* نستقبل 30% من مرضى القلب بمصر.. وثقة المرضى سبب قوائم الانتظار * عدم وجود سرير رعاية فارغ في طوارئ المعهد «أمر طبيعي» على مدى عامين شهد المعهد القومي للقلب عمليات تطوير شاملة أثرت فى قوة العمل به، تمثلت في وقف غرف العمليات به، الأمر الذي أدى إلى توزيع المرضى على مراكز جراحات القلب مما تسبب في إطالة قوائم الانتظار بها. وكان المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء السابق، قد زار المعهد عدة مرات وكلف الهيئة الهندسة للقوات المسلحة بتطويره ليصبح نموذجا عالميا لعلاج المرضى. حول عمليات التطوير الخاصة بالمعهد وموعد العمل بالفرع الثاني له بأرض مطار إمبابة وكثرة أعداد المترددين وأهم التحديات التي يواجهها المعهد حاليًا حاورت "فيتو" الدكتور أحمد فتحي، عميد المعهد القومي للقلب، التابع لهيئة المعاهد والمستشفيات التعليمية بوزارة الصحة.. وإلى نص الحوار: *ما أهم التحديات التي تواجه معهد القلب ؟ معهد القلب القومي أكبر مستشفى قلب في مصر، عندما جاء المهندس إبراهيم محلب في يونيو 2015 كان المعهد يعاني من مشكلات كثيرة منها الإهمال في البنية الأساسية وعدم الانضباط، الأمر الذي استدعى تدخل الدولة للحفاظ على تلك المؤسسة القومية، خاصة أن المعهد يخدم كل مرضى جراحة القلب والقسطرة ويستقبل من 25 إلى 30% من مرضى القلب بمصر. وبما أن المعهد يتحمل علاج 30% من مرضى القلب في مصر من الطبيعي أن يكون أعداد المترددين عليه بنسبة كبيرة، وتزيد به قوائم الانتظار خاصة أن المعهد عندما تأسس سنة 1965 كان أول مؤسسة جراحة قلب في مصر متخصصة وأول مؤسسة في الشرق الأوسط ونتيجة وجود مصداقية لدى المرضى بالمعهد ونتيجة الخبرات المتراكمة في معهد القلب وخبرات الأطباء به يأتى المرضى إليه. والمعهد عندما أنشئ كان تعداد سكر مصر 19 مليونًا، بينما الآن يوجد 100 مليون مصري، ورغم وجود أقسام بالمستشفيات فإنها غير كافية لزيادة أعداد المصابين بأمراض القلب في الوقت الحالي؛ لأنه مرض العصر، فضلا عن زيادة متوسط عمر المرضى ل90 سنة، مما يؤدي إلى زيادة أعداد المترددين في المعهد وسبب قوائم الانتظار زيادة ثقة المرضى في المعهد. *كيف تمت عمليات التطوير بالمعهد ؟ خلال عام ونصف العام استمرت أعمال التطوير وشملت البنية الأساسية وكانت مهملة والقسطرة والعمليات، وكان لدى المعهد 7 غرف قسطرة منهم 3 لا يعملون وأجهزة تحتاج إلى تكهين منذ 15 سنة؛ بسبب الإجراءات الحكومية لم تتكهن، فضلا عن وجود 9 غرف عمليات منهم 4 غرف فقط تعمل و5 لا يعملون؛ بسبب مشكلات في الصيانة والتكييف والخدمات المقدمة، ولم يتم الاهتمام بالمكان ثم بدأت الحكومة تهتم بالمعهد ليصبح مكانا عالميا، إلا أن ذلك الأمر يحتاج وقتا ومجهودا وعملا جماعيا. فيما تمت عملية التطوير على ثلاث مراحل الأولى كانت بمساعدة الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وانتهت بسرعة في العيادات وأقسام الطوارئ والاستقبال حتى لا يتم غلق المعهد ويستمر في عمله. والآن بعد التطوير أصبح عدد المترددين على العيادات 800 وقديمًا كان 300 مريض، وفي عيادة الأشعة التليفزيونية تجرى يوميًا 300 حالة وقديما 100 حالة، بينما في الطوارئ كان يتردد 350 مريضًا والآن أصبحنا 700 إلا أن عدد الأسرة لا يكفي لاستقبال كل مرضى القلب المترددين في الطوارئ؛ بسبب الثقة في كفاءات الأطباء من قبل المعهد، فضلا عن تقديم الخدمة مجانا، خاصة أن تكلفة سرير الرعاية لأي مستشفى مرتفع الثمن ومن الطبيعي أن يأتى مريض للمعهد ولا يجد سرير رعاية مركزة ويتم التنسيق بين المعهد والمستشفيات الأخرى لنقل الحالات الطارئة إليهم. وخلال فترة التطوير لم يتم غلق القسطرة التداخلية، حيث كان يوجد جناحان أحدهما يحتوي 4 قساطر وآخر يحتوي على 3 قساطر، وتم تطوير كل جناح على حدة، وبدأ العمل فيهما بكل طاقتهما الاستيعابية الآن ويتم إجراء 60 حالة يوميًا، ولكن نظرًا للإقبال المتزايد على المعهد يوجد قوائم انتظار في القساطر يتم العمل لزيادة الأعداد التي نجري لهم قسطرة يوميًا وإن كان ذلك غير كافٍ بالنسبة لتعداد السكان. *وما موقف العمليات الجراحية في المعهد ؟ توقفت العمليات في معهد القلب لأنه لكي يتم تطويرها كان لابد من وقفها نهائيًا ولا يمكن إجراء أي جراحة بها، خاصة أن جراحات القلب لها حساسية خاصة تحتاج مكانا معقما كاملا دون أي هواء غير نظيف حتى لا يتم إصابة الجرح بالتهابات؛ لأن نسبة كبيرة من جراحات القلب يصاب المرضى بها بالتهابات، لذا تم تطوير 9 غرف عمليات بنظام الكبسولة عبارة عن طائرة على أحدث مستوى غير موجودة في أي مكان في مصر ممنوع دخول أي ميكروبات أو هواء غير نظيف بها لخفض نسب الإصابة بالميكروبات بعد جراحة القلب وقديمًا لم يكن بها تعقيم كامل بنسبة 100%، لأنه من الممكن أن تجرى العملية بنسبة 100% نجاح ويخرج المريض من الغرفة ثم يصاب بالتهابات نتيجة الهواء. والآن تم تطوير 7 غرف جراحة للكبار و2 غرف جراحة قلب أطفال، وعلى وشك الانتهاء منها وافتتاحها قريبًا بسبب إجراءات صيانة من الشركة المنفذة. *وما مصير المرضى الذين يحتاجون إلى الجراحة خلال تلك الفترة ؟ خلال تلك الفترة تم إنشاء قسم جراحة قلب من أجهزة معهد القلب في مستشفى دار السلام "هرمل" بجراحي معهد القلب مكون من غرفتي عمليات يجرى من 2 إلى 3 حالات يوميًا وتوزيع بقية الحالات على مستشفيات هيئة المعاهد التعليمية منها مستشفى شبين الكوم التعليمي، ومستشفى الأحرار ومستشفيات أمانة المراكز الطبية، منها معهد ناصر، والعجوزة، وعند عودة العمل بمعهد القلب كاملا متوقع إجراء 9 عمليات أو أكثر يوميًا. *وما الذي تم في الفرع الثاني لمعهد القلب بأرض مطار إمبابة ؟ تم بدء العمل به منذ أسبوعين وحاليًا تجرى به جراحات القلب والقساطر وأجريت أول حالة قسطرة في أرض مطار إمبابة عن طريق اليد وحاليًا تجرى يوميا 3 حالات قسطرة كتشغيل مبدئي وحالة جراحة قلب يوميًا، حيث يضم غرفة عمليات واحدة وغرفة قسطرة، وتم بدء العمل بالعيادات المكونة من 16 عيادة. *وما الذي يحتاجه معهد القلب حاليًا ؟ يحتاج إلى دعم الدولة والمجتمع المدني لأن معهد القلب كنز وله مكانة كبرى في مصر والعالم ونسعى لجذب المريض الأجنبي من الدول المجاورة لكي يأتي للعلاج في مصر، فضلا عن التبرعات نظرا لضعف الإمكانيات المادية بالمعهد لأنه مستشفى حكومي يحصل على ميزانية من هيئة المعاهد التعليمية *وهل كل الخدمات به تقدم مجانا ؟ المعهد به جزء مجاني وجزء على نفقة الدولة وجزء تأمين صحي وجزء اقتصادي وأي مستشفى لكي يحافظ على استمراره لابد من وجود قسم اقتصادي به، والنجاح هو تقديم خدمة مجانية مثل الاقتصادي والمريض لا يشعر بالفرق بينهم، خاصة أن تكلفة جراحة القلب غالية لاعتماد كل مستلزماتها على الاستيراد بالدولار سواء الدعامات أو القساطر أو الصمامات، وحاليًا كل المستلزمات المستخدمة في المعهد توفرت من خلال مناقصة برلين بنسبة 99% بنوعيات ذات جودة مرتفعة والمريض أصبح توضع له دعامة كانت تستخدم خارج مصر في دول أوروبا وأمريكا. وتم تدشين مشروع مجاني لغير القادرين وتركيب أكثر من 500 دعامة دوائية والمريض لم يدفع ولا مليم ولا الدولة ولكن بمساعدة التبرعات والمجتمع المدني لأنه لا يوجد دولة في العالم كله قادرة على دفع كل التكاليف الخاصة بجراحات القلب. *وهل يوجد نقص في أسرة الرعاية المركزة ؟ معهد القلب بدأ ب 32 سرير جراحة قلب و32 سرير باطنة والآن تضاعف العدد لأكثر من 60 سرير جراحة قلب و60 سرير باطنة، بجانب أسرة فرع أرض مطار إمبابة الذي يضم 38 سريرا، إضافة إلى عودة الدور الموجود بالمعهد الذي تحول من مكاتب إداريين إلى أسرة للمرضى، وتم بناء دور بمساعدة القوات المسلحة وتخصيصه كوحدة إدارية للموظفين، ووفرنا 12 غرفة للمرضى. *وما الميزانية التي خصصت لتطوير المعهد ؟ لم يتم حصر التكاليف المالية كلها حتى الآن لأن العمل في المستشفى قائم ولم ينته، خاصة أن تطوير مستشفى قائم أصعب من إنشاء مستشفى جديد.