عمرو درويش: موازنة 2025 الأضخم في تاريخ الدولة المصرية    جامعة بني سويف في المركز 944 عالمياً والعاشر محلياً طبقاً لتصنيف RUR    وزير التعليم العالي: الجامعات الأهلية تمتلك زخمًا من الخبرات الأكاديمية    رئيس جامعة طنطا يتفقد الامتحانات بمركز الاختبارات الإلكترونية بالمجمع الطبي    مركز طبي ومزرعة بحثية.. رئيس جامعة الإسكندرية يتفقد المنشآت الجديدة بفرع تشاد (صور)    «الخشت» يطمئن على سير الامتحانات وأعمال الكنترولات بكليات جامعة القاهرة| صور    ارتفاع أسعار الحديد والأسمنت اليوم الاثنين (موقع رسمي)    البحيرة تبحث الاستفادة من أصول مصنع التغذية المدرسية    3.5 مليار جنيه.. وزير النقل يستعرض موازنة شركة دمياط لتداول الحاويات 2024-2025    لليوم الثالث.. التموين تواصل صرف مقررات يونيو والسكر ب 12.60 جنيه    وزير الإسكان يشدد على تسليم الوحدات السكنية للعملاء المقبولين في موعدها    حسام هيبة: «رؤية مصر 2030» مُصممة للحماية من المخاطر المستقبلية    القناة ال14 الإسرائيلية: صفقة تبادل الأسرى ستتوقف بعد المرحلة الأولى    شكري: الحرب على غزة تعرض المنطقة للفوضى    بعد انسحاب قوات الاحتلال.. فلسطينيون يرون كيف أصبح حال مخيم جباليا    ألمانيا تستضيف تدريبات جوية لقوات الناتو    فرق الإنقاذ الألمانية تواصل البحث عن رجل إطفاء في عداد المفقودين في الفيضانات    كوريا الجنوبية تعلق اتفاقية خفض التوتر مع نظيرتها الشمالية    الرئيس الأوكراني يوجه الشكر للفلبين لدعم قمة سلام مقبلة في سويسرا    المؤتمر: الأمن القومي المصري خط أحمر ودعم القضية الفلسطينية رسائل الحوار الوطني    "أبيض من جوا".. تركي آل الشيخ يوجه رسالة ل أفشة    "ما حدث مصيبة".. تعليق ناري من ميدو على استدعائه للتحقيق لهذا السبب    التشكيل المتوقع لودية ألمانيا وأوكرانيا ضمن استعدادات يورو 2024    إصابة شخصين إثر انقلاب دراجة نارية في مدينة 6 أكتوبر    لطلاب الثانوية العامة 2024.. شاهد المراجعة النهائية للجيولوجيا والعلوم البيئية    الحماية المدنية تنقذ مركز شباب المنيب من حريق ضخم    فرحة بين طلاب العلمي بالثانوية الأزهرية 2024 لسهولة امتحان القرآن    تعليم القاهرة: التظلمات على نتيجة الشهادة الإعدادية مستمرة 15 يوما    لماذا رفض الروائى العالمى ماركيز تقديم انتوني كوين لشخصية الكولونيل أورليانو في رواية "100 عام من العزلة"؟ اعرف القصة    صديق سمير صبري: سميرة أحمد كانت تزوره يوميا والراحل كان كريماً للغاية ويفعل الخير بشكل مستمر    بسبب وفاة والدة محمود الليثي.. مطربون أجلوا طرح أغانيهم    وزير الصحة يستقبل مدير المركز الأفريقي لمكافحة الأمراض لتعزيز التعاون    فحص 1600 مواطنا في قافلة طبية في بني سويف    علقت نفسها في المروحة.. سيدة تتخلص من حياتها بسوهاج    رئيس البعثة الطبية للحج: جاهزون لاستقبال الحجاج وفيديوهات إرشادية للتوعية    شوبير يكشف مصير ديانج وكريستو فى الانتقالات الصيفية    النقل تناشد المواطنين المشاركة في التوعية من مخاطر ظاهرة رشق الأطفال للقطارات بالحجارة    تأييد