مؤسس الحزب: المصريون شعب أصيل وقادر على ممارسة الديمقراطية ولن نتعلم إلا بالمحاولة والخطأ أعداد غفيرة من أعضاء حزب المصريين الأحرار استقبلها قصر محمد محمود باشا بوسط العاصمة، عاقدين العزم على إعادة قيمة ومكانة كيان آمنوا به وبمبادئه السامية، كان الجميع على قلب رجل واحد، بمختلف شرائحهم الاجتماعية، وتنوعاتهم الثقافية، الأمر الذي أعطى للمشهد ثراءً ومصداقية، وبمنتهى التحضر بدأ اليوم الانتخابي، والتزم الحضور بالقواعد القانونية للاقتراع. وفي لافتة معبرة عن المرحلة التي يتجه إليها حزب المصريين الأحرار نحو تصحيح المسار، حرر الحزب الحمائم الثلاث المتشابكة داخل التصميم الخاص بشعاره، كرمزية واضحة لمبادئ المصريين الأحرار، أهم الأحزاب الليبرالية الديمقراطية في مصر، والذي اتخذ من الحرية اسمًا وهدفًا له. وبينما كان أعضاء الجمعية العمومية لحزب المصريين الأحرار ينتظرون اكتمال النصاب القانوني للبدء في عملية التصويت، حضر مؤسس الحزب المهندس نجيب ساويرس، الذي آمن بالثورة وبشبابها وأيقن أن ضميره الوطني يحتم عليه تأسيس كيان ديمقراطي يصبح وعاءً ينصهر داخل بوتقته ثوار مصر وأبطالها ليشارك أعضاء العمومية في فرحتهم يوم تصحيح المسار. «ساويرس» رجل الأعمال الوطنى، ظهر ببساطة أبهرت من لم يعرفوه عن قرب من أعضاء الحزب، ووجه تحيته بكلمات ذهبية لكل المخلصين من أبناء الحزب قائلا: "الشعب المصري يثبت يومًا بعد الآخر أنه شعب أصيل، وقادر على الممارسة الحزبية والديمقراطية، وسؤالي لمن يقول إن شعب مصر ليس مستعدا للديمقراطية: متى يستعد؟!.. علينا أن نحاول ونجرب ونخطئ حتى نصل لأعلى درجات الديمقراطية". وبمجرد انتهائه من كلمته رحب الآلاف من أعضاء الجمعية العمومية بمؤسس الحزب بعبارات الدعم والمساندة والترحيب فمنهم من ارتفع صوته مرددًا «الشرعية هي نجيب» وآخر يتبعه «أنت الأصل يا نجيب»، «سيد الكل يا ساويرس»، ليهتف الجميع «انتصرنا انتصرنا». ولم يكن «ساويرس» وحده من حرص على المشاركة في ذلك اليوم التاريخي وإنما كان الدكتور أسامة الغزالي حرب، الكاتب الصحفي والسياسي البارز، في طليعة من حرصوا على المشاركة مؤكدا أن الحضور الكثيف لأعضاء حزب المصريين الأحرار في انتخابات الهيئة العليا منع تدمير التجربة الديمقراطية الحقيقية في الحزب وقال في كلمته: "عدنا اليوم لاستعادة حزب المصريين الأحرار، اللبنة الحقيقية للاتجاه نحو نظام حزبي وديمقراطي"، مضيفا: "أنتم الآن تصنعون تاريخًا لمصر.. إنها اللحظة الحزبية التي نحتاج إليها، حتى نصبح أكثر تقدمًا وديمقراطية". فيما أكد الدكتور صلاح فضل، رئيس مجلس أمناء حزب المصريين الأحرار، أن أعضاء الحزب شاركوا في انتخابات الهيئة العليا لتصحيح المسار بعد اختطاف الحزب، قائلا: «مركبة الديمقراطية ليس لها عجل تسير عليه سوى الأحزاب». أجواء استثنائية، ترقب فيها الجميع من المهتمين بالشأن السياسي المصري، الصحوة الجديدة للحزب، بعد غفوته التي تعرض لها لفترة قليلة وتصدى لها كل الأمناء الناصحون، حتى اكتمل العرس مع نهاية اليوم، وكلل بإعلان المستشار جميل برسوم، رئيس اللجنة المشرفة على الانتخابات، الدكتور محمود العلايلي، رئيسًا شرعيًا للحزب بالتزكية نظرًا لعدم وجود منافس له على هذا المقعد، وأحمد سامر، أمينًا عاما. ماراثون انتخابي أهم ما ميزه الالتزام بمعايير النزاهة والشفافية، والمنافسة الشريفة بين 192عضوًا، اختارت الجمعية العمومية منهم 50 عضوا فقط للهيئة العليا، بينهم برلمانيون حاليون وسابقون، وأجريت انتخابات تصحيح المسار تحت رقابة منظمات المجتمع المدنى، وبحضور مندوبى الصحف والمواقع الإخبارية ومراسلى القنوات الفضائية، إعمالا لمبدأ الشفافية وتفعيلا وتقديرا لدور وسائل الإعلام.