قال خبراء في الجريمة الإلكترونية، أمس الأربعاء، إن هجوما جديدا "أكثر تكتما" يستهدف حاليا مئات آلاف الحواسب في العالم بهدف جمع أموال افتراضية دون علم المستخدمين، مشيرين إلى أنه يستغل نقطة الضعف التي استخدمها الهجوم الأول. وكان هجوم إلكتروني غير مسبوق وقع الجمعة الماضية، استهدف أكثر من 200 ألف حاسوب في 150 بلدا، واستخدم فيروس الفدية "واناكاري". وقال الباحث نيكولا جودييه الخبير في الجريمة الإلكترونية في شركة الأمن المعلوماتي بروفبوينت،:«إن الباحثين في الشركة اكتشفوا هجوما جديدا على صلة بدودة واناكراي، يسمى أديلكوز»، وفق "فرانس برس". وأوضحت الشركة أن أعراض الهجوم بالنسبة للمستخدم تتمثل في تباطؤ أداء الحاسوب، مرجحة أن الهجوم بدأ في 2 مايو أو حتى 24 أبريل ولا يزال مستمرا، وأنها رصدت حواسب دفعت ما يوازي آلاف الدولارات "دون علم مستخدميها". ويستخدم الفيروس الجديد القادر على التواري بشكل أفضل ولغايات مختلفة، أدوات القرصنة التي كشفت عنها أخيرا وكالة الأمن القومي الأمريكي ونقاط الضعف التي صححتها شركة "مايكروسوفت". وأضاف روبير هولمز المسئول في الشركة ذاتها "لا نعرف حتى الآن حجم الأضرار، لكن مئات آلاف الحواسب" قد تكون تضررت، مؤكدا أن الهجوم "أوسع نطاقا" من هجوم "واناكراي". ويتسلل هذا البرنامج الخبيث إلى حواسب ضعيفة بسبب الخلل ذاته في نظام "ويندوز" الذي استخدمه "واناكراي"، الذي كشفت عنه الوكالة الأمريكية، لكنه تسرب عبر الإنترنت في أبريل. وبعد اختراقه الحواسب وتوغله فيها، ينتج البرنامج الخبيث وبشكل خفي وحدات من عملة افتراضية لا يمكن تتبعها أطلق عليها "مونيرو"، شبيهة بعملة "بيتكوين". ويتم استخراج المعلومات التي تتيح استخدام هذه الأرباح وإرسالها إلى عناوين مشفرة. وأضاف جودييه "بالرغم من أنه أكثر تكتما وليست لديه واجهة تظهر للمستخدم، فإن هجوم "أديلكوز" يدر عائدات أكبر على قراصنة الإنترنت. فيحول المستخدمين المتضررين دون إرادتهم إلى مشاركين في تمويل مهاجميهم".