اضطرت قناة "الجزيرة" القطرية لحذف كاريكاتير سبق لها أن نشرته، واعتبره كثيرون في السعودية ومصر إساءة إلى الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس عبد الفتاح السيسي. وفي بيان مقتضب نشرته على موقعها الإلكتروني، قالت القناة: "تم حذف كاريكاتير "أخبار مفبركة" وذلك نظرا للغط الذي أثاره، وتؤكد الجزيرة أنها لم تقصد بأي حال الإساءة لخادم الحرمين الشريفين، وما حدث من ربط لدى البعض هو اصطياد في الماء العكر". وسبق لكاريكاتير "أخبار مفبركة" أن انتشر كالنار في الهشيم بين المغردين من السعودية ودول أخرى، بعد أيام من تصعيد نبرة الخطاب الإعلامي وتبادل الاتهامات بين الإعلاميين القطري والسعودي على خلفية تصريحات منسوبة لأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، قالت وكالة الأنباء القطرية إنها تعرضت لعملية اختراق. ومن اللافت أن رسوم كاريكاترية قطرية تأتي على رسوم مماثلة كثيرة نشرت في وسائل إعلام سعودية تسخر من الدفء في العلاقات بين أمير قطر والقيادة الإيرانية وتتهم الدوحة وقناة الجزيرة بتمويل الإرهاب. أما الرسم الكاريكاتيري الجديد، فاعتبره المغردون تجاوزا "للخطوط الحمراء"، وأطلقوا هاشتاج بعنوان: "قناة الجزيرة تسيء للملك سلمان". وعلى موقع "تويتر"، الذي يجمع ملايين السعوديين، انضم عدد كبير من المغردين إلى الوسم "قناة الجزيرة تسيء للملك سلمان" للتعبير عن رفضهم للكاريكاتير، موجهين مزيدًا من الانتقادات اللاذعة لقناة الجزيرة. واعتبر كثير من السعوديين أن نشر الرسم الكاريكاتيري المسيء للملك سلمان خروجً عن القواعد والخطوط الحمراء المتبعة التي يجب الالتزام بها وأن هذه الخطوة لن تمر من دون رد مناسب. وقال الأمير والأكاديمي السعودي خالد آل سعود، معلقًا على نشر الرسم: "شُلَّت أيدي كُل من يُسيء لإمام المسلمين، وخادم الحرمين الشريفين"، كما انضم إلى الحملة الداعية الإماراتي المعروف وسيم يوسف. وتعيد هذه الحملة، نظرا لشراسة الهجوم على قناة الجزيرة، إلى الأذهان ردود الأفعال التي أثارتها رسوم مسيئة للنبي محمد نشرت في مجلة "شارلي إبدو" الفرنسية، إذ تحولت ردود الأفعال تلك في نهاية المطاف إلى مظاهرات حاشدة في العديد من الدول الإسلامية وأعمال عنف تسببت بسقوط ضحايا. وقال وزير خارجية الإمارات أنور قرقاش، في سلسلة تغريدات على حسابه في "تويتر" إن الخليج يمر ب"أزمة حادة" واقترح أن يكون الحل بين الأشقاء بالصدق في النوايا والالتزام بالتعهدات.