من مذكرات موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب نشرتها جريدة الرياض السعودية عام 1991، وفي جزء منها بعنوان (طه حسين يقول شاهدت الوردة البيضاء) يقول فيه: بدأت رحلة محمد عبد الوهاب السينمائية عام 1930 بالتعاون مع رائد فن السينما في مصر المخرج محمد كريم، الذي كان يصور بالصدفة فيلمًا في الزقازيق فقال له عبد الوهاب (أعجبني فيلمك زينب عن قصة الدكتور محمد حسين هيكل، وأتمنى أن تخرج لي فيلمًا غنائيًا في الوقت القريب). وكانت قصة الوردة البيضاء مع المخرج محمد كريم وقصائد الشاعر أحمد رامي التي عرضت بالفيلم عام 1933، ولقي صدى رائعًا في مصر والبلدان العربية. دعوت عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين وهو من أعز أصدقائي ليحضر مع زوجته الفرنسية العرض الأول لفيلمي الوردة البيضاء، وحضرا بالفعل، وأخذت زوجته تشرح له همسًا ما يدور على الشاشة من أجزاء ومشاهد الفيلم. وبعد أيام كتب الدكتور طه حسين مقالًا في جريدة الأهرام في نفس الأسبوع بدأه بقوله: شاهدت فيلم الوردة البيضاء ولم يقل سمعت فيلم الوردة البيضاء.. وهو حدث في تاريخ الغناء العربي والسينما العربية التي ستبلغ أعلى المراتب، إذ اقتحم ميدانها رجال عباقرة أمثال محمد كريم ومحمد عبد الوهاب الذي هزني من الأعماق وهو يغني روائعه في الفيلم، ولا سيما أغنياته ( يا للي شجاك الأنين) و( يا وردة الحب الصافي) و(جفنه علم الغزل) هنيئًا لعبد الوهاب الوردة البيضاء.