صدر مؤخرا عن دار فضاءات للنشر والتوزيع، كتاب «زيف النقد.. ونقد الزيف- احتضار النقد العربي»، للناقد محمود الغيطاني، والذي يقع في 140 صفحة من القطع الكبير. يقول الناقد محمود الغيطاني في كلمته التي ذيلت الغلاف الخلفي: لم أخطط من قبل للكتابة عن زيف النقد العربي، الذي تعاني منه الثقافة العربية؛ تعاني حدّ الاحتضار، كنت أتابع الأمر عن كثب، ملتزمًا الصمت والاشمئزاز معًا، في الحين الذي أقوم فيه بواجبي كمبدع، يحتكم لآليات النقد في كتاباته النقدية، والحس الأدبي في كتابته الروائية والنقدية، متابعًا العديد من الأعمال التي تصدر يوميا في العديد من المقالات والدراسات تحت مسمّى الأدب. ربما كان عملي في مجال الثقافة والصحافة الأدبية، هو ما دفعني إلى تناول العديد من الأعمال الأدبية بالنقد؛ ليغدو تحليل العمل الأدبي الذي أقدمه للقارئ، ضرورة يحتمها عليّ دوري كناقد، هاجسه العمق لا الاكتفاء بعرض العمل، وهنا يتساوى العمل المتواضع مع العمل الجيد، من حيث التناول والتعامل في الأحقية بالتشريح والتحليل؛ فالأمر بالنسبة لي هو إخلاص للكتابة في المقام الأول، باعتباري كاتبا همّه الأدب خالصًا، محاولًا فرز الغث من الثمين، وتعريف القارئ بالأعمال الجيدة، وإظهار فنيّتها مهما تهمَّش صاحبها، وتسليط الضوء على اختلال الأعمال المتهافتة التي تعمل الصحافة على تصديرها للقارئ، باعتبارها من أفضل الأعمال الأدبية، في خضم عملية تزييف حقيقي وعلني للثقافة العربية؛ الأمر الذي سيؤدي بالضرورة إلى نشأة جيل فاسد الذائقة الفنية، وشائه الحس الجمالي؛ لنشهد استساغته لكل ما هزل وفارغ من الأدب، ولفظه لكل عمل ينطوي على قيمة، وأمام هذا القلب المستفز للمعادلة كان لا بد من التخلي عن الوقوف بيدين مكتوفتين والاكتفاء بالرصد.