الحكم بحبس مدير حملة أحمد طنطاوي    المكتب الإعلامى الحكومى بغزة: أكثر من 3500 طفل معرضون للموت بسبب سياسات التجويع    فيلم «التابعي.. أمير الصحافة» على شاشة قناة الوثائقية قريبًا    هل يجوز ذبح الأضحية ثاني يوم العيد؟.. «الإفتاء» توضح المواقيت الصحيحة    البورصة تستهل الجلسة الصباحية بتراجع جماعى لمؤشراتها    ليكيب: ريال مدريد سيعلن عن التعاقد مع مبابي اليوم الإثنين    شوبير عبر برنامجه : عبد المنعم رفض مد تعاقده مع الأهلي .. وصراع الوكلاء يهدد صفقة عطية الله .. والوكرة القطري لم يقدم عرضاً لضم أليو ديانج    وزير الصحة: نفذنا 1214 مشروعا قوميا بتكلفة تقترب من 145 مليار جنيه    أول تعليق من التعليم على زيادة مصروفات المدارس الخاصة بنسبة 100 ٪    تحرك من الزمالك للمطالبة بحق رعاية إمام عاشور من الأهلي    شرف عظيم إني شاركت في مسلسل رأفت الهجان..أبرز تصريحات أحمد ماهر في برنامج "واحد من الناس"    كيفية حصول نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 بني سويف    أحداث شهدها الوسط الفني خلال ال24 ساعة الماضية.. شائعة مرض وحريق وحادث    فضل صيام العشر الأوائل من ذي الحجة وفقا لما جاء في الكتاب والسنة النبوية    «رئاسة الحرمين» توضح أهم الأعمال المستحبة للحجاج عند دخول المسجد الحرام    محمد الباز ل«بين السطور»: «المتحدة» لديها مهمة في عمق الأمن القومي المصري    وزير الصحة: تكليف مباشر من الرئيس السيسي لعلاج الأشقاء الفلسطينيين    أفشة: كولر خالف وعده لي.. وفايلر أفضل مدرب رأيته في الأهلي    دعاء في جوف الليل: اللهم افتح علينا من خزائن فضلك ورحمتك ما تثبت به الإيمان في قلوبنا    مصرع 5 أشخاص وإصابة 14 آخرين في حادث تصادم سيارتين بقنا    الإفتاء تكشف عن تحذير النبي من استباحة أعراض الناس: من أشنع الذنوب إثمًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وصلتنى «رسائل شماتة» في رحيلى.. وجامعة القاهرة مستهدفة من التيارات المتطرفة

لن أحتفظ بمكتب داخل كلية الحقوق.. وسأتنازل عن الحراسة الخاصة
سأرحل تاركا 2 مليار جنيه في الخزينة.. وتنازلت عن نصف مليون جنيه بدلات سنوية
قضيت على مظاهر العنف في الحرم الجامعي.. وحاربت طيور الظلام بنشر الثقافة والفنون
ليست لى أي سلطة في اختيار الرئيس القادم.. وأحد المتطرفين قال لي: «هتلبس البيجامة وهنرجع تانى الجامعة»
4 سنوات قضاها الدكتور جابر نصار على رأس جامعة القاهرة، نجح خلالها في استعادة رونق الجامعة، ووضعها في مكانها الطبيعى منارةً تعليمية وتنويرية، خاض معارك عديدة انتصر في أغلبها، وواجه بصدر مفتوح تيارات الإسلام السياسي التي كانت تشعل الحرم الجامعى بمظاهرات العنف، وخلال فترة وجيزة للغاية كانت الأوضاع داخل الجامعة تأخذ طريقها نحو الاستقرار. لم يكتف نصار بما حققه من نجاحات على المستوى التعليمى والتنويرى للجامعة، واقتحم "عش الدبابير" ونجح في القضاء على بؤر الفساد ومواجهة الفاسدين، ولم يخشَ الدخول في مواجهات وصدامات حادة مع أغلب وزراء التعليم العالى الذين تناوبوا على الوزارة خلال فترة رئاسته للجامعة.
نصار فتح قلبه ل"فيتو" قبل أيام من رحيله عن مهام منصبه رئيسا للجامعة، وقدم كشف حساب للأربع سنوات التي قاد فيها واحدة من أعرق الجامعات في الشرق الأوسط وإلى نص الحوار:
في البداية حدثنا عن اكتشاف جامعة القاهرة الفريد من نوعه لمقبرة أثرية في المنيا؟
في الحقيقة الجامعة رصدت جميع التمويلات للملفات البحثية، والتي من ضمنها مشروعات الحفائر، وهو نشاط له منتج علمي، كانت ميزانية الحفائر محدودة، وتقدر بمئات الجنيهات وارتفعت ميزانية الحفائر في عام 2013 مع تولينا منصب رئيس الجامعة إلى 3 ملايين جنيه، ونظمت كلية الآثار أكثر من بعثة استكشافية أثرية منها بعثة الدكتور علاء العجيزي، وكانت البعثات الجامعية في منطقة الأقصر وسقارة وصان الحجر، وهذا الاكتشاف الأخير قاده الدكتور صلاح الخولي، ولم تتأخر جامعة القاهرة في الإنفاق على هذه الاكتشافات، وشارك في مؤتمر اكتشاف مقبرة المنيا خمسة سفراء ووزارة الآثار.
ما أكثر ما يميز هذا الاكتشاف؟
هذا الاكتشاف استغرق أقل من شهرين، وتعاونت فيه كلية الآثار مع قسم جيوفيزياء بكلية العلوم، كما أن تطوير معامل علوم الجيوفيزياء ساهم في سرعة الكشف، فقد حددت وزارة الآثار لبعثة الجامعة 30 فدانا للبحث والتنقيب، وأجرى قسم جيوفيزياء مسحا على الجزء المحدد حتى اكتشف وجود مقبرة، وحدد مكان الحفر بالأجهزة العلمية الحديثة، وعثر فريق كلية الآثار على المقبرة بعد 4 أسابيع فقط.
وتعد هذه المقبرة من النوع النادر، وتضم 12 مومياء، وتوجد مقبرة شبيهة لها بالإسكندرية، وهى مقبرة منحوتة تعود إلى الحقبة اليونانية والرومانية وهى مقبرة الإله جيحوتي، وللصدفة العظيمة فإن الإله جيحوتى هو رمز الجامعة، وهو إله العلم، وقد اكتشف أول حفريات له الدكتور الأثرى ورائد كلية الآثار سامى جبر.
ما دور وزارة الآثار في هذا الاكتشاف الأثرى الذي حققته جامعة القاهرة؟
بعد اكتشاف البعثة للمومياوات، أخطر مفتشو الآثار الوزارة بهذا الاكتشاف، ويسجل الاكتشاف باسم جامعة القاهرة، وتنقل الحيازة إلى الجامعة، وتمتلك جامعة القاهرة بالفعل آثارا في متحف الجامعة، كما تمتلك مخازن في سقارة وتونا الجبل، بالإضافة إلى أننا نفكر في تخصيص جناح عرض في المتحف الكبير لجامعة القاهرة.
ما مصير مشروع منطقة البيرة؟
خططت الجامعة لإنشاء مشروع أثرى في منطقة البيرة منذ سنين، وإنشاء متحف به، إلا أن البيروقراطية أعاقت ذلك بسبب عدم إصدار التراخيص، فأنا أؤمن أن مصر تسابق الزمن كما قال الرئيس عبد الفتاح السيسي.
ممن كنت تخاف عندما قررت عدم الترشح لمرة ثانية في رئاسة الجامعة؟
لم أخشَ أحدًا بالمرة، لكننى أرى أننى أديت واجبى في الجامعة، وأرى أنه لا بد من ضخ دماء جديدة قادرة على الإدارة والتطوير، كما أن خروجى بعد فترة ثانية سيكون طبيعيا.
وحاولت أن أربط النجاح بمؤسسة وليس بشخص، فالجامعة كانت تعمل بمفردها هذا العام دون تدخل مباشر مني، على عكس 2014 - 2015 كنت أبذل مجهودا في الإصلاح المالى والإداري، وكنت أهاجم في الماضى بدعوى تعريض الجامعة للخطر، بسبب اتهامهم لنا بالتمسك بالسلطة.
فأنا لم أنتفع بالمنصب، بل كان عبئا عليَّ، وكنت أجلس في أقل مكان في مكتب رئيس الجامعة، فأنا لم أتاثر بأبهة المنصب وتعاملت معه ببساطة.
باعتبارك صاحب تجربة ناجحة، هل لك أعداء؟
طبيعي، وأعتقد أن الكثيرين سيسعدون برحيلى عن الجامعة، كما أن الكثيرين غير سعداء بقرارى أيضا، وبعض أساتذة الجامعة كانوا يكتبون مقالات بالصحف ضدي، والآن يناشدوننى الترشح مرة أخرى.
وبعض الناس سيخرجون من جحورهم، ولا أخشاهم، ولا اهتم بمن يأتى بعدي، فلم أتعمد الإضرار بأى شخص، لكن الجامعة ضربت بيد من حديد على الفساد، فلم نكن نعطى أي شخص أي شيء لا يستحقه.
ما الحقوق التي تنازلت عنها كرئيس جامعة؟
تخفيض راتبي، فقد أصبح راتبى ثلث راتب نوابي، فالنائب يحصل على 14 ألف جنيه راتبا، بالإضافة إلى 14 ألف جنيه أخرى مكافأة إشراف على وحداتهم، و10 آلاف جنيه رسوم مجلس التأديب أي ما يعادل 38 ألف جنيه، وقد كان رئيس الجامعة يحصل على 3 جنيهات رسوم عن كل مرة يسجل فيها طالب في التعليم المفتوح، يسجل الطالب الواحد أربع مرات سنويا أي ما يعادل 360 ألف تسجيل بتكلفة مليون و860 ألف جنيه تنازلت عنهم.
وكان رئيس الجامعة يحصل على مكافأة امتحانات من 25 كلية ومعهد، كما يحصل رئيس الجامعة على مكافأة من 50 مركزا إداريا تابعا للجامعة، ومكافأة عن رئاسة إدارة 100 مركز ووحدة بحثية، وهو ما يعادل 500 ألف جنيه بدل اجتماعات، بالإضافة إلى بدل اجتماعات مجلس جامعة القاهرة.
لماذا تنازلت عن حقوقك؟
الفساد كان مستفحلا، لكى نصلح لا بد أن نتجرد، كى لا يقول أحد إننا نحصل على شيء، كنت أدرس مادة القانون الدستورى للسنة الأولى بالتعليم المفتوح، وكنت أحصل على أجر مقابل التدريس والتصحيح كأى أستاذ جامعى آخر، تنازلت عنه كى لا يشك أحد أنى حصلت على هذه الأموال من مكافآت، تنازلت في شهر مارس الماضى عن مكافاة إشرافية 11 شهرا، وقد بلغت 176 ألف جنيه تبرعت بها للطلاب.
ما المعايير التي تحكم مكافآت العمداء؟
في الماضى كان العميد يحصل على مكافآت على حسب كليته، إذا تولى إدارة كلية كبيرة يحصل على 80 ألف جنيه، وإذا تولى كلية صغيرة يحصل على مكافأة محدودة تصل إلى 5 آلاف جنيه فقط، وتدخل مجلس الجامعة ووضع معايير خاصة تحكم مكافآت العمداء، منها أنه لا يوجد عميد بجامعة القاهرة منتدب، وكل عميد بالجامعة يعمل من الصباح إلى نهاية اليوم، كما لا يجوز أن تتجاوز المكافآت الإشرافية ضعف مرتب العميد.
وأصبحت رواتب العمداء تتراوح بين 5 آلاف إلى 12 ألف جنيه، وقد حقق هذا القرار رضا للعمداء كما حافظ على المال العام.
كم يبلغ رصيد الجامعة؟
يمثل التمويل الذاتى ما يزيد على 40% من دخل الجامعية، وحصلت الجامعة على 60% من التمويل الذاتى من الإصلاح الإداري، والذي حافظ على أموالها، وبلغ الرصيد في مارس الماضى نحو مليار و842 مليون جنيه، من المتوقع أن يصل في 30 يونيو القادم إلى 2 مليار جنيه، بالإضافة إلى أن الجامعة لم تتوقف عن الإنفاق على برامجها ومشروعاتها.
ماذا تركت لرئيس الجامعة القادم؟
تركت لرئيس الجامعة القادم جامعة متألقة في كل الملفات ابتداء من التصنيف الدولي، فقد كانت الجامعة في التصنيف الدولى Qs وقت أن توليت إدارتها في المركز 1860، أصبحت في المركز 501، كما كانت في التصنيف الصينى 472 أصبحت في المركز 401.
وكانت هناك ثلاثة برامج معتمدة، أصبحت الآن 11 برنامجا معتمدا، و5 قطاعات معتمدة، وكانت هناك خمس كليات معتمدة، أصبحت الآن 16 كلية، وهناك ثلاث كليات أخرى على وشك الحصول على الجودة هي: كلية إعلام، وكلية دار علوم، وكلية الآداب، ليتبقى فقط كلية حقوق، وأربعة معاهد دراسات عليا غير معتمدة من هيئة الجودة.
كانت الجامعة قنبلة موقوتة بسبب العنف والإرهاب، أصبحت الآن بلا مظاهرات، فمنذ أبريل 2015 لم يحدث تجمع معادٍ للجامعة، ولا توجد أي حالة عنف.
ما الشروط التي يجب توافرها في رئيس الجامعة القادم؟
ليس لى سلطة في اختيار رئيس الجامعة القادم، ولكن كل ما أتمناه أن يأتى رئيس يحافظ على جامعة القاهرة ناجحة وينمى هذا النجاح، وسأكون أسعد الناس حينما ينجح ويتفوق عليَّ أيضا، لأن ذلك سيكون في صالح المنظومة والجامعة.
وأوصى رئيس الجامعة القادم خيرا بملف التطرف، فإن مواجهة الفكر المتطرف وآليات صناعته في جامعة القاهرة قد نجحنا فيها بدرجة لم تكن متصورة، وأتت بنتائج مذهلة، وهذا ناتج عن رؤية وآليات ومتابعة، فإذا اختلت الرؤية، وضعفت الآليات، وغابت المتابعة، عادت جامعة القاهرة إلى ما كانت عليه، وإلى ساحة للمولوتوف والقتل.
كما أوصيه أيضا بالمنظومة الثقافية، فقد تحولت مسابقة "اقرأ" إلى مؤسسة "اقرأ"، وبعد إنشاء "دوار القراءة" فكر الطلاب وأبدعوا وأقاموا حلقات لتعليم الموسيقى والرسم، لذا فإن المنتفع أساسا من الحفاظ على دوران هذه الآلة الثقافية هو الدولة المصرية وجامعة القاهرة.
وأؤكد لك أن تيارات التطرف متربصة بجامعة القاهرة، وتعتقد أن مشكلتها في وجود جابر نصار، فما أن يختفى جابر نصار تستطيع أن تفتح على الجامعة جبهتها، ولا أخفيك سرًّا أن هناك رسائل شماتة وسرور تأتى لى على الهاتف و"الواتس" من أمراء التطرف تؤكد ذلك، وتعبر عن فرحتهم بعدم ترشحى للمرة الثانية لرئاسة الجامعة، فإن صناعة العقل والفكر المتطرف تتم بآليات، ويضخ فيها أموال أكثر مما يتوقعه الجميع، فجاءنى في تعبير إحدى الرسائل من أحد أمراء التطرف السلفيين بالنص: "مبروك علينا إن إنت هتلبس البيجامة واحنا هنرجع الجامعة".
هل حياتك معرضة للخطر، وستطلب التمسك بالحراسة بعد انتهاء فترة رئاستك لجامعة القاهرة؟
لن أتمسك بأية حراسات، فهى لا تمثل لى أكثر من 40% من اليوم، وبعد ذلك أتحرك بمنتهى الحرية، فأنا رجل مؤمن بالقدر، ومؤمن بأن ما قُدِّر لك سيصيبك، وما لم يقدر لك لن يصيبك، فعندما أصيب ابنى داخل الجامعة، ونقل إلى المستشفى في حالة خطيرة، ودخل إلى العمليات، لم أترك الجامعة إلا بعد خروج آخر طالب منها، فلم يستدل على الفاعل، ولكنى لم يشغلنى أبدا أمر شخصي، وفى أول أغسطس سأعود إلى عملى كأستاذ بكلية الحقوق ورئيس جامعة القاهرة السابق.
ما موقفك إذا عُرض عليك منصب آخر بعد انتهاء فترة رئاستك للجامعة؟ هل ستوافق أم ترفض؟
هذا سيكون على حسب قناعاتي، فالمنصب ليس غايتي، وأعتقد أنه إذا كان هناك ما يمكن أن أؤدى فيه بذات الدرجة التي نجحت فيها في جامعة القاهرة فيجوز أن أقبل، ولكن الكثير من المناصب لا تكفل آليات نجاحها، فلا بد أن يُعاد النظر في منظومة الإصلاح الإداري.
ما السبب الرئيسى في الخلاف بينك وبين بعض وزراء التعليم العالي؟
لقد عاصرت ستة وزراء، فكانت إشكالية رئيس جامعة القاهرة أن الوزير لا يوافق على قراراته في الوقت الذي لا يملك فيه الوزير أن يوافق أو لا يوافق؛ لأن الجامعة مستقلة، وتمارس سلطاتها باستقلال، ونحن مارسنا سلطاتنا بطريقة علمية منضبطة ومؤثرة، فلم نكن نتخذ قرارات ل«الشو"، لأن المحصلة النهائية أثبتت نجاح تلك القرارات، فأنا موقن تماما أننى إذا لم أنجح في إدارة جامعة القاهرة بالأسلوب الذي كنت أتبعه لكانت عُلقت لى المشانق، فقد كنت أعمل ووزير التعليم العالى ضدى علنا.
أنا اختلفت مع الدكتور حسام عيسى، رغم أنه كان صديق العمر، واختلفت كذلك مع الدكتور وائل الدجوي، رغم أنه كان مستشارا للشئون الهندسية، وأيضا اختلفت مع الدكتور سيد عبد الخالق، رغم أننى من الذين رشحوه لرئيس الوزراء، وخلافى مع "الشيحي" كان أوسع، وأشهد أن الوزير الجديد الدكتور خالد عبد الغفار هو وزير تصالحى وليس تصادميا، ولم يتدخل في شئون الجامعة منذ جاء، وأكد على دعمه للجامعة، ولذلك فإن الجامعة تدعمه في كل الملفات، إذن فالمشكلة هنا ليست في جابر نصار.
ماذا عن دور جامعة القاهرة في خدمة المجتمع؟
أنا أكثر رئيس جامعة مؤمن بدور الجامعة المجتمعي، فنحن نبنى مدارس في سيناء، ونعمل في العشوائيات، وسوف نعلن خلال الأيام القليلة القادمة عن بناء مدرستين تجريبيتين في الجيزة، حيث قام محافظ الجيزة بتجهيز الأرض، وسنقوم نحن بالبناء، بتكلفة 40 مليون جنيه، وسنشارك في تطوير معهد إعداد القادة، واقترحت على وزير التعليم العالى أن ننشئ مسرحا في معهد القادة، وإذا كان موجودا نجدده.
ما خطة عمل مبنى الخدمات الطلابية الجديد الذي أعلنت عن افتتاحه في الفترة المقبلة؟
سيتم افتتاح المبنى الشهر الجاري، وسيكون من المشروعات المهمة جدا، فأولا سيقضى على العشوائية الموجودة في الكافيتريات، وهذا المنظر البشع الذي لا يوجد في أي جامعة في العالم، فيوجد في الجامعة نحو 13 أو 14 كافتيريا، سيتيح مركز الخدمات 37 محلا، وسنغلق كافة الكافيتريات غير الملحقة بمبانى الكليات، وسيكون هناك مواصفات خاصة للكافتيريات التي ستعمل في المركز، فالطعام سيكون سابق الإعداد في الخارج ومغلفا ويأتى على التسخين والتحضير فقط.
ونحن لم نقم بعد بإعداد الكراسة والمزاد، ولا نعرف حتى الآن من سيأتى في تلك المحال، ولكن هناك اشتراطات، فالدور الأرضى كله سيكون للمطاعم والكافيتريات، والدور الثانى سيكون لمحال الخدمات، كتصوير الورق، والموبايلات، والإكسسوارات، والمكتبات، إلخ.
وسيتواجد في الدور الأرضى مكتب للصحة العامة والمراقبة الإدارية، ويوجد به أطباء على مدار 24 ساعة، لمراقبة جودة الأغذية، فالنظام النمطى للأغذية بالمبنى لن تكون مثل الموجودة حاليا، ولكنها ستخضع لمواصفات معينة، بحيث يكون الطعام سابق التجهيز، وبالنسبة للأقاويل المتداولة عن وجود محال كشرى أو طعمية فهذا حديث غير صحيح بالمرة "واللى عايز ياكل فول وكشرى وطعمية والحاجات دى يخرج بره".
هناك عدد من موظفى معهد الإحصاء اشتكوا من عدم تعيينهم على الرغم من أن مدة عملهم تجاوزت الخمس سنوات، فما تفسيرك لذلك؟
هؤلاء يسمون "موظفى السراكي"، وهذا كان بابا من أبواب الفساد الموجود في الجامعة، وكان يحضر هؤلاء الموظفين العميد مثلا أو الوكيل، ويخبرونهم بأنهم يعملون بشكل مؤقت براتب قليل حتى يتم تعيينهم، فكان يأتى هؤلاء الموظفون ويمضون الحضور والانصراف في الكشوفات ولا يقومون بأى عمل في الجامعة.
فنحن أمام مشكلة حقيقية؛ لأن أغلب هذه الوظائف لا تحتاجها الدولة، وأغلبها وظائف كتابية، والآن أنا لا أحتاج الوظائف الكتابية، فعلى سبيل المثال، معهد الدراسات الأفريقية لا يحتاج سوى 10 موظفين؛ ولكن به الآن أكثر من 70 موظفا على "السراكي".
كل رئيس جامعة يكون له مكتب مخصص في كليته، فهل ستنشئ لك مكتبك الخاص داخل الكلية؟
أنا ليس لدى مكتب، وسأذهب لإعطاء محاضرتي، وأجلس في أي حجرة مع أساتذة القسم، كما كنت أفعل قبل أن أصبح رئيسا للجامعة، كما أننى لم أغير في مكتب رئيس الجامعة شيئا.
في 2018 ستكون هناك الانتخابات الرئاسية، فهل ترى أن نعطى الرئيس السيسي فرصة أخرى؟
بالطبع، فهذا الرجل تولى قيادة مصر في فترة صعبة جدا غامر فيها بحياته، ووقف ضد الطوفان، وكانت لديه القدرة على فتح ملفات واتخاذ قرارات قوية وشجاعة وجريئة لم يجرؤ أحد أن يتخذها من قبل، مثل ملف الدعم، وملف الأسعار، وعلى الرغم من وجود صعوبة لدى بعض فئات الشعب يجب أن تلتفت لها الحكومة، وتعالجها بمنظومة دعم للفقراء وللمجتمع، إلا أننى أعتقد أن الرئيس السيسي قائد تاريخى لمصر، كما أن المرحلة الحالية ظلمته، فقد تولى المسئولية في ظروف بالغة الصعوبة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.