شهدت مدينة أسيوط صباح اليوم الأحد توافد من قبل الأقباط والمسلمين على حد السواء على شراء "تشكيلات السعف" للاحتفال بها في الكنائس والمطرانيات وإحياء ذكرى "أحد الشعانين" في صورة مبهجة قبل أداء الطقوس الدينية كرمز للمحبة التي بشر بها السيد المسيح. وبدأ أهالي أسيوط منذ الساعات الأولى من صباح اليوم في الإقبال على الشراء من قبل البائعين بمحيط الكنائس والكاتدرائيات والذين حرصوا على تشكيل تصميمات جديدة للسعف وخوص النخيل لجذب الكبار والصغار على شراء وحمل السعف كطقس هام من طقوس هذا اليوم قبل قراءة فصول الإنجيل بالكنائس وسط تشديدات أمنية مكثفة بمحيط الكنائس والأديرة. وفى هذا السياق قال عماد عاطف بائع للسعف: إن الشعانين تعنى كلمة يارب خلص والتي استقبل بها أهالي أورشليم السيد المسيح حاملين فيها السعف وأغصان الزيتون، مشيرا إلى أن اليوم ذكرى اعتاد عليها منذ صغره، حيث يقوم أفراد عائلته بصناعة وتشكيل خوص النخيل في تصميمات مختلفة وبدأ هذا العام تصميمات جديدة للصليب والطاقية من خلال الإنترنت وطرق تعلمه لذلك كان الإقبال على مشغولاته من السعف أكثر من غيره حيث تنوعت بين "التيجان والصليب بجميع أحجامه، والطربوش، وبرج الحمام، الحصيرة، القلب، "القربانة، الساعة، الأسورة، والطربوش والطاقية الخاصة بالأطفال وبأسعار جيدة بدأت من 5 جنيهات للصليب الصغير وحتى ال20 جنيها للقربانة الحصيرة. ويؤكد أمجد لطفى محاسب أن أحد الشعانين يعتبر مناسبة خاصة وعائلية ونحرص جميعا في هذا اليوم على اقتناء السعف لأداء صلاة القداس تبركا به كما أننا نحتفظ به بالمنازل، مشيرا إلى أن قراءة بعض الفصول من الأناجيل وحمل السعف من أبرز طقوس اليوم فهو يوم يحمل رمزا وبشرى للمحبة داخل النفوس كما حملها قديما للعالم. فيما حرص عبد العزيز محمود موظف بالبريد على شراء "سعفة على شكل" قلب وأخرى على شكل تاج لنجله احتفالا مع اخوته من الأقباط بأحد الشعانين مشيرا إلى أن الأقباط دائما يشاركون المسلمين في الأعياد وحتى في المولد النبوي، كما يشارك المسلمين في احتفالات الأقباط ومنها أحد السعف كعادة تبث البهجة وروح التسامح والمحبة بين أهالي الوطن الواحد. يذكر أن "أحد السعف"، هو أول أيام أسبوع الآلام، هو الأحد السابع من الصوم الأكبر والأخير والذي يتبعه عيد الفصح أو عيد القيامة وأبرز طقوسه أن الأقباط يقبلون على شراء سعف النخيل من أمام أبواب الكنائس، ويتم تشكيله بأشكال جميلة ويحتفظ به المسيحيون للبركة ويحملونه بين أيديهم في قداس الأحد، وتزين به الكنائس، تبرّكا بأن السيد المسيح عندما دخل القدس في مثل هذا اليوم، استقبله أهلها وهم يحملون سعف النخيل وأغصان الزيتون ترحيبا به ورمزا للنصر.