نشر سيمون ميبون أستاذ الأديان العالمية بجامعة لنسكاستر مقالة علمية على موقع conversation يحلل فيها أسباب انتشار الإرهاب، لافتًا إلى أنه قلب قصف مانشستر المجتمع البريطاني، فقد كان اعتداءً مروعًا على الأبرياء والضعفاء، وكان العديد من الضحايا أطفالا. حياة الشباب العربي لا تشمل حياة الشباب في الوطن العربي على تخصيص أوقات للموسيقى أو التعليم، فهم يتأثرون مباشرة بالحرب أو الاضطراب السياسي، فقد نزح 11 مليون شخص في سوريا من ديارهم ودمر جيل كامل جراء النزاع، ويمكن العثور على قصص مماثلة في العراق، ولبنان، ومصر، وتركيا، واليمن، والبحرين. ويصعب في ظل هذه الظروف أن يعيش الناس حياة تتشكل في وسط الصراعات،ومن المستحيل ضمان تحقيق حقوق الإنسان الأساسية مثل الحق في التعليم، على سبيل المثال، لافتا إلى أن أولى مشكلات الحرب، تتمثل في تدمير الهياكل الأساسية للدولة، كما تضيع المدارس أيضا إلى جانب الفرص والأمل الذي تقدمه. حالات فشل تنشئ الدول ذات المشاريع الاستعبادية هذه الانقسامات، ويتم تنفيذها على أساس منتظم، بطرق مختلفة، وتوجد هويات أخرى يمكن أن تكون قائمة على أساس العرق أو الدين أو الجنس أو الطبقة أو الموقع أو عدد من العوامل الأخرى، وعندما تكون مثل هذه الهويات عرضة للتغيير. يعد انعدام الثقة في هياكل الدولة هو أحد مصادر الإحباط، في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وسعت دول مثل قطر والمملكة العربية السعودية إلى معالجة البطالة من خلال خلق فرص عمل داخل القطاع العام، وانخفضت قدرتهم على جلب الناس إلى القطاع العام بسبب النمو الديمغرافي الضخم في منطقة الشرق الأوسط حيث ازداد عدد السكان بنسبة 53٪ بين عامي 1991 و2010. ويسبب الجفاف وغيره من العوامل البيئية هجرة واسعة النطاق من المجتمعات الريفية إلى المراكز الحضرية، مما يشكل تحديات أخرى في جميع أنحاء المنطقة، يشكل السكان الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاما نسبة 28٪ من سكان الشرق الأوسط، ويصل نسبتهم في بعض البلدان العربية إلى 60٪ من الناس دون سن 25 عامًا، يواجهون تحديًّا ومستقبلا غير مؤكد للغاية. ويقدر أن أكثر من 350 مليون شخص سيعيشون في بلدان تعتبر "معرضة للنزاع" بحلول عام 2020، و تشير التقديرات إلى أن هذا العدد سيصل إلى 700 مليون وبحلول عام 2050، تواجه القدرة على تنظيم وحماية الحياة تحديًا متزايدا، يضع تغيير التركيبة الديمغرافية ضغوطا إضافية على هياكل الدولة لتلبية الاحتياجات الأساسية، وتوفير التعليم والرعاية الصحية في عدد من الولايات المختلفة. وقد أكد تقرير التنمية البشرية العربية لعام 2016 بشكل صحيح أن "أحداث الربيع العربي في 2011 كانت نتيجة السياسات العامة على مدى عقود عديدة أدت تدريجيًّا إلى استبعاد قطاعات كبيرة من السكان من الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية"، وقد أثار الكثيرون فكرة فشل الأكاديميين وصانعي السياسات في التنبؤ بالانتفاضات العربية بالرغم من علامات التحذير واضحة، وتغيرت التركيبة الديمغرافية، وأصبح الناس غاضبين على نحو متزايد، مما كان حافزا إلى النزول إلى الشوارع احتجاجا. صعود الغضب ولايعتبر الغضب السبب الوحيد للجوء إلى العنف، كما أنه ليس العامل الوحيد في التسبب في التطرف، ولكنه عامل مهم، يعتبر الغضب هو نتيجة مفهومة لفشل الدول في تلبية الاحتياجات الأساسية، وتركت الدول عشرات الملايين من الشباب في الشرق الأوسط بدون فرصة، ويواجهون مستقبلات قاتمة، تعد هذه الديموغرافية أرضًا خصبة للجذور المتطرفة.