خيم الغضب على آلاف المعتمرين المسافرين إلى جدة والمدينة المنورة على رحلات الخطوط الجوية السعودية بسبب تأخير إقلاع الرحلات لأكثر من 15 ساعة دون أن يتخذ المسئولون بالشركة السعودية خطوات إيجابية للحد من هذه الظاهرة التي تسببت في إثارة استياء المعتمرين الذين هتفوا داخل صالات السفر سواء بالمبنى الجديد رقم (2) أو المبنى (1) ضد الشركة السعودية مرددين (حسبنا الله ونعم الوكيل) وذلك قبل أن يتم احتواء الأزمة. كان المعتمرون افترشوا صالات السفر والبعض منهم استسلم للنوم والبعض الآخر قام بالبحث عن مسئول بالشركة السعودية عسى أن يجد جوابًا حول موعد سفره دون جدوى، حيث غادر الموظفون مكاتبهم تفاديًا للصدام مع الركاب الغاضبين وخاصة من كبار السن والمرضى الذين عانوا من تأخير الرحلات والزحام. من جانبه كشف باسم عبد الكريم، المستشار الإعلامي لوزير الطيران المدني، أن شريف فتحي، وزير الطيران، كان على اتصال وتنسيق دائم مع وزير النقل السعودى سليمان بن عبد الله الحمدان؛ لحل أزمة معتمرى الخطوط الجوية السعودية العالقين بمطار القاهرة. الوزير السعودى أوفد رئيس سلطة الطيران المدنى السعودى إلى القاهرة وأيضًا صالح الجاسر، رئيس الخطوط السعودية، للعمل على إيجاد حل سريع للأزمة. أما شركة ميناء القاهرة الجوى برئاسة المحاسب مجدى إسحاق عازر فقالت إن الأزمة بدأت الثلاثاء الماضى نتيجة تأخر وصول 14 رحلة طيران، وبالتالى تأخر رحلات الإقلاع إضافة إلى تجاوز الأطقم الطائرة للشركة السعودية لساعات الطيران.. الميناء برر الأزمة وقال إنها عارضة وقد تم اتخاذ قرار بنقل الرحلات الإضافية إلى مبنى (1) لتخفيف العبء على المبنى الجديد.. بينما شركة الطيران السعودية لم يخرج عنها تصريح يفسر أسباب الأزمة وخطوات المعالجة.. يحيى راشد، وزير السياحة، بدأ يتحرك لمحاصرة الأزمة بشكل مختلف عما تعودنا عليه من المسئولين الذين في الأزمات نجدهم داخل مقر الأزمة يتابعون ويضعون الحلول وكم من أزمات رأينا خلالها وزراء كثر وفى مقدمتهم المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، وزير السياحة التقى صالح الجاسر، رئيس الخطوط الجوية السعودية، في فندق "ميريديان" المطار وبحثا خلال اللقاء الأزمة والحلول الخاصة بها. وقالت مصادر مطلعة إن وزير السياحة فضل لقاء رئيس شركة الخطوط السعودية في الفندق المتاخم لمطار القاهرة تلبية لرغبة مسئول كبير بالطيران المدنى لتفادى غضب المعتمرين داخل صالات السفر، كما أكدت المصادر أن شركة الخطوط السعودية قد حصلت على موافقة بالرحلات التي تقل المعتمرين المصريين من سلطة الطيران المدنى المصري، ولم تلتزم بوصول الطائرات إلى مطار القاهرة الدولي.. إضافة إلى أن الشركة لم تلتزم بتعليمات المنظمة الدولية للنقل الجوى (الأياتا) بتسكين الركاب الذين تأخرت رحلاتهم لمدة تتجاوز 6 ساعات في الفنادق وتقديم الوجبات لهم لحين تجهيز طائرات لسفرهم، إلا أن المسئولين بالشركة السعودية لم يلتزموا بتعليمات "الأياتا" وتركوا المعتمرين يفترشون أرض المطار. وأكدت المصادر أن الشركة السعودية لم تكن على وعى كامل بموسم العمرة، حيث لم توفر أعدادًا من موظفيها لمواجهة موسم العمرة واضطرت للاستعانة بموظفى الشركة المصرية لخدمات الطيران (EAS).. شركة الميناء برئاسة مجدى إسحاق عازر شكلت غرفة عمليات لإدارة أزمة المعتمرين العالقين المسافرين على الخطوط الجوية السعودية، وتم التنسيق مع المسئولين السعوديين بعد التنسيق ما بين وزيرى الطيران المصرى والنقل السعودي، حدث تقدم في احتواء الأزمة، وبدأ توافد الطائرات ذات الطراز العريض، أيضًا تم عقد اجتماع حضره اللواء هشام البستاوي، مساعد أول وزير الداخلية لقطاع المنافذ واللواء فهمى مجاهد، مساعد وزير الداخلية لأمن مطار القاهرة الدولي، والمحاسب مجدى إسحاق، رئيس الميناء، واللواء محمد كامل، رئيس الشركة المصرية لخدمات الطيران، وصالح الجاسر، رئيس شركة الخطوط السعودية، وقد تم خلال اللقاء بحث آخر تطورات الأزمة والحلول المطروحة، وقد وعد الجاسر بإنهاء الأزمة خلال ساعات قليلة وتلافى وقوعها في المستقبل. المعلومات المتوافرة تشير إلى أن هناك عوامل ساعدت في تأجيج الأزمة وأدت إلى ظاهرة تكدس الركاب بمبنى الركاب الجديد المخصص لرحلات الخطوط السعودية، أول هذه العوامل أن الشركة السعودية لم تلتزم بتفويج الرحلات الجوية سواء كان قصورًا منها أو عدم قدرة الموظفين على التعامل مع الأنظمة الجديدة في وجود كثافة رحلات.. العامل الثانى هو السماح بدخول كم كبير من الرحلات إلى المنطقة الجمركية رغم إدراك العاملين بالشركة خطورة ذلك في الازدحام وعرقلة العمل، أيضًا عدم التزام الشركة بجدول تشغيل الرحلات وتوفير طائرات لنقل ركاب الرحلات الإضافية، وكذلك عدم الالتزام بضوابط وقواعد "الأياتا" بتسكين الركاب الذين تجاوز عدد ساعات تأخير رحلاتهم عن 6 ساعات لتفادى الزحام داخل الصالات، وفيما يخص الطيران المدنى فلابد من وقفة لسلطة الطيران المدنى المصرى تجاه شركة الطيران؛ لأنها حصلت على كل الموافقات الخاصة بالرحلات الشارتر ولكنها لم تلتزم الأمر الذي تم تفسيره بأن الشركة السعودية هي التي خططت لأزمة الرحلات في المطار وادعت أن هناك إضرابًا للطيارين أو تباطؤ، وهذا عار من الصحة إضافة إلى حجة انتهاء ساعات التشغيل لأطقم الطائرة.