاستنارة والقبول بالاختلاف.