هل يتّجه الإخوان لحرق مبنى المخابرات العامة وإعدام أرشيفه؟ هذا السؤال طرح نفسه بقوة خلال الأيام القليلة الماضية، وتحديدًا بعد الحريق الذى شب فى محكمة باب الخلق بأيدٍ إخوانية، كما تردد، فضلا عن اعتزام الإخوان إحراق مبنى المخابرات العامة بغرض إعدام أرشيفه الذى يحوى معلومات مهمة عن قيادات التنظيم, فهل أرشيف المخابرات متاح مثل ملفات القضايا التى احترقت فى محكمة باب الخلق، والتى شملت قضايا إخوانية، أم أن ملفات المخابرات لها طبيعة خاصة، ولا يمكن للغول الإخوانى الوصول إليها بسهولة؟ اللواء محمد رشاد المسئول الأسبق عن ملف إسرائيل ووكيل جهاز المخابرات العامة السابق لم ينفِ منطقية تحذيرات عفيفى برغبة الإخوان فى إحراق جميع ملفات القضايا القديمة التى تدينهم، لمحو تاريخهم الأسود الذى أشار إليه الراحل عمر سليمان قبيل وفاته،عندما تحدّث عن الصندوق الأسود، غير أن رشاد قال بحزم: من الصعب على جماعة الإخوان الوصول حتى إلى هذا الأرشيف، لأنه مؤمّن تمامًا بثلاث طرق، هى: الحفظ اليدوى والحفظ الإلكترونى والحفظ بواسطة ميكروفيلم، لافتًا إلى أن جهاز المخابرات العامة المصرية من أوائل الأجهزة التى أدخلت الميكروفيلم فى عملها. الوكيل السابق لجهاز المخابرات العامة أكد أن الجهاز لديه خطط أكثر سرية لا يمكن الكشف عنها للتصدى لمحاولات تدمير أرشيفه. بدوره قال الفريق حسام خير الله المدير السابق لجهاز المخابرات العامة، ل»فيتو»: إن أى محاولات من قبل جماعة الإخوان المسلمين أو غيرهم لحرق أرشيف المخابرات العامة «محكوم عليها بالفشل»، لأن أرشيف جهاز المخابرات العامة مؤمّن تمامًا وهناك إجراءات احترازية يتّخذها الجهاز لحماية مستنداته ووثائقه كما أن هناك آلية سرية لحفظ تلك الوثائق الموجودة فى حوزة إدارة الأرشيف. وتابع خير الله: هناك عدة نسخ إلكترونية من أرشيف جهاز المخابرات العامة والحربية وكذلك جهاز الأمن الوطنى، محفوظة فى عدة أماكن ولا يمكن أن يتم فرم تلك المستندات مثلما حدث فى مبنى أمن الدولة، مشددًا على أن أرشيف جهاز المخابرات مؤمّن تمامًا منذ عهد الزعيم جمال عبد الناصر. من جانبه، قال اللواء محيى نوح المدير الأسبق لفرع المنظمات الدولية بإدارة المخابرات العامة والاستطلاع، ل»فيتو»، «هناك آلية لحفظ مستندات جهاز المخابرات العامة كما أن هناك ملفات مماثلة إلكترونيًّا، محفوظة فى أماكن متفرّقة، ومن الصعب جدًّا اختراق قسم أرشيف جهاز المخابرات العامة أو المخابرات الحربية لا من داخل الجهاز ولا من خارجه». وتابع نوح: هناك خطط مسبقة للتعامل مع تلك الملفات فى حال حدوث اضطرابات كما حدث عقب ثورة 25 يناير، لافتًا إلى أن مسئولى جهازى المخابرات العامة والحربية لديهم الخبرة الكافية للحفاظ على هذه الملفات، واستبعد أن يقوم أى شخص أو جهة باختراق جهاز المخابرات ومحاولة حرق الملفات والوثائق، مثلما حدث مع محكمة جنوبالقاهرة. وأخيرًا اكتفى اللواء دكتور مجاهد الزيات وكيل جهاز المخابرات الأسبق وخبير الأمن القومى فى سياق تعقيبه على التحذير من حرق أرشيف المخابرات، بقوله «حرق أرشيف المخابرات من رابع المستحيلات».