حتى اللحظات الأخيرة لم يستطع أحد أن يخمن هل سيعلن الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، ترشحه لرئاسة الجامعة للمرة الثانية، أم سيكتفى بفترته الأولى، التي حقق بها قدرا من كافيا من الإنجازات. وخلال لقاء صحفى عقده "نصار" بنادي التجديف، لتكريم الصحفيين المسئولين عن تغطية أخبار الجامعة، أعلن أنه لن يترشح مجددا لرئاسة جامعة القاهرة، قائلا: "استخرت الله وقررت بناء على أسباب شخصية أن أكتفي بالفترة الأولى التي ترأست فيها الجامعة، وكلي ثقة أن جامعة القاهرة تضيف للمنظومة"، مشيرا إلى أنه لن يترك موقعه في الجامعة، وأنه قدم نموذجا ناجحا في الإصلاح المالي والإداري وسيكتفي بمدة واحدة، والآن يترك السلطة بملء إرادته، يترك مكانه لمن يستطيع ضخ دماء جديدة في الجامعة. ووجه نصار الشكر لكل من سانده وقوّمه قائلا: "كل انتقاداتكم كنت أستقبلها بصدر رحب، لذا أترك موقعي في جامعة القاهرة، لأعود أستاذا في كلية الحقوق". كانت تجربة نصار في جامعة القاهرة مختلفة بكل المقاييس، وكانت له وجهة نظر متفردة، سواء أيدها البعض أو اختلف معها آخرون، فسيصبح في النهاية رئيس الجامعة الأكثر إثارة للجدل، والأكثر شعبية ونجاحا. وقال نصار إن وقت استلامه الجامعة، كانت هناك خمس كليات معتمدة، وحاصلة على الجودة، والآن أصبحت 16 كلية حاصلة على الجودة، وكان بالجامعة 3 برامج خاصة معتمدة من الخارج، وأصبحت الآن 11 برنامجا، لافتا إلى أنه وقف ضد المشروع الإخواني، بحضور برامج تليفزيون؛ للتنديد بحكم الإخوان، ووضع في فترة ترشحه الأولى برنامجا، يؤكد على استقلالية وشفافية الجامعة، باعتبار الشفافية تساهم في تطوير المنظومة الإدارية. ولفت نصار إلى أن الجامعة تخطو خطوات جادة في إصلاح التعليم الجامعي في الكليات النظرية، حيث أصلح تغيير نظم الامتحانات كثيرا من التعليم الجامعي، وتخطت مصر مرحلة صعبة من الإرهاب، وستبقى بلد الأمن والأمان، مشددا على أن مجلس الجامعة يعظم فكرة العمل الجماعي، الأشبه بخلية نحل، موضحا أن أهم ما يميز الجامعة مواجهة التطرف، بالإضافة إلى منظومة ثقافية وفنية متميزة. وقال رئيس جامعة القاهرة: إن العديد من الأشخاص كان يظلمونه في أمرين، أولهما اتهامه بأنه أهدر حقوق أعضاء هيئة التدريس، ولكن أحب أن أوضح أن دور رئيس الجامعة ليس منوطا به رفع وزيادة رواتب أعضاء هيئة التدريس والموظفين، ولكن دوره تحقيق العدالة بين الجميع، وفي أحد الشهور تم توفير مليون جنيه في أحد الأقسام العلمية في كلية الطب وكان هذا نابعا من إجراءات الإصلاح المالى. وتابع "الأمر الثانى الذي ظُلمت فيه هو مكافآت الشهر، وكانت تصل قيمتها إلى 17 مليون جنيه شهريا، وبدأت تزداد حتى وصلت إلى 24 مليون جنيه مكافآت شهرية، فكان لابد من وضع حد للأمر، و"كل اللي قلتله إن اللي اشتغل ياخد، واللي مشتغلش ما ياخدش". وطالب نصار رئيس جامعة القاهرة القادم بمتابعة كافة الإصلاحات التي قام بها في الجامعة والاستمرار في نفس مسيرة الإصلاح، مشيرا إلى أن أول ملف سيضعه على مكتب رئيس الجامعة القادم، هو أراضي الوقف، التابعة لجامعة القاهرة والذي سيكون هناك مفاجأة لاسترداد أوقاف في أماكن مختلفة، ومحافظات عدة، لافتا إلى أنه سيقدم لرئيس جامعة القاهرة القادم كل الدعم.. وتابع نصار بأنه يحيي جهود الصحفيين الذين عملوا على تغطية أخبار الجامعة، وأنه إذا اختلف أو اتفق مع كثير من الآراء والكلمات التي كتبت في الإعلام فإنها صادقة فكل ما نشر كان هدفه المصلحة العامة، مضيفا أنه كان دائم التواصل مع الإعلام، وأنه كأستاذ للقانون الدستوري في جامعة القاهرة، كان أول مؤلف كتبه كان عن حرية الصحافة، خاتما حديثه بأنه يحترم حرية الصحافة لأقصى حد، وأنه لم يخفِ معلومة أو رقما أو إحصاء يخص الجامعة، وأن الصحفيين كانوا جزءا أساسيا ومهما من تجربة جامعة القاهرة.