مع انطلاق ما اصطلح على تسميته عصر "السماوات المفتوحة"، أطلقت وزارة التعليم العالي قناتها "التعليم العالى" والتي تتبع الوزارة، من حيث تسديد رسوم البث والتردد، وتتبع ماسبيرو من حيث البرامج والمعدات والاستوديوهات وأجور العاملين بها، كما أطلقت جامعة القاهرة قناتها التابعة للجامعة وتشرف عليها في كل شىء وكانت خاصة ببث محاضرات لطلاب التعليم المفتوح، غير أن القناتين لم تحققا أي نجاح يذكر وربما لا يشاهدها إلا عدد قليل من المهتمين بشئون التعليم في مصر. ولم تصل القناتان حتى الآن إلى الشريحة الأكبر التي ظهرت من أجلها، في الوقت الذي تكلف فيه خزينة الدولة ملايين الجنيهات سنويا مقابل حجز الترددات على النايل سات وأجور العاملين بها. وكشف مصدر مطلع بالتعليم العالى، أن الوزارة وجامعة القاهرة يسددان سنويًا أكثر من 200 ألف دولار (نحو 10 ملايين جنيه) للنايل سات على 4 أقساط، ورغم ذلك لم تحقق القنوات نسبة كبيرة من المشاهدة وتفقد الدعاية، خاصة قناة التعليم العالى والتي من المفترض أن تخاطب كل ما يتعلق بالتعليم الجامعي الخاص والحكومى وعددهم 46 جامعة إلى جانب 250 معهدا حكوميا وخاصا ويتبع الوزارة 2.5 مليون طالب وطالبة، فضلا عما يقرب من 100 ألف عضو و250 ألف موظف بالجامعات. وأضاف المصدر أن لقناة جامعة القاهرة جمهورًا من قبل طلاب التعليم المفتوح يتابعون بشكل دوري المحاضرات التي تبث عبر القناة، كما أن الجامعة وسعت نشاط القناة لتغطية جميع فعاليات الجامعة، إلى جانب توفير دورات للطلاب للتدريب التليفزيونى والعمل بالقناة سواء لطلاب الإعلام أو غيرهم بمقابل حافز مادى. من جانبه قال الدكتور عادل عبدالغفار، المتحدث باسم وزارة التعليم العالى، ورئيس لجنة تطوير قناة التعليم العالى، إن الوزارة تتحمل إيجار تردد القناة بالقمر الصناعى بقيمة أكثر من 200 ألف دولار تسدد على 4 أقساط كل عام، فيما يشرف ماسبيرو على البرامج التي تعرض على القناة ويتحمل كل التكلفة من إعداد ومذيعين ونقل معدات وفريق العمل بالكامل، خاصة أنها تضم 50 عاملًا، مشيرا إلى أنه قام بعمل تقييمًا شاملًا لأداء القناة وبرامجها وأداء الإعلاميين، إلى جانب زيارة استوديوهات القناة بمبنى الإذاعة والتليفزيون للتقييم بالرؤية العينية، كما تم تقييم لشعبية القناة وجماهيريتها. وأضاف عبدالغفار أنه تم وضع تصور ورؤية لتطوير القناة وهذا التطوير سيتم على أكثر من مستوى يشمل برامج مختلفة خاصة بالجامعات والمعاهد إلى جانب برامج متعلقة بالشباب، برامج تفاعلية، إلى جانب برنامج خاص برؤساء الجامعات لعرض إنجازات كل جامعة، كما تشمل الخطة برنامجًا خاصًا بالمسابقات العامة. وفيما يتعلق بتفاصيل قناة جامعة القاهرة الفضائية، أكد الدكتور سيد تاج الدين، عميد كلية الهندسة، مساعد رئيس الجامعة للتعليم المفتوح، أن قناة جامعة القاهرة، تعمل منذ 10 سنوات تبث برامجها على النيل سات وتخدم برامج ومحاضرات التعليم المفتوح، إلى جانب أنها تقدم خدمة مجتمعية لجميع الطلاب، مشيرا إلى أن الجامعة كان لديها قناتان ولكن واحدة فقط هي التي تعمل مؤكدا في الوقت ذاته أن الجامعة تسدد سنويا ما لا يقل عن 200 ألف دولار سنويًا على 4 أقساط، مؤكدًا أن استوديوهات القناة تتبع الجامعة وموجودة في مبنى التعليم المفتوح بالمدينة الطلابية، وتبث من خلالها البرامج التعليمية. وأضاف تاج الدين أنه يتم تطوير الاستوديوهات بشكل دوري، كما يسمح لجميع طلاب الجامعة الاشتراك في الدورة التدريبية التي تقدمها الجامعة بالقناة والظهور عبر شاشاتها، إلى جانب الحصول على حافز خلال الاشتراك في برامج القناة، مؤكدًا أن الجامعة بدأت في خطة تطوير القناة منذ يونيو الماضى، خاصة أن أعداد طلاب التعليم المفتوح انخفضت بعد إلغاء النظام الحالى وانخفض العدد من 100 ألف طالب إلى أن أصبح الآن 50 ألف طالب. وكشف تاج الدين أن الجامعة برئاسة الدكتور جابر نصار ستشكل خلال الأيام المقبلة مجلس إدارة للقناة لضمان استمرارية خطة البرامج المتميزة سيشمل متخصصين في الإعلام والإدارة والتسويق، مؤكدًا أن الهدف ليس التحصيل المادى، ولكن لحصول نسبة مشاهدة أكبر وأوسع انتشارًا لخدمة الجامعة والمواطن.