بعد تهديد عدد من قيادات تنظيم الجهاد بوجود خطط لاغتيال الرئيس السابق حسنى مبارك حال تبرئته من تهم قتل شهداء الثورة، بالإضافة إلى تهديدهم بإسقاط الرئيس مرسى من الحكم لفشله فى إدارة البلاد، وسعى فقط لإرضاء جماعة الإخوان المسلمين، أكد عدد من الخبراء الاستراتيجيين على أهمية التعامل مع مثل هذه التهديدات بشكل جدى متوقعين تنفيذها بالفعل. قال الخبير الاستراتيجى، اللواء حسام سويلم: إنه يجب أخذ هذه التهديدات على محمل الجد، موضحًا أن التنظيم قادر على اختراق الثغرات الأمنية الموجودة فى أى نظام حراسة، كما أن وجود تصريحات لقياداته عن خطط لاغتيال، يعنى أن هذه الخطط موجودة بالفعل، ويمكن تنفيذها فى أى وقت. وعن تهديد تنظيم الجهاد بإسقاط حكم الرئيس مرسى باعتباره لم يطبق الشريعة، قال سويلم: إن التنظيم يمتلك قوة عسكرية، بدليل العمليات التى يقومون بها فى سيناء، إلا أن هذه القوة غير قادرة على الدخول فى مواجهة كبرى مع القوات المسلحة المصرية، حيث إن قلب نظام الحكم لا يتم إلا بدعم القوات المسلحة. وأشار الخبير الاستراتيجى، اللواء عاصم جنيدى، إلى أن هذه التهديدات متصلة مع تصريحات القيادى الإخوانى محمد البلتاجى الذى دعا فيها للاستعداد بسبب قرب حصول مبارك على البراءة، حيث أوضح أن هذه التصريحات كانت أشبه بتحفيز بعض المغيبين الذين يعتقدون فى قتل الرئيس السابق نوعًا من الجهاد. وأوضح أن أجهزة كشف المعلومات ترصد هذه التنظيمات الجهادية، إلا أن الأمر لا يخلو من الثغرات الأمنية التى تمكنهم من تنفيذ مخطط الاغتيال، كما سبق لهم وقتلوا الرئيس السادات، خاصة أن الاغتيالات هى جزء من عرفهم. وتابع: إن مثل هذه الجماعات غير قادرة على إسقاط نظام مرسى بمفردها، إلا أنهم قد يلجئون إلى التفجيرات وعمليات الاغتيالات، مؤكدًا أن الحكومة تأخذ تهديداتهم على محمل الجد، بدليل زيادة أعداد الحراسات على الوزراء. فيما قال اللواء علاء عز الدين؛ مدير مركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة سابقا: إن التهديدات تعود بنا إلى العنف المضاد الذى كانت تقوم به التنظيمات الجهادية فى الثمانينات، مشيرًا إلى أن تنظيم الجهاد يستطيع تنفيذ اغتيالات سياسية لأى شخصية فى أى وقت؛ لأنه من الوارد دائمًا اختراق نظم الحراسة، وبخاصة للرئيس السابق وأسرته بسبب تخفيف الحراسة عليهم. وأكد على أهمية أخذ مثل هذه التهديدات على محمل الجد، والتعامل معها عن طريق تشديد الحراسات على الوزراء والشخصيات الهامة، خاصة فى ظل القصور والانفلات الأمنى فى الشارع، والذى يتيح للعناصر الإجرامية سهولة التحرك. وأضاف: إن أى محاولة للانقلاب على الرئيس الحالى من قبل مثل هذه التنظيمات لن تنجح؛ لأن المصريين أدركوا أن الدعوة لإسقاط النظام تكون من خلال الاحتكام لصندوق الانتخابات وليس بالعنف. فى حين قال اللواء عبد المنعم كاطو؛ الخبير الاستراتيجى، إنه لا يعترف بوجود ما يسمى "تنظيم الجهاد"، معتبرًا أن وجوده غير شرعى، مشيرًا إلى أن التهديدات التى أطلقها بعض القيادات فى التنظيم بشأن اغتيال مبارك حال حصوله على البراءة سببها حالة الانفلات الأمنى وعدم السيطرة على مطلقى مثل هذه التصريحات. واعتبر أن هذه التهديدات غير مسموح بها فى أى حال، حيث طالب بمحاسبة مطلقيها وتقديمهم للمحاكمة بتهم الإضرار بالأمن القومى وتهديد السلام الاجتماعى، بما يمنع الاستثمارات فى مصر. وتابع كاطو مؤكدًا: إن القوات المسلحة وأجهزة المخابرات ترصد جميع التنظيمات الجهادية بشكل دقيق، حيث إنها قادرة على مواجهتها. كما اعتبر الخبير الاستراتيجى، اللواء طلعت مسلم، أن هذه التهديدات نتيجة لحالة التعصب والتشدد التى سادت فى الفترة الأخيرة، خاصة بعد تولى الدكتور مرسى رئاسة الجمهورية. وأشار إلى أن احتمال تنفيذ هذه التهديدات قائم بالفعل، خاصة فى ظل غياب المعلومات المؤكدة عن أعداد عناصر مثل هذه التنظيمات وتسليحها، بالإضافة إلى كثرة عدد الأسلحة التى دخلت إلى مصر نتيجة الانفلات الأمنى بعد الثورة. وتابع مسلم مؤكدًا: إن هذه العناصر غير قادرة على الدخول فى أى مواجهة مباشرة مع القوات المسلحة التى تتصدى لها وترصد تحركاتها، مشيرًا إلى أن كل ما يمكنهم فعله هو القيام ببعض العمليات المنفردة فى عدة أماكن، مستغلين فى ذلك عدم قدرة الجيش على التواجد فى كل المواقع بنفس الاستعداد